تزايدت في الفترة الأخيرة شكاوى المواطنين ضد شركات الاتصالات للزيادات الكبيرة وغير المبررة التي وضعتها على سعر الدقيقة وتحويل الرصيد، بل وصفوها ب «السرقة في وضح النهار» وقالوا من الأولى لشركات الاتصالات التعامل بشفافية مع المشتركين ووجوب أن تخبرهم بالزيادات التي طرأت في الضرائب بنسبة «100%» إضافة إلى التنبيه أسوة بخدماتها الإعلانية المنتشرة في جميع أجهزة الإعلام، وأمر آخر الزيادات الكبيرة على فواتير هواتفهم الجوالة وعندما ذهبوا لمكاتب شركة زين للاستفسار والاحتجاج قابلهم الموظفون بمزيد من الحرج وأفادوهم أن الحكومة بالفعل قد فرضت عليهم زيادة في ضريبة القيمة المضافة على المحادثات الهاتفية بشكل رسمي وفجأة ودون مقدمات من 15% إلى 30% أي الضعف وذلك ابتداءً من شهر سبتمبر الماضي هذا ما جعل الجمعية السودانية لحماية المستهلك تشدد على ضرورة حسم فوضى الاتصالات وتوظيفها لدعم الاقتصاد الوطني، وقال الأمين العام للجمعية د. ياسر ميرغني هنالك تلاعب في الباقات والعروض التي تقدمها الشركات للمشتركين، وفي ذات السياق قال أستاذ الاقتصاد بجامعة الخرطوم والخبير الاقتصادي محمد الجاك: إن الزيادات في أسعار الاتصالات ناتجة عن الزيادة التي أقرتها الدولة في الموازنة العامة وزيادة الأسعار تعتبر محوراً أساسياً في معالجة النقص في الإيرادات وزيادة تعريفة الاتصالات هي أحد أوجه الزيادات المتوقعة في أسعار الخدمات والسلع الأساسية، وأضاف قائلاً: إن الدولة تعتقد أن شركات الاتصالات تحقق أرباحاً كبيرة دون التأثير على الوضع التنافسي لها وكان بإمكانها أن تفرض الأسعار بصورة تجعل عبئها على الشركات وليس على المستهلك من خلال تثبيت وتوحيد الأسعار للمستهلكين، ونادى الجاك بضرورة تحمل الشركات هذه الزيادات بوصفها ضريبة مباشرة، وقال إن الصورة التي تمت بها تشجع شركات الاتصالات أن تحول هذه الزيادات إلى المستهلك بصورة غير مباشرة، وأن زيادة الأسعار أسلوب غير مقبول بهدف زيادة إيرادات الدولة؛ لأن موازنة العام 2012م لم تعطِ اعتبار لدخل المواطنين؛ فالمرتبات لم تزد مقارنة مع معدل التضخم البالغ «17%» أي زيادة في الأسعار دون اعطاء أي أهمية للوضع المعيشي للسكان، وأعتقد أن زيادة إيرادات الدولة يمكن أن يتم من خلال توسيع مظلة الضرائب وإلغاء الاعفاءات الضريبية التي تشكل نسبة معتبرة بجانب تخفيض الانفاق الحكومي، وقطع أن الزيادة في تعريفة الاتصالات غير مبررة أو موفقة وهي ليست البديل الاقتصادي بكل المقايسس.