{ ومراكز دراسات حديثة يقيمها السودان الآن ليفهم ومديرها «أبو مزاحم».. { وأبو مزاحم الذي يعيش في زمان بشّار بن بُرد يشتم بشار هذا يوماً.. { وبشار الأعمى يصرخ في من حوله: من هذا؟ من هذا؟ { ومزاحم يقول له: أنا من باهلة «وباهلة أذلُّ قبيلة في العرب» وأمي سوداء مملوكة وهي لا تعلم من هو أبي فماذا تراك قائلاً لتهجوني؟! { مراكز الدراسات الجديدة أول ما تعرفه في تعاملنا مع العالم اليوم هوأن كلمات مثل صحيح وخطأ وحق وحرام كلمات أصبحت ملغاة.. لا يقبلها مصرف أو كنتين.. { وأن أمريكا مثلاً تقول سياستها الرسمية إنه : يجب ألا تسمح أمريكا لأي جهة في الأرض أن تصبح قوية.. { هكذا حرفياً..!! والسياسة هذه تذهب الآن من الهجاء والحديث عن الحقوق إلى صك العملة الوحيدة المقبولة.. السيوف. { والأسماء الأجنبية مجهولة ومملة لكنك تعرف جون بولتون وزوليك الذي يعرفه السودان بالذات وبيرل وجنجريتش وخليل زلماي و..و { والشخصيات هذه «اثنا عشر» هم الذين يضعون سياسة أمريكا التي تلغي التفاهات أعلاه «مثل الحياء والحق والمعاهدات و...» ومنذ ريغان وحتى اليوم.. { لكن شيئاً آخر يحدث.. { ويوليو القادم «23 يوليو» تبلغ الثورة المصرية عامها الخمسين {ومصر فاروق لم يبقَ منها شيء.. { ومصر ناصر لم يبقَ منها شيء. { ومصر السادات لم يبقَ منها شيء. { ومبارك يرقد الآن في قفص للمحاكمة { وما يبقى هو الدعوة الإسلامية التي تكتسح الآن كل شيء.. وتحاكم مبارك و... { والسودان مثلها.. { وعام 1965م المحجوب في البرلمان يسخر من الترابي ويوم تقديم «صوت ثقة» في حكومة المحجوب كان الرجل ومن منصة البرلمان يطل على الترابي وصحيفة الإخوان المسلمين في يده وعنوانها هل تسقط الحكومة اليوم؟ والمحجوب يقول للترابي ساخراً: هل تشكل حكومة بنوابك الثلاثة؟! بعد ذهاب حكومتي؟! { كان نواب الإسلاميين في البرلمان ثلاثة !! { والسنوات الخمسون في مصر والسبع والثلاثون في السودان أبرز ما فيها كان هو السؤال: هل نحكم بدستور إسلامي أم بغيره؟! { والصراع كان بين جمهور مسلم وبين قادة مثقفين وسياسيين شربوا من حليب «أمنا الغولة».. الغرب. { وفي الأساطير أن من يشرب حليب الغولة يصاب بالكساح. { والحرب كانت عناصرها هي: إسلام يجري إضعافه { وقبلية يجري إرضاعها «وهي ما يدير السودان حتى اليوم». { ومشروع تشويه هائل للإسلام { ثم التقسيم آثار المناطق المقفولة الذي يصبح هو السلاح الأعظم للقبلية.. وكل مناطق الصراع في السودان اليوم هي مناطق كانت تعيش خلف ستار المناطق المقفولة. { ثم كتابات مثل كتابات منصور خالد في حربه الضروس ضد الدستور { ومتابعات دقيقة تعيد معنا قراءة ما يجري. { والمتابعات تجد أن منصور خالد وبثقافة بريئة يهدي أضخم كتبه إلى شخصية متهمة بأنها أحد قادة الماسونية في السودان وإلى آخر كان مسلماً سنغالياً ثم ارتد عن الإسلام، وإلى محمود محمد طه!! { وهذا عن منصور. { وعن الجمهور المسلم أحدهم نعرفه وهو يستشهد بأحد قادة جامعة السودان «لواء معاش عبد الرحيم سعيد» يقص علينا أغرب قصة قال: أحدهم كان يتحدث عن الشعب السوداني في حماس. { ومن بين المستمعين كان فلان وفلان واللواء عبدالرحيم هذا. { وفي حمى الحديث المتحدث يصف الشعب بصفة معينة واللواء ينتفض في رعب.. وهو يقول كأنه يصرخ { واحدة..!! { بعد لحظة كان اللواء وهو يستمع للحديث يصرخ وهو يقول: اثنان.. { بعدها اللواء يصرخ في لوعة حقيقية وهو يقول: ثلاثة!! ومن حوله لا يفهمون { والرجل اللواء يقول في بؤس عن المتحدث: هذا الرجل سوف يموت.. { وبالفعل الرجل يموت!! { وحين يعودون إليه ويسألونه كيف عرف يشير إلى «محظورات دينية معينة» لا تمهل من يتلاعب بها. «2» { ومن المتابعات ما يصل إلينا أمس من الجنوب { ومدير مخابرات سلفا كير وابن أخته وخطة هناك للاغتيالات..!! الآن { ومخطط الاغتيالات الذي يصدر بالفعل في بحر الغزال ومناطق أخرى يضع قوائم «تصفية».. { والقائمة الأولى تخص الجنوبيين الذين ينتمون لغير حزب سلفا كير { والأخرى تخصُّ المسلمين، من الجنوبيين والشماليين { وأولاد تميم فرتاك هم الآن المرشح الأول للقتل { وآخرون في حي فلاتة.. { والأيام القادمة تحمل بداية التنفيذ { والصفحة الأخيرة من المخطط تنصح بعدم اغتيال التجار «الآن» حتى إقامة بدائل لهم قريباً..!! ٭٭٭ { والدولة تصدر أخيراً وفي الأسبوع الماضي قانون التجسس. { وتصدر هذا الأسبوع قانون الفساد { وتقيم مراكز الدراسات { وما يجمع هذا مع الركام أعلاه هو أن الدولة تشعر أخيراً أن العملة التي تتعامل بها الأرض اليوم هي: القوة فقط { والأستاذ الطيب مصطفى «يلوم» الأحزاب التي انتحبت على خليل.. { وكأنما الرجل الطيب يريد من الأشياء أن تبدل طبعها وما جبلت عليه { يبقى أن منصور خالد وستانسلاوس والشخصية المتهمة بالماسونية وفئات جنوبية كلهم كان ما يجمعهم منذ بدايات بعيدة هو صحيفة يصدرها الحزب الجمهوري الاشتراكي. { الذي يقيمه السكرتير الإداري أيام الإنجليز. { والمتهم بالماسونية { والحديث المشرور نجمع قديمه وحديثه لأن حديثه وقديمه يفسِّر بعضه بعضاً خصوصاً وأن السودان هو البلد الذي تصفه امرأة إنجليزية في عنوان لكتابها عن السودان العنوان يقول: { «هنا يمكن لكل شيء أن يحدث» هذا هو العنوان.