الخطبة في الديانة المسيحية نصف إكليل، وهي مُلزمة ولا يجوز فسخها، ولا يجوز الرجوع عنها. بناءً على ذلك المبدأ حكمت المحكمة العليا عام 1002م لصالح جوزيف مجاهد ضد مكي الحاج مستور. حيث حكمت المحكمة أن الخطبة في الديانة المسيحية تصلح كسبب لاسترداد الحيازة. وقد أمرت المحكمة العليا المستأجر بإخلاء العقار لأن المدعي جوزيف مجاهد قام بشراء العقار بغرض إتمام زواج ابنه جورج وابنته جودت اللذين تمت خطبتهما طبقاً للديانة المسيحية، وأن الخطبة تُعتبر نصف إكليل وفقاً للديانة لا يمكن فسخها وأن العرف جرى بين المسيحيين على أن يتم تجهيز منزل الزوجية قبل إتمام الزواج. بناءً عليه حكمت المحكمة على (مكي الحاج مستور) بإخلاء العقار. ونظراً لأن الخطبة عند المسلمين يجوز فسخها والرجوع عنها، فقد استغل بعض الخاطبين هذا الوضع، حيث يتقدمون بصحبة كبار عائلتهم في كامل زيهم القومي من العمائم والشالات، لخطوبة إحدى الفتيات، وبعد التعارف والموافقة من جانب عائلة الفتاة. فجأة يُغيِّر الشاب رأيه ويفسخ الخطوبة، ويسبِّب حرجاً كبيراً لعائلة الخطيبة وعائلة الخطيب على السواء. لذلك أصبحت بعض العائلات تعتمد نظام (عقد القران) في نفس يوم الخطوبة، حتى يُقطع الطريق على التفلتات الأمنية، وحتي يتم في نفس يوم الخطوبة إدخال الشاب إلى القفص الذهبي و(عش السعادة) وإغلاقه عليه بالطبلة (المسوكرة) والمفتاح فلا يخرج (ينط) من الخطوبة، فيبقى داخل قفصه الذهبي صابراً محتسباً حتى يلاقي ربه!. العائلات المحافظة الملتزمة (جنَها وجِن) النَط من الخطوبة. لذلك لجأت بعض تلك العائلات إلى ذلك التكتيك بعقد القران مع الخطوبة، حتى لا يدخلوا في حصة (قواعد) عن الفعل نطَّ ينطُّ. كل شيء ولا (النِطِّيط)، إذ يعلمون أن في اللغة نط تعني وثب والنِّطاط تعني الوثاب، قاله صاحب (التاج) في (المستدرك). وعلى ذكر كبار العائلة الذين يرافقون الخطيب في كامل هيئتهم ولبسهم من الزي القومي والعمائم والشالات، قال والد إحدى الفتيات للشاب الذي كان بصدد أن يتقدم لخطوبة ابنته (أوع تجيب لي واحدين لابسين بناطلين يخطبوا بنتي)!. لكن (صاحبة الإكليل) وأهلها في راحة من مفاجآت نط ينطَّ وأكثر راحة من (صاحبة الإكليل) وأهلها (صاحبة العصمة) وأهلها. (صاحبة العصمة) هي التي تشترط أن يكون بيدها حق الطلاق. وذلك يجوز شرعاً. في مصر يوجد اليوم (02) ألفًا من صاحبات العصمة. أما أشهر صاحبة عصمة فهي زوجة الكاتب الشهير رفاعة رافع الطهطاوي ناظر مدرسة الخرطوم الأميرية التي كان موقعها في المكان الحالي ل (برج البركة) بالقرب من ميدان (أب جنزير). أما (شارلي شابلن) فقد كتب في مذكراته عن زواجه الأول أنه في ليلة الزفاف وبمجرد أن جلس في (الكوشة) بجانب العروس وألبسها الخاتم اكتشف أنه قد (تمقلب)!. ففكر حينئذٍ في (النط) ليس من الخطوبة بل من الزواج. وقد كان. نط شارلي شابلن من زيجته الأولى، وتزوَّج لاحقاً (أوونا) بنت الروائي الآيرلندي (أوجين أونيل).