وجدت فعاليات المؤتمر العام لاتحاد الغرف الصناعية والتجارية والزراعة العربية الذي استضافه الاتحاد العام لأصحاب العمل السوداني تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية اهتمامًا واسعًا لا سيما من قبل القطاع الخاص الداخلي والخارجي ووسائل الإعلام المختلفة بمشاركة وفود من البلدان العربية والإسلامية، يأتي المؤتمر الذي حمل شعار (آفاق الأمن الغذائي العربي ودور القطاع الخاص)، في وقت يشهد فيه العالم أجمع أزمة اقتصادية وغذائية متزامنة مع ثورة الربيع العربي في بعض الدول العربية وتطلع المؤتمر إلى آفاق الأمن الغذائي العربي في ضوء اشتداد وطأة أزمة الغلاء الدولية وارتفاع الأصوات التي تحذر من تزايد حجم الأزمة، وناقش المؤتمر عدة محاور أهمها أزمة الغذاء العالمية وانعكاساتها على البلاد العربية والجوانب المتصلة بالأمن الغذائي في إطار النظام التجاري العالمي الجديد ودور السياسات الزراعية في تعزيز الكفاءة التجارية بجانب محور تأثير التغيُّر المناخي على الزراعة ومتطلبات التنمية الزراعية المستدامة وآفاق الأمن الغذائي العربي في السودان ومحور الأمن الغذائي العربي بين أزمة الغلاء الدولية والمعوقات الهيكلية ودور القطاع الخاص في الشأن ودور مؤسسات التمويل في مواكبة متطلبات الأمن الغذائي والأخير ناقش الآفاق المستقبلية ودور القطاع الخاص العربي في تعزيز الأمن الغذائي في ظل الاحتياجات والتطورات ومتطلبات تفيعل منطقة التجارة الحرة العربية في المنتجات الغذائية والنظر للتنمية الريفية المتكاملة، إضافة إلى احتياجات إصلاح نظم البحث والإرشاد والتعليم والبحوث الزراعية في إطار رؤية عربية شاملة. وتحدَّث رئيس الاتحاد العام لأصحاب العمل السوداني سعود مأمون البرير مطالبًا الدولة بضرورة المراجعة الجادة للعوائق القانونية التي تعيق جذب الاستثمار للبلاد وتدفق رؤوس الأموال، وأقرّ بوجود مشكلات تواجِه الاستثمار كالجبايات والرسوم المتعددة، وكشف في الوقت ذاته عن وجود مبادرة مع الرئاسة بغرض تذليل تلك العوائق وربط نهضة الاقتصاد بتنفيذ البرامج الاقتصادية الجادة وخطط البرنامج الإسعافي مؤكدًا اتجاه القطاع الخاص نحو الاستثمار الزراعي بتقنيات حديثة وتنوير المستثمرين بآفاق الاستثمار واستهداف برنامج الأمن الغذائي لتحقيق الاكتفاء الذاتي، بجانب إنشاء شراكات ذكية مع الشركات العربية في القطاع الزراعي والحيواني والتعدين مشيرًا إلى أن البنوك المركزية للدول الكبرى قامت بتخصيص 50% لمصارفها للاستثمار الزراعي، من جانبها تعهدت الدولة بتذليل العقبات والتحدِّيات التي تواجِه الاستثمار وإجراء معالجات جذرية لقانون الاستثمار الجديد وأكد النائب الأول لرئيس الجمهورية سعي الدولة في المرحلة المقبلة لجذب الاستثمارات وتخصيص نسبة 75% من إدارة الاقتصاد للقطاع الخاص.. في وقت ثمنت فيه الوفود العربية قدرة السودان على سد أكبر فجوة غذائية على مستوى العالم، وأكد رئيس مجلس اتحاد الغرف العربية عدنان القصار أن خسائر الثورات العربية تقدر بحوالى 56 مليار دولار في الدول المعنية، وأوصى المؤتمر بتحديد الاحتياجات الفعلية للزراعة والأمن الغذائي في البلاد العربية بما يراعي البيئة المناخية ويحقق الارتقاء بإنتاجية الزراعة إلى دائرة التطوير التكنولوجي وتحقيق آفاق الأمن الغذائي العربي في ضوء المتغيِّرات العالمية.