أسابيع عديدة والهلال يتربع على صدارة الممتاز.. كقاطرة تجر خلفها العربات والأمنية بتعثره ظلت حلماً يراود الفريق الراغب في نزع هذه الصدارة دون جدوى والمحافظة على هذه الصدارة لاسابيع طويلة كانت هي »البروفة« التي دخل بها الهلال مباراته النهائية » بفكر المباراة التجارية«والتجارة في المباريات هي أن تحافظ على ما كسبت سابقاً او هكذا يقول »الجرد السنوي«..! ولأن العبرة بالخواتيم فقد ختم الهلال الموسم كما أراد بعد ان جر خصمه الى ما يريد حارماً خصمه من تحقيق ما يريد.. وأحسب ان هذا هو الحديث العقلاني عن »اكتفاء« الهلال بالتعادل وأظن ان هذا ما كان يرغب فيه كأس الممتاز نفسه.. والذي عاش مرارة الاغتراب لعام كامل بالديار الحمراء.. نعم العبرة بالخواتيم »وحسن الخاتمة« الرياضية حصل عليها الهلال وضاعت من المريخ ومن هنا فاستحق الهلال كلمة مبروك ولا علينا ان رفض المريخ كلمة هاردلك.. والكلمتان هما عملة التنافس الكروي..! أعود للمباراة والتي كان بطلها الحقيقي الحكم الفاضل أبوشنب الذي زاد وزنه وتضخم حجمه وكبر عمره وقلت حركته وظهر البون شاسعاً بين أبوشنب الذي ظهر في آخر مباراة قمة ادارها وبين آخر ظهور له بالأمس، فنسى صديقنا انه حكم مباراة »لكرة القدم« وتخيل انه حكم مباراة »لكرة اليد« فسمح للاعب المريخ بخيت خميس ان يلعب ويتلاعب بالكرة وبيده يغير اتجاهها بما يشاء وتصور انه »حكم ملاكمة« فابتسم وهو يتفرج على حارس المريخ وهو »يلكم« مهاجم الهلال وتخيل انه »حكم مصارعة« وبمزاج شاهد ما يفعل فيه إبراهومة واخوانه مصارعو المريخ.. وسمح لهم ان يفعلوا ما فعلوا.. باختصار رفض ابوشنب ان يحسب للهلال ما هو أوضح من الشمس واستحق ان يكرمه المريخ في مهرجان احتفاله المتوقع بفوزه »بالبطولة الصغرى« كأس السودان وواجب على الهلال ان يرفع صورة الفاضل ابو شنب في مهرجانه بفوزه »بالبطولة الكبرى« كأس الممتاز ليقف الناس كلهم دقيقة حداداً على التحكيم..! ولأننا في الهلال لا ننقص الناس اشياءهم وبقدر ما نقول ان المريخ هو نادي »الاداري الواحد« فحالياً يوجد بالمريخ جمال الوالي ان وجد جمال وجد المريخ.. ويغيب المريخ ان غاب جمال.. وبالقدر نفسه ففريق المريخ هو الآن فريق »اللاعب الواحد« ففي وجود جمال سالم يوجد المريخ وان غاب جمال فعلى المريخ السلام وان كان الحضري قد نال من المريخ ثلاثة ملايين دولار فمن حق جمال ان ينال ضعفها مع تحياتي لبكري المدينة الذي احرز هدفاً رائعاً في هذا الحارس العملاق..! أما المضحك والمبكي في آن واحد هو الحديث عن شكوى فريق الخرطوم الوطني وما ادراك ما هذه الشكوى.. فالذين يتحدثون عن صحتها كأنهم يطالبون الهلال بتصحيح اخطاء الاتحاد العام وكأنهم يطالبونه بأن يقوم مقام المقام والجهل بالقانون وحده هو الذي سيطر ولجان »الجمال« بالاتحاد العام أرادت ان تكون الامور كلها حمراء لينتهي الموسم أحمر وخاب فألهم »طلعت البطيخة بيضاء«..! وعفواً سادتي فالحديث عن الكمامات والروائح الكريهة التي قالوا إنها انبعثت من بطولة فاز بها الهلال مردود على أهله.. فالتاريخ يقول ان هذه الروائح فاحت من »بري قيت« وأزكمت الأنوف من شرق ووسط افريقيا والتحرير كان يوماً الضحية والزيادات هنا موجودة ولن أزيد..! سادتي ان خسر الهلال كأس السودان لا غرابة فربما كان هلال الوطنية يريد السودان اكثر جاذبية قد يريده خال من النزاعات الأهلية والاشتباكات القبلية ويريده موحداً متحداً ديمقراطياً مية المية.. يريد السودان أجمل ليكون كأسه أجمل ليفوز به.. وبعد، فبطولة كأس السودان ليست مقاسه لانها الأصغر والهلال الكبير يفضل البطولات بالمقاس (X.X.X.X.L) ولهذا يجد نفسه في الدوري الممتاز, وكما تقدمنا بالتهانئ الحارة للمريخ وهو يفوز بالبطولة الصغرى آمل ان يتحلى اخوتنا المريخاب بالروح الحلوة ويتقدموا بأطيب وأحلى التبريكات للهلال بفوزه بالبطولة الكبرى.. ولا عجب فكل حزب بما لديهم فرحون..!