«ابن قتيبة» ليس هو من يقول الجملة التالية { والجملة التالية من يقولها هو التاريخ اليابس والأرقام الباردة. { وما يقوله هذا وهذا هو أن .. السودان في تاريخه كله وحتى اليوم هو «أغنى وأفقر بلد على وجه الأرض». { أغنى إلى حد الجنون وأفقر إلى حد الوزير الحالي { وباحث مهووس بالتاريخ اسمه عباس أحمد الحاج يسرد ما قاله المؤرخون عن السودان { وصفحة كذا.. من تاريخ فلان العربي وصفحة كذا من تاريخ فلان الروماني تقول إن تيجان الفرس والروم وقبة بيت المقدس الآن و... و... كلها من ذهب السودان { المسروق. { وما يسرق ليس الذهب وحده بل كل شيء { وعلي بابا صاحب الأربعين حراميًا لم يكن لصًا بل كان شخصية حقيقية من البجا له عصابة تُرغم الخليفة العباسي على إبقاء «عُشر الثروة» في السودان { ولما كانت الكتب تثرثر كانت سرقات أخرى تعود إلى الذهب { حتى النكات { ففي تاريخ ويل ديورانت هناك القصة الفرنسية عن القسيس الفاسق الذي يغوي زوجة تلميذه { والحكاية التي لن نحكيها مسروقة من أخرى سودانية في نقل يكتفي بتحويل اسم حامد باسم جوني.. { والسرد يمضي.. { وكاتب ألماني نورد بعض حديثه الأسبوع الأسبق وفي كتاب اسمه «ذهب مروي» يقص كيف أن أربعة وثلاثين جملاً هي التي حملت القطع الذهبية بصياغة فنية معجزة هي وحتي اليوم ما شغل أضخم قاعات معارض برلين وهايدلبيرج و... و... { وهرودوتس يقص كيف أنه لما أرسل ملك الفرس جواسيس لملك مروي تحت غطاء السفارة وغطاء هدية ذهبية كانت إجابة الملك هي إرسالهم إلى السجن ليجدوا أن قيود المساجين مصنوعة من الذهب { و... و... { والفرس هاجموا السودان بسبب الذهب ثم الرومان ثم الإغريق ثم المصريون والآن الأمريكان { والمسعودي يكتب عن ذهب البجا { ومدن مثل «أروما» وخور ونتري وخور دندي و... من بقايات أسماء تلك الأيام { والرحالة «كروفت» يكتشف ميناء «تصدير» الذهب وكان هو خور تورات { وعمر رضي الله عنه ينفي «ابا محجن الثقفي» إلى ما صع الميناء السوداني للذهب .. و«بها بقايا صهاريج لتعدين الذهب» هذا هو الطبري { وعام 1923 كتاب السودان في مدونات يقول إن صادرات السودان من... { من ماذا؟ { من اللؤلؤ.. كان مقدارها «447» طنًا. { ليكتب نقش في عهد بطليموس جملة تقول «لولا أفيال السودان المدربة على القتال لما حكم هانيبال العالم { وعبد الله الطيب وأحمد سليمان يرحمهما الرحمن كلاهما يقول إن موسى عليه السلام من هنا.. وزوجته دنقلاوية { والهجرة الأولى للحبشة .. والحبشة هنا.. نهر عطبرة و... { دين ودنيا وتاريخ وثراء.. والآن يحدثوننا عن الفقر {... و... «2» { ومن الثراء هذا ما يبقى تحكيه حكايتان { ففي صحراء بيوضة وحتى اليوم أغرب مقهى في الأرض { مقهى وسط الصحراء تماماً وليس بجانبه أحد { وصاحبه مرة كل شهر يزوره وهناك يترك كل ما يحتاج إليه المسافرون من القهوة والشاي والبلح و... و... { والمسافرون يهبطون هناك ويصنعون الشاي والقهوة ثم يتركون ثمن ما تناولوه في صندوق. { ومزمل غندور يقص أنه أيام غزو قاسم للكويت كان صديق الزومة حاكم الشرق أيام عبود يقود فرقة عسكرية لإنقاذ الكويت { والسودانيون هناك يفعلون ما يجعل الكويت كلها تتحدث بدهشة رائعة { وعند المطار يودعونهم { والمسؤولون في المطار يدسون في يد كل عسكري ظرفاً به خمسة آلاف دينار.. وهدايا { والقائد ينظر { بعد التوديع والتهاني صوت القائد يزأر عسكري انتباه كل واحد يخت الظرف والهدايا الأخرى على الأرض { والجنود وضعوها ... { القائد يصرخ عسكري للشمال در وصعدوا الطائرة كما جاءوا... والظروف والهدايا على أرض المطار تنظر في دهشة { والكويتيون ينظرون في ذهول «3» { و... تاريخ؟! { لا .. فالسيد لوكابيونق وزير خارجية سلفا كير أمس الأول يحاضر في جامعة كولمبيا ويطلب الحظر الجوي على السودان ومناطق جنوب النيل وجنوب كردفان. { ويجد استجابة لسبب بسيط هو أن الاكتشافات الآن تجد أن ما تحت أرض السودان أقله شأناً هو البترول { والغزوة الأمريكية القادمة «التي يمهد لها هايدلبيرج وجهات أخرى» تجعل الجنوب رأس الرمح { لكن سلفا كير يلفظ الآن أنفاسه «السياسية» الأخيرة { والمعركة تحتدم الآن بعنف في الجنوب { ونحدث عن شيء يعده الشمال رداًَ على هذا { شيء/ لأول مرة/ يعرف ما يجب على الذئب أن يفعله حتى يعيش مع الذئاب { أولاد ال ... { لكن مجلس الصحافة يظن أن الحرب تكسب بالماسكارا...!! { ومسكين مسار!! { بالمناسبة عندنا الآن خمسون شركة تنقيب عن الذهب كلها يشرع في العمل بعد أن أُصيب بالذهول مما أبرزته البحوث و... ٭٭٭ بريد : الجندي السوداني .. ازيك.. ونحتفل بك اليوم { وشرشل قال بعد كرري «قتلناهم لكننا لم نهزمهم» { والبحوث الآن تقول : الدول الإفريقية ما يحكم أكثرها الآن هم المتمردون الذين انتصروا على الحكومات لكن تمرد السودان يقاتل منذ خمسين سنة ولا ينتصر فهو يواجه الجيش السوداني { والكويت حررها السودانيون { وليبيا حررها أيام الحرب العالمية السودانيون { وإثيوبيا حررها السودانيون { والكونغو حافظ عليها السودانيون { يوم يميز الجيش السوداني بين ما يحفظ من أسرار وما يذاع يومها يعرف الناس أن السودان هذا والسوداني هذا هما من أغرب خلق الله { وسواكن قالوا إن اسمها هو «سواجن» وإن سليمان كان يسجن فيها عتاة الجن { ولعلهم سودانيون { ويكفينا الإسلام { «ورماة الحدق» الذين أتعبوا جيش الصحابة كانوا سودانيين { ونفخر بهم لأن «خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا» { وربما لهذا يمنعوننا أن نفقه