تلاحقت الأحداث عاصفة «ونط» بكري المدينة كانجاز لمجلس المريخ أكبر من سيكافا وكأس السودان، ولا غرابة «فالخبطات» الادارية عند المريخاب أفضل من المحصلات الفنية، والمادحون دوماً للسيد رئيس النادي يهمهم المريخ الاداري أكثر من غيره.. وفي المريخ الاداري تحيط عنايتهم السيد جمال الوالي باعتباره الأول والأخير بل الاداري الذي لم تأت القبيلة الحمراء باداري قبله ولن تأتي بعده، واللافت ان جمال الوالي نفسه بدأ مشروعه الاداري وخططه ورسمه ببناء المريخ فوق انقاض الهلال وبتدمير وتكسير الأزرق ما أمكن حتى يتوهج الأحمر.. والشاهد ان لاعبي الهلال وعلى امتداد سنوات جمال الوالي في الرئاسة ظلوا هدفاً مشروعاً للمريخ ومثالاً لا حصر.. كليتشي وهيثم طمبل وعلاء الدين طيارة وأخيراً هيثم مصطفى وتراوري، واللافت ان المريخ لم يحقق بطولة الممتاز في مراته المحدودة جداً إلا عبر لاعبي الهلال!! وشخصياً قد أجد العذر للسيد جمال الوالي باعتبار جاهزية وقدرات لاعبي الهلال الكبيرة، والوالي نجح بالدليل العملي في ما ابتغاه المريخاب وفي ما أراده جمال نفسه الذي أجد له العذر في حسن اختياره وجمال مقصده في تحقيق رغبات جماهيره خصماً على الهلال التوأم الأكبر.. لكني بالمقابل اضحك وابكي «بالتساوي» ومدير مكتبه عبد العزيز برجاس الذي دفع به السيد صلاح ادريس من الصفوف الخلفية مقدمه قيادياً للهلال واحداً من خمسة عشر عضواً هم اعضاء مجلس الادارة. ولو وقف اهل الهلال صفاً في انتظار دورهم للدخول المجلس وكان الهلال في وادي حلفا لوقف برجاس بمدينة نمولي في انتظار دوره قبل ان يحقق الجنوب الانفصال.. ومجتمع الهلال الحساس جداً تجاه قضايا ناديه «يلوك» الكثير من المواقف «التضامنية» مع المريخ لبرجاس عضو مجلس ادارة الهلال «بالغفلة» وبالغفلة هذه ارجو الا يعتبرها برجاس اساءة، فهذا تقديري الشخصي لمسألة دخوله «بتبريكات» الأرباب عضواً بمجلس الهلال، الأمر الذي اعتبره نقطة سوداء على جبين الهلال المضيء.. وبرجاس كان ادارياً في وادٍ والهلال في وادٍ آخر.. برجاس واحد من عجائب الزمن بالهلال!! أعود لبكري المدينة، واقول بكري ليس اللاعب الأول ولن يكون الأخير المنتقل للنجمة في وجود جمال الوالي رئيساً للمريخ، والساقية المدورة ستستمر في الدوران، وكما بقى لاعبو الهلال هدفاً مريخياً مشروعاً من قبل بكري سيكون آخرون.. وأنا أرى كما فات «فلاناً وعلان وعسقلان» فليفت بكري، فهذا حقه الطبيعي الذي لا ينكره عليه احد في زمن الاحتراف وحقه المعترف به في «التنقل» وما يتمناه البعض في تغيير واقع الحال.. وان كان المدينة نجماً من نجوم الهلال فإنه من نجوم اذا حضر «ظهر» وان غاب فليس هناك من يحس بالغياب.. وكثيراً ما لعب والهلال لم يكسب وغاب مرات والهلال فاز.. وامر الهلال اظنه هنا خسارة ادارية لا فنية، والخسارة للاسف خسارتين، فالمريخ يفضل كما اسلفنا الخبطات الادارية على الفنية، ولهذا فأهله يتصورون انه بتسجيل بكري المدينة حقق انجازاً ما بعده انجاز!! أما المؤسف وما يغيظ حقاً «ويهرد الفشفاش» فهو البيان الغريب والعجيب الذي أصدره مجلس ادارة الهلال معلناً استغناءه عن النجوم الثلاثة عمر بخيت والمعز ومهند الطاهر، والذي احسبه جاء بعيداً عن أدب وموروثات الهلال، فالثلاثي المتمثل في الكابتن ونائبه ونائبه الثاني قدموا ولم يستبقوا شيئاً، والثلاثي أياً كان اداؤه «هلالاب صاح» اكثر من رئيس واعضاء مجلس ادارة النادي انفسهم.. وطريقة الاستغناء ولو انها تمت كما جاء في البيان بكلمات «رحيمة» الا انها كانت اقرب الى «رصاصة الرحمة» الشيء الذي افقدها مضمونها ومحتواها!! فالكابتن عمر بخيت مثلاً ظل صاحب تاريخ ابيض ناصع البياض، وكثيراً ما ضحى من اجل الهلال وقاد فريقه متوجاً له بطلاً في اقل من اسبوع، ومدرب المريخ محسن سيد ومدرب الهلال الفاتح النقر في لقاء تم بقناة «الشروق» اختارا وباتفاق تام عمر بخيت نجماً للقاء القمة الأخير، وهذا يعني ان الاستغناء عن عمر تم إدارياً وليس فنياً، خاصة انه كما اسلفنا شارك في آخر مباراة، والمباراة بطولة وتتويج، والمعلم كان نجماً للمباراة، اضف الى ذلك ان الكابتن الذي يصنع تاريخاً مثل تاريخ عمر بخيت ولم «يفسق ولم يرفث» كان يتوجب ان يمنح قرار «الاستقالة» لا «الاقالة»، ويقدم ليقدم بمكاتب الاتحاد من يحل محله في الكشوفات على طريقة «جميل دفع الله وتنقا» و «يكرم» بعدها، لا ان يتم «اعفاؤه» على طريقة الدستوريين الذين يسمعون نبأ اقالتهم مع العامة عبر التلفاز او المذياع!! الخلاصة ان المريخ كسب بكري المدينة الذي نوعاً لم يخسره الهلال، وان مجلس الهلال بيده لا بيد غيره استغنى عن الثلاثي.. الأمر الذي اظنه قد دخل حقيقة في «عضم التيم» والمطلوب ان تغطي ادارة الهلال وعبر عمل «اداري» كبير العجز «الفني» الذي حدث على ورق الكشوفات حتى لا يكون له اي اثر في مباريات الهلال.. و«الهيلمانة» التي استقبل بها المريخاب واعلامهم هيثم طمبل وكليتشي وهيثم مصطفى وتراوري هي ذاتها التي استقبل بها بكري المدينة و «الجديد قديم» نعم التجربة واحدة والمريخ يأبى الاستفادة من التجارب ويصر على ضم نجوم الهلال.. «عسى ولعل» ان يحقق مشروع الوالي الاداري أو يفوز بالدوري مرة واحدة بعد كل ست سنوات!! والوحش يقتل ثائراً والهلال ينبت ألف ثائر يا كبرياء الجرح إن متنا لحاربت المقابر.