لك التحية.. في الخبر: «شيخان وبينهما هالة» سيدي الصادق: ما جمعتني بك السياسة محازباً أيّاً من «أمم» حزبك وما شرّفني «راتب» الأنصارية ملازماً طائفتها. ربما العمر جاء بنا لاحقين جيلك من ذلك الزمن القدري ما كانت لنا فيه خيرةٌ في مذهب أوطائفة ولا حزب، تدمغ بها شهادات ميلادنا قبل أسمائنا التي هي الأخرى «جبرية» حتى ولو كانت «خنيزيراً». رغم ذلك كنتَ فينا وعندي من أحب الناس لأنك، قلب سليم، ويد نظيفة، ولسان عف. أذُبُّ عنك كاشحيك ولو بلسان الباطل. وكنتُ سعيداً بك وأنت تفوز بولاية آخر حكومة منتخبة. أصدقك القول، لم أكن ضمن الذين منحوك ذلك الفوز. القادمون الجدد أذكياء جداً!! ومن فرط ذكائهم وغفلتنا صيّروا عزاءنا «مأتماً بيزنطياً» تلوك فيه ألسننا متوالية : من هؤلاء؟ من أين أتوا؟ هل هم عسكر؟ لا هم جبهة !! وما إن نفتر يطلقوها هم هذه المرة لإلهائنا عن أمرهم وفعلهم. ثم أطلقنا رصاصة الرحمة على مستقبل تاريخنا السياسي حينما أجمعنا وبغباء على تعريفهم بالعنوان الخطأ «انقلاب» كانوا هم أشدّ الناس سعادة بهذه التسمية والتعريف أيقنوا بأن أهل المرحوم لا يفرقون بين «سلطة ودولة». سالف الانقلابات المعهودة تكتفي بالسلطة وتترك مؤسسات الدولة قائمة على أصولها، هؤلاء في الشكل كذلك، ولكن الهدف سقفه كان الدولة لا السلطة فقط. كان التمكين والإحلال والإبدال والتوالي لغة لايفهمها إلا عرّابوها وحينما رفعنا سرادق العزاء وجدنا أنفسنا غرباء في دولة لابد من تجديد إقامة وكفيل!! هاجرنا، خاصمنا، تجمّعنا، تفرّقنا، قاتلنا، ضلّ منا من ضلّ، واهتدى من اهتدى، صافحنا باليمين وتأبّطنا باليسرى شراً. تلونا في القرآن الحكيم «فقدرنا فنعم القادرون» فعاد وعيُنا وفُتِحتْ بصائرنا على أن استقامة الأمور أحياناً في إعوجاجها. قدّر الله في الأزل وعلى اللوح خطّ تفاصيل أقدار خلقه حتى طيّ الأرض ما غاب عن علمه أن طغاةً جبابرة في نهاية الألفية الثانية من الميلاد سيعلون في الأرض ويمكرون، يستبيحون، يذبحون، يقتلون، يسحقون ضعاف خلقه، يدعون «المحافظون الجدد» لا قبل لأحد بهم ومعهم .! ولما كنّا على رأس المستضعفين، في قائمة المستهدفين بمكرهم، كان في قدر الله مسطور أن يدفع عناّ مكروه مكرهم ودهائهم بدهاة مِنّا أشدّ مكراً وأحذق تدبيراً، فقدّر فينا هؤلاء، دونكم. فرمانا بالإنقاذ وابتلاءاتها قدراً، وابتلى الإنقاذ بهم كراً وفراً، وابتلى الماكرين بالإنقاذ سحراً. عقدان ونيِّف من الزمان ما ترك شياطين الغرب حيلة ولا مكيدة إلا نصبوها، فما عادوا منها بصيد فأر. وانظر سيدي حولك مصائر دول وشعوب كيف جاست الطغاة ديارهم، تدميراً وتقتيلاً ودحرجة رؤوس حكام، ذُلّوا جميعاً وقبل أن يجبروا هشيم عظامهم، حلّ عليهم ربيع شعوبهم جحيماً زلزل عروشهم وأقضّ مضاجعهم وصار كل واحد منهم ينادي «نفسي» إنه يوم الحشر. ودهاة أمرنا على هضبات بلادنا يتكئون ودعاش الخريف يعبق فضاءاتهم و«بدغالة» يبطلون سحر شياطين الغرب. محمد الفاتح 0113355886