جاءت ممارستها لرياضة السباحة كعلاج إبان إصابتها بشلل الأطفال عندما كان عمرها سنتين ومن ثمّ واصلت تدريبها حتى أضحت بطلة، ونالت عددًا من البطولات المحلية والعالمية أشهرها إحرازها المركز الثاني في سباق كابري نابولي بإيطاليا، وسباق التتابع ببكين ومحليًا استحوذت على لقب بطولة الجمهورية لمدة تسعة عشر عامًا على التوالي وهي إضافة إلى كونها سبَّاحة ماهرة تعمل في مجال المونتاج والإخراج السينمائي.. إنها الأستاذة سارة جاد الله جبارة التقيناها في منزلها العامر بامتداد الدرجة الثالثة... حوار: سحر محمد بشير ٭٭ أستاذة سارة بداياتك مع منشط السباحة كيف كانت؟ أصبت بشلل الأطفال وكان عمري حينها سنتين وأصلاً تمّ وصفها لي كعلاج لحالتي ومن ثمّ أصبحت أُجيدها واشتركت في نادٍ، وشاركت في البطولات المحلية للمسافات القصيرة ثم طوَّرت نفسي للمنافسات الطويلة والمشاركات الخارجية وأول مشاركة خارجية مثلت السودان ضمن فريق الناشئين بنيروبي في العام 1968وأحرزت المركز الثالث. ٭٭ حدِّثينا عن أشهر المنافسات التي شاركتِ بها داخليًا وخارجيًا؟ داخليًا شاركت في مسافات طويلة أم سنط مدني ود نميري دنقلا الحديبية عطبرة سوبا العيلفون وكان أشهرها سباق جبل أولياء حتى مباني التلفزيون القومي، وخارجيًا أحرزت المرتبة الثانية في سباق كابري نابولي بإيطاليا. ٭٭ أنتِ مارستِ السباحة لسنين عددًا ما هي نظرة الناس عمومًا لهذا المنشط فربما يراه له البعض غريبًا بعض الشيء؟ قديمًا كان الوضع مختلفًا عن الآن، فكانت هنالك رياضة التنس والسباحة، وعن تجربتي في هذا المجال كنت أجد التشجيع من الأهل والجيران بل كانوا حريصين على حضور أي سباق أشارك فيه وأجد منهم التشجيع وأرى فرحتهم لمقدرتي على السباحة رغم الإصابة. ٭٭ على يد مَن من المدربين تعلَّمت سارة جاد الله فنون السباحة وإجادتها؟ الكابتن بيومي محمد سالم كان له الفضل في تعليمي والكابتن محمد علي الشيخ يُعدّ من أحسن المدربين في السودان حيث تدرَّب على يده 90% من السبَّاحين والسبَّاحات بالسودان وقد كان يقسو علينا كثيرًا أثناء التمرين ولكنه كان يفرح جدًا بإحرازنا للبطولات ويحرص على السفر معنا في المشاركات. ٭٭ رأيت كأسًا أنيقًا موضوع بعناية على أحد الأرفف بمنزلها وعندما عاينته وجدت مكتوب عليه (شلباية النيل) 1975م فسألتها: تحصلتِ على لقب (شلباية النيل) متى كان ذلك وفي أي سباق كان؟ هذا الكأس أحرزته في بطولة سباق جبل الأولياء للمسافات الطويلة وأول من أطلقوا هذا اللقب هي سميرة سمير سعد. ٭٭ بالتأكيد هنالك الكثير من المواقف الطريفة التي مرَّت بك أثناء ممارستك السباحة؟ ضحكت قليلاً ثم أجابت: «في ذات مرة كنت أتدرب في بحري باتجاه منطقة المراكب بأبي روف وكان ذلك في وقت المغرب وعندما برزت من وسط البحر رأيت المراكبية وهم يهرولون خائفين وكان أبي عليه الرحمة ينتظرني بالضفة الثانية وعندما سألهم عن سبب فزعهم أجابوا هنالك (شيطان) ظهر لهم من وسط البحر». ٭٭ الجانب الوظيفي الآخر لسارة جاد الله هو المونتاج والإخراج السينمائي حدِّثينا عنه؟ درست الإخراج بالقاهرة، وتخصص رسوم متحركة بالمعهد العالي للسينما وعملت بالتلفزيون القومي بداية الثمانينيات ثم سافرت إلى المملكة العربية السعودية وعدت منها وبمعيتي استديو صغير أنتجنا من خلاله «فيلمين» للتلفزيون (استلاب وعاشق النور) إضافة إلى الروايات والأفلام القصيرة والسباعيات وفي العام 2004م أخرجت فيلم (البؤساء) وهو الفيلم رقم ثمانية في تاريخ السينما السودانية وشاركنا به في مهرجان «زنزبار بنيجريا وجنوب إفريقيا». ٭٭ والداك الراحل الأستاذ جاد الله جبارة كان مصوّرًا ومخرجًا ومنتجًا فهل تنطبق عليك مقولة (ابن الوز عوّام)؟ والدي عليه الرحمة وثّق للاستقلال، بل لكل اللحظات المهمة في تاريخ السودان وهو مؤسس أول استديو سينمائي بالسودان وكنت مؤمنة جدًا برسالته السامية لعكس حضارة البلد، وقد كان حريصًا على أن أُصقل موهبتي في مجال السينما بالدراسة فسافرت إلى الخارج للدراسة كما أسلفت. ٭٭ بصفتك سيدة وربة منزل وأم هل هذه الصفات أثرت في مجرى حياتك المهنية؟ كان لزواجي الدور الإيجابي حيال مهنتي ولم أتوقف عن عملي إلا في الفترة التي سافرت فيها إلى المملكة، وزوجي الأستاذ بلة أبو سنينة متفهم جدًا لطبيعة عملي وأنا ما زلت أعمل مدربة (كوتش) وسكرتيرة اتحاد السباحة المحلي وحتى أولادي وابنتي الوحيدة كان لهم نصيب من ممارسة السباحة والعمل التلفزيوني.