٭.. والحديث حول مطار الخرطوم الجديد يمضي بأسلوب السوداني أيام الإنجليز والذي يقول للمحكمة : أنا لم أسرق الجمل.. لما سرقت الجمل لم يكن هو هذا الجمل.. .. على أي حال هو سرق الجمل.. وإذا أنا سرقت جمله وهو سرق جملي فالجمال المسروقة ليست هي هذه الجمال... والحكومة مخيرة. ٭.. ٭ وجمال معركة مطار الخرطوم حديثها الذي يشبه هذا هو ٭ السيد وزير المالية يوقف القروض الدولية القادمة لإنشاء مطار الخرطوم الجديد بحجة أنه ليس أهمية أولى الآن. ٭.. ونهار السادس عشر من سبتمبر من عام 2010م كان نائب رئيس الصندوق السعودي للتنمية (البسام) يتلقى خطاباً من وزير مالية السودان يقول : أسبقيات حكومة السودان للتمويل أمام مؤسستكم العامرة هي على النحو التالي ٭ والوزير يسرد أربعة مشروعات للسدود .. دون إشارة لأي شيء آخر. ٭ والمطار يبعد. ٭ وصندوق الكويت يتلقى الخطاب ذاته.. وكل جهات التمويل كذلك. ٭ والثالث من أكتوبر عام 2010م .. البسام يتلقى من الوزير خطاباً آخر يناقض تماماً خطاب السادس عشر من سبتمبر. ٭.. والخطاب الممتع: الذي يعقب أبعاد المطار لعدم أهميته يقول الآن : تعلمون أخي الكريم أن الأهمية التي نوليها لمطار الخرطوم الجديد لا تقتصر على الجدوى الاقتصادية والفنية والمالية لهذا المشروع.. وإنما أيضاً لما لهذا المشروع من آثار إيجابية كبيرة متوقعة لزيادة النمو الاقتصادي ودفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في جميع أنحاء البلاد. ٭.. عليه.. نأمل الإسراع في إكمال إجراءات تقييم المشروع من قبل مؤسستكم حتى نتمكن من استكمال خطة التمويل. ٭.. كان هذا في أغسطس 2010م. ٭ لكن أكتوبر 2011م يشهد وزير المالية وهو يصدر قراراً فيه: (في هذا الإطار.. فقد تقرر تجميد التمويل الخارجي لمطار الخرطوم الجديد من مصادر التمويل الخارجية المختلفة، وسيتم النظر في إعادة تخصيص هذه الموارد للمشروعات ذات الأسبقية). ٭.. بعدها بأسبوعين وفي 24 أغسطس 2011م كان مكتب الصندوق العربي يتلقى خطاباً من وزير المالية يقول :.. فإنه نتيجة لكذا وكذا.. فقد رأينا تأجيل العمل بمشروع مطار الخرطوم الجديد و... ٭.. نرجو التكرم بإعادة تخصيص الموارد المتفق عليها لتمويل المشروع هذا إلى مشروعات في القطاعات الإنتاجية و.... ٭.. في العاشر من مارس 2011م كان مكتب وزير المالية يتلقى خطاباً من رئاسة الجمهورية عن مطار الخرطوم يوجه الوزير إلى ٭ الإسراع في تنفيذ المشروع وإعطائه الأولوية في التنفيذ. ٭ وإنفاذ وإكمال خطوات التمويل مع (الجهات العالمية الممولة). ٭ ووالي الخرطوم يتلقى خطاباً مماثلاً من هناك. ٭... والصناديق تتلقى خطابات إدارة مطار الخرطوم الجديد لانطلاق تأهيل المقاولين والعطاءات. ٭.. وكأنه تدخل (قدري) غريب.. حتى لا يبقى من عذر لتعطيل مشروع مطار الخرطوم (بحجة تخصيص المبلغ لمشروعات السدود) كان مكتب وزير المالية وفي السادس والعشرين من أكتوبر 2011م يتلقى خطاباً من الصندوق الكويتي يقول: ٭ (الموضوع: مشروع مجمع سدي أعالي عطبرة وستيت) طلب قرض ثانٍ ٭.. يسرنا إفادتكم بموافقة الصندوق على طلبكم و.. ٭ والصندوق يوافق بالتفصيل الكامل على قرض (آخر) للسدود كان هو حجة المالية لإيقاف العمل في مطار الخرطوم الجديد. ٭ والفقرة الثانية من خطاب الصندوق الكويتي تشير إلى المشروعين معاً المطار والسدود وإلى الموافقة على قرض لهذا وآخر لهذا. ٭ والفقرة تقول: (ولكي يتسنى لنا إعداد مسودة اتفاقية القرض الثاني وبذات شروط القرض الأول وتوقيعها في يناير 2012م يرجى... و.....) ٭ لكنَّ خطاباً يصل إلى الخرطوم من الصندوق الكويتي في الثاني من يناير هذا عام 2012م يخاطب مطار الخرطوم الجديد ويقول: سبق أن تسلمنا رسالة من السيد وزير المالية السوداني يفيدنا أن حكومتكم أوقفت العمل في مشروع مطار الخرطوم. ٭.. والخطاب الذي يرد على رسالة إدارة المطار للشروع في التنفيذ يقول في سطر أخير غريب: ٭ «وعليه نحتفظ بالرسالتين دون رد». ٭.. ومثلما يتردد صدى رصاصة بين الجبال.. يتردد صدى الحديث عن مطار الخرطوم في أول يوم من هذا العام. ٭.. أو.. مثلما يتردد حديث صاحب الجمل ٭٭٭ بريد ٭ أستاذ الجنوب يوقف ضخ بتروله عبر الشمال. «م» ٭ السيد «م» ٭ الجنوب: وهو يمتنع لشهور طوال عن تسديد إيجار الأنابيب كان يعطي السودان فرصة لإثبات بيان بالعمل أنه في غير حاجة إليه. ٭ بينما الجنوب يعتمد بنسبة 110% على ضخ البترول. ٭ ومن يقرر ألا يتبوَّل أقدر على تنفيذ تهديده من تهديد الجنوب هذا. ٭ ونهار الإثنين الماضى وبعد فشل انقلاب في جوبا السيد سلفا كير ووزير داخليته يشتبكان في شتائم ضجاجة.. والوزير يسأل سلفا كير عما إذا كان (يأكل الفول). ٭ وسبب السؤال هو أن صحن الفول قبل إيقاف ضخ البترول يبلغ عشرة آلاف. ٭ وبعد الإيقاف الآن المواطن الجنوبي سوف يحتاج إلى «قفة» من المال لشراء الفول. ٭ والجنوب يريد أن نرضعه وأن يعضنا كما اعتاد.