توج الهلال نفسه بطلاً للممتاز بتعادله مع المريخ في ختام الدوري ليحقق بذلك انجازاً كان هو في أمس الحاجة له ليرد به الاعتبار بعد هزيمته في نهائي الكأس وليعيد للديار الهلالية الهدوء والاستقرار حتى يعمل المجلس في اجواء من التركيز لاختيار افضل العناصر في معركة التسجيلات لدعم صفوف الفريق بالمستوى الذي يمكنه من تحقيق آمال وطموحات الجماهير في الفوز بأول بطولة خارجية.. رغم ن الهلال قد خرج في الموسمين الماضي والحالي من خمس بطولات منها ثلاث محلية واثنتان افريقيتان فان فوزه ببطولة الممتاز والذي جاء بعد فترة طويلة من الابتعاد عن منصات التتويج لم يفرح الجماهير بالمستوى المتوقع في مثل هذه المناسبات لأنه لم يشف غليلها بفوزه على المريخ وانتزاع البطولة منه عنوة واقتدارا بعد عرض رائع يمتع الجماهير ويؤكد ان الهلال هو سيد الكرة وزعيمها الذي يشرب ان اراد الماء صفواً ويشرب غيره كدراً وطينا.. كان فوز الهلال بالممتاز والذي جاء بعد ظروف صعبة مر بها النادي خلال الموسمين الماضيين بلا طعم أو نكهة بعد ان قدم الهلال واحدة من اسوأ مبارياته في الدوري ولم يظهر بالمستوى الذي يتناسب ومكانته وتاريخه وشكله واسلوبه الذي يعتمد على الأداء الجماعي واللعب الممرحل والخطوط المترابطة وليس على ارسال الكرات الطويلة من المدافعين للمهاجمين بدلاً من بداية الهجمة بالتمرير الصحيح وفرض السيطرة الميدانية بالحركة السليمة وخلق الفرص بالتمريرات البينية والخد وهات والعكسيات التي تمكن المهاجمين من احراز الاهداف بالرؤوس والاقدام, والمؤسف ان الهلال بدخوله المباراة بفرصتين ودوافع قوية للفوز لم يقدم الأداء الجميل والعرض الرائع الذي تعشقه جماهير الهلال الذواقة للاستمتاع بفنون وابداعات كرة القدم كما افتقد روح الاصرار والحماس وارادة الفوز التي تجعل الفريق قوة ضاربة بالقتال المستميت والضغط على الخصم وحرمانه من الاستحواذ وعدم منحه اي فرصة للسيطرة وتهديد مرمى جمعة جينارو ليخذل جماهيره بأداء باهت وبإهدار للفرص التي اتيحت لصلاح الجزولي وبشة وبكري والتي اكدت ضعف القدرات التهديفية لدى المهاجمين الذين يعتمدون على الحظ والصدفة والتوفيق في احراز الاهداف.. وبعيداً عن المجاملات والتطبيل الأجوف وخداع بعض الاقلام الهلالية لنفسها وللآخرين نقول ان هذه المباراة قد قدمت خدمة كبيرة للنادي قبل فترة التسجيلات بكشفها للمستوى المتواضع لعدد كبير من اللاعبين والذي يدفع اللجنة الفنية ومجلس الادارة للتفكير الجاد في غربلة الفريق لابعاد كل العناصر التي فقدت القدرة على العطاء او التي لا يؤهلها مستواها لمواصلة المشوار في الموسم القادم.. واعتقد ان سيمبو وسيسيه وسيدى بيه لاعبون عاديون لا يشكلون اي اضافة للفريق ولا يصنعون الفارق ويجب ان يغادروا في فترة التسجيلات اما عن المحليين فحدث ولا حرج ولا اعتقد ان هنالك من يستحق الاستمرار سوى جمعة جينارو ومعاوية فداسي والشغيل ونزار وعناصر الشباب التي تضم محمد عبدالرحمن ووليد علاءالدين واطهر ومحمد احمد المعار والثلاثي الذي تم التجديد له رغم ان بكري ابو اثنين مليار لم يقدم ما يساوي الفى جنيه فالهلال الذي اصبح على مشارف الشيخوخة يحتاج لقرارات جريئة لتجديد دمائه ودعمه بمحترفين من العيار الثقيل بعد ان اهدر الهلال ملايين الدولارات في محترفين مضروبين لم يقدموا له شيئاً بل كانوا من الاسباب الاساسية لخروجه من البطولات الافريقية في المواسم الماضية.. الجهاز الفني الذي قاد الهلال للفوز بالممتاز يتحمل قدراً كبيراً في عدم تحقيق الهلال للانتصار على المريخ بالمجموعة غير الموفقة التي بدأ بها المباراة وبتعديلاته غير الصحيحة بعدم اخراج صلاح الجزولي المتحرك وادخال محمد عبدالرحمن مكان كاريكا الذي لم يقدم شيئاً واستبدال عمر بخيت ببشة ليكون بذلك قد دعم الوسط والهجوم كما يؤخذ على الجهاز الفني انه قد لعب بثلاثة مهاجمين دون ان يجدوا التموين من صانع العاب يلعب خلفهم فقلت فعالية الهجوم وخطورته.. لم يحدث في تاريخ الكرة السودانية ان كان هناك حكم في غاية السوء والضعف والتردد وعدم القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة والسليمة وعلى فرض شخصيته على اللاعبين مثل الحكم ابوشنب الذي ذبح الهلال من الوريد للوريد وحرمه من الفوز بصرفه لضربتي جزاء صحيحتين عندما تعمد بخيت خميس لمس الكرة بيده وعندما تمت عرقلة بشة داخل المنطقة وبصرفه للعديد من الفاولات ضد الهلال وعكسه لعدة حالات وعدم طرده للحارس جمال سالم الذي تعمد الاعتداء على صلاح الجزولي بعد استلامه للكرة ومجاملته لراجي في دفعه لبكري المدينة حتى سقط على الارض والتي يستحق عليها الطرد بالكرت الأحمر..! عموماً فقد سرق ابوشنب عرق الهلال واهدر جهده واضاع عليه الانتصار بمخالفات واضحة لأنه ارادها تعادلية ليقتسم الفريقان البطولتين ولتنام العاصمة هادئة ولتفادي اي احداث شغب ومشاكل دون ان نعرف من هي الجهات التي تقف وراء هذا التعادل..! خلاصة القول ان مباراة القمة كانت صفراً كبيراً, لا تنظيم فيها ولا فنيات ولا جمل تكتيكية بل عك كروي ومستوى بائس ومتواضع لا يليق بأكبر وأقوى وأعرق فريقين بالبلاد, ولو كان الهلال يملك أي قدرات مهارية وفنية لألحق بالمريخ الذي يعتمد على لاعبين فقط هما الحارس جمال سالم ولاعب الوسط ايمن المصري هزيمة ساحقة يتحدث بها الركبان.