{ ونحن نتفيأ ظلال الاستقلال المجيد ونتنسم عبير ذكرياته الحلوة.. كان لا بد لنا من أن نستصحب معنا في هذه الأيام ذكريات بعض رموزنا الرياضية التي كانت لها مساهماتها الكبيرة والواضحة في الحركة الوطنية وكان لهم دورهم ووجودهم في أيام النضال وأيام رفع علم الوطن الحبيب. { الحقيقة التي يجب أن يعرفها جيل اليوم أن الرياضيين بادروا بتطبيق شعار السودنة قبل السياسيين.. وحتى لا نكون ممن يُلقون القول العام فإننا نذكر بالكثير من التقدير أن اتحاد الكرة السوداني الذي تأسس عام ألف وتسعمائة وستة وثلاثين أي قبل الاستقلال بعشرين سنة.. كان مؤسسوه الإنجليز ولكن تسلم منهم الراية قبل أن تطل خمسينيات القرن أبناء البلد وسودنوا الاتحاد العام قبل سودنة الحكومة وتسلم الأحزاب دفة الحكم.. وهنا التقدير ووقفة الإجلال لمسودني الكرة السودانية السادة الدكتور عبد الحليم محمد وعبد الرحيم شداد.. شداد الكبير لا الصغير.. وأحمد محمد علي السنجاوي والحاج مزمل مهدي وغيرهم من الرموز الخالدة لهم الرحمة. { شارك وفد السودان في مؤتمر الفيفا عام أربعة وخمسين بقيادة الدكتور حليم وهناك طرح الوفد فكرة قيام الاتحاد الإفريقي وتابعوا الفكرة حتى صارت حقيقة وقامت المنافسة الأولى عام سبعة وخمسين في الخرطوم أرض الرجال والبطولات مع تباشير الاستقلال. { كان الزعيم الخالد إسماعيل الأزهري مع الرياضيين والتاريخ يشهد له افتتاحه نادي المريخ وكلمته القوية للرياضيين ودعوته إلى أن تكون الرياضة ضلعاً أساسياً من أضلع الوطن العظيم المستقل. وكان من أبرز رجالات الأزهري في الحركة الوطنية من الرياضيين ساعده الأيمن ووزيره الكبير حسن عوض الله لاعب الهلال الفذ.. ومن الرياضيين في الأحزاب والعمل الوطني عوض أبو زيد ومحمد علي ابو راس وحمدنا الله أحمد والطيب عبد الله ومهدي الفكي وغيرهم. نقطة.. نقطة { نحن أمة لا تهتم بالتوثيق فلماذا لا ننتهز فرصة الأعياد الوطنية لنبدأ التوثيق الحقيقي لرموزنا الوطنية عامة والرياضية التي يكاد يطويها النسيان؟!. { وليس بعيداً عن سنوات الاستقلال الأولى كانت حكومة الفريق عبود والتي تعتبر من أكثر الحكومات اهتماماً بالرياضة ويرجع الفضل بعد الله للرياضي الفذ اللواء محمد طلعت فريد صاحب فكرة ومبادرات الإستادات والأشبال ومقرات الأندية.. والذي لم يجد منا أكثر من إطلاق اسمه على مجمع شؤون الرياضة فقط.