كان الرجل السبعيني المصاب بالشلل النصفي يثور بهستريا في زوجته الشابة التي كانت تدفع عجلته المخصصة للمعاقين حركياً ، وهو يهددها بعدم دخول السائق معها الغرفة والمطبخ بحجة توصيل بعض المشتريات لكنها كانت ترد ببرود وبطريقة ساخرة، لكن السائق لم يتوقف ابداً عن فعلته المعتادة ، بل كان يصر عليها في حين كان الزوج يثور ويهدده بالفصل من العمل ، لكنه لم يكن يعبأ أبداً بتهديده في حين كان يحاول الزوج دفع عجلته للحاق بالسائق وهو يحمل بعض الأشياء ويلج إلى داخل المطبخ ثم الغرفة بجرأة مدهشة ، بيد أن يده التي اضعفها الشلل الرعاش أعجزته عن المطاردة وقف في مساحة بعيدة من الغرفة وهو يثور ويسب في زوجته والسائق ،وخرج السائق بعد فترة من الغرفة وسط سيل من السباب من الزوج وإعلان فصله عن العمل ، لكن في اليوم التالي مباشرة يطرق الباب وتفتح له كالعادة الزوجة الشابة ثم يدلف إلى الداخل دون تردد ، وما ان سمع الزوج صوت زوجته تتحدث حتى حاول الخروج من الفرندة لمواجهة زوجته وسائقه المتمرد ، لكنه يفشل يكتفي بالسباب والهياج من مكانه ، ورغم مرور أكثر من شهر لم يتوقف السائق عن الحضور للمنزل رغم أنف صاحبه المعاق ، وفي اليوم الثاني حضر إليه شقيقه لزيارته فأخبره بقصة سائقه المتمرد والذي سارع بالتحدث مع الزوجة بحدة لكنها تعاملت معه بهدوء وأدعت أن السائق رجل أمين وهي تثق فيه وأن زوجها بسبب المرض بات متوجساً وتحاصره الوساوس، وأن السائق يدخل المشتريات داخل المنزل ثم يخرج سريعاً وقالت إنه لا يدخل دائماً الغرفة إلا عندما يريد أن يحاسبها بقيمة المشتريات وهو أمر لم يكن جديداً حتى في وجود زوجها قبل المرض والإعاقة وقالت إنها لا تستطيع أن تستغنى عنه لأنها تثق فيه كثيراً ولن تغامر بالتعامل مع سائق آخر ، في حين أصر شقيق الزوج على إقالة السائق طالماً إنها رغبة شقيقه المعاق رب المنزل ، بيد أن الزوجة رفضت ودخلت معه في مشادة فخرج غاضباً وقال لشقيقه طلقها فإنها لا تستحقك وتعال معي إلى منزلي ونحن على إستعداد لخدمتك ، لكن شقيقه رفض مغادرة منزله وتركه لزوجته حتى كما قال تستمر في غيها وخيانتها له بذلك السفور والفجور . وخرج شقيقه غاضباً وهو يسب زوجة شقيقه ويهددها بتحمل مسؤولية سلامة شقيقه المعاق، بينما كانت ترد الزوجة ببرود وقفلت الباب في وجهه بعنف وهو يتجه إلى الخارج. وبعد يوم واحد اتهم الزوج زوجته بأنها حاولت قتله بتعمد إنزاله بعنف من على السرير حتى وقع على الأرض وارتطم برأسه في ارضية السراميك الصلبة وكان يصيح بقوة منادياً جيرانه متهماً الزوجة بأنها أرادت أن تقتله، لكنها نفت بشدة وقالت إن زوجها تساوره الوساوس وإنها تسهر على خدمته والعناية به بل تتحمل تحريكه من سريره لوحدها حتى كادت أن تصاب بالغضروف ، ولم يجد الجيران غير تطمينه بأن زوجته لن تستطيع أن تمسه بسوء. وبعد أسبوع واحد هطلت الأمطار بغزارة وكان رشاش المطر يتساقط على الزوج فقامت زوجته بإغلاق الشباك ثم فجأة سمعت صوت شخيره بصوت عال عندما جلست في سريرها فأصيبت بالقلق فأنارت الغرفة وبدأت تنظر إليه فلاحظت أن أنفاسه قد توقفت، وأخذت تهزه هزاً فلم يرد عليها فأخذت تصرخ وتنادي جيرانها وهي تبكي بحرقة ولم يطمئن شقيق الزوج بأن شقيقه لم يقتل إلا عندما تأكد بعد فحص طبيبن على شقيقه المتوفي وبعد العدة حضر السائق وطرق الباب بينما كانت الزوجة الأرملة تمسك بالباب وتكتفي برد التحية دون السماح له بالدخول، ما أثار دهشة السائق وقال لها جئت أطلبك للزواج لكنها اكتفت بهز رأسها ودلفت إلى الداخل وأغلقت الباب وأمسكت بالمرآة ووجدت أن الأحزان لم تأخذ من جمالها الأخاذ بالرغم من تلك التداعيات ، وبدأت في إعادة شريط الذكريات عندما وافقت على الزواج من رجل متزوج يكبرها بعشرين عاماً بسبب وضعه المادي الجيد ، فنزلت منها دموع غزيرة ثم أخذت صورة زوجها الراحل وهي تبكي بحرقة وعندما حضر شقيقها حاولت أن تدس دموعها الساخنة فاتجهت بظهرها إلى الحائط.