حدِّثني كيف صنعت هذه الثروة وهذا الاسم؟ فقال: أنحدر من قرية مغمورة جداً جنوبحلفا القديمة اسمها عمكة عمودية شمال عبري سمّاها
الإنجليز أرض الحجر فهنالك القرية والحجر والنيل وكنا «نعوم» مع التماسيح، درست بالخرطوم وتقدمت لمعاينة بوزارة الخارجية انبهر الخواجة من إجادتي اللغة الإنجليزية، تم تعييني في وزارة الخارجية وكان عمري سبعة عشر عاماً، كنت بمكتب الوزير أتكلم باسمه وأدلي بتصريحات نيابة عنه جلب لي هذا الحسد والغيرة سمّوني وقتها الفتى المشاكس، رفعت توصية لرئيس الوزراء حينها في بداية العهد المايوي تمت إحالتي إلى المعاش وعمري أربعة وعشرين عاماً كأصغر موظف يحال للمعاش حينها تذكرت وقتها الأخ الدكتور محمد المصطفى صالح.. فقد انتقل من طب الزقازيق إلى طب الخرطوم ونحن في السنة الرابعة كان متفوقاً وحصد كل الجوائز العلمية في نهاية العام.. حقدنا عليه وكان قليل الحجم وسميناه الطفل المعجزة لإيماننا خطأً وقتها أن طلاب جامعة الخرطوم هم الأحسن في الوطن العربي. استطرد خضر الشريف قائلاً: بحكم عملي في الخارجية كانت علاقتي وطيدة بالأسرة الحاكمة في دولة الكويت هاجرت إلى هنالك عملت بين الكويت وبيروت، انطلقت بعدها إلى لندن حيث كان مقري التجاري عندما تعسرت أحوال السودان، وحباً لوطني وأهلي ساهمت في حل ضائقة السكر والبترول وكان الثمن غالياً عندما صودرت ستة وعشرون مليون دولار مني بعد زوال نظام نميري وبقيت هذه غصة في حلقي أبعدتني عن الوطن طوال الخمسة والعشرون سنة الماضية، قاطعته: إذن أنت عصامي ومازحته قائلاً: «في واحد قبيح جداً راح يخطب بنت من أبوها.. وقال له الوالد أنت مين؟ فقال: أنا عصامي وتساءل الوالد عصامي يعني إيه؟ فرد يعني صنعت نفسي بنفسي فقال له والله من خلقتك دي أنا قلت دي ما خلقة ربنا».