وكالات سفر تعمل على استجلاب أجنبيات غير مؤهلات يعملن في مهن لا أخلاقية مهن جديدة تناول منبر قضايا الأمن المجتمعي في ندوته الكبرى حول العاملين الأجانب بالمنازل وأثرهم على الأمن المجتمعي وذلك بالمنسقية العامة للشرطة الشعبية حيث شرَّفت افتتاح المنبر الدكتورة آمنة ضرار وزيرة الدولة بوزارة العمل وخاطبها الأستاذ محمد بخيت المفتي منسق الشرطة الشعبية قائلاً: إن هذا الأمر بالغ التعقيد وله آثار سالبة تؤثر على الجانب الاجتماعي والأمني والاقتصادي مشيرًا لاهتمام الشرطة الشعبية بهذا الأمر وإعطائه ما يستحق من الاهتمام، وأضاف اللواء هاشم محمد نور مدير الإدارة العامة للشرطة الشعبية: هذه الندوة تأتي في إطار التواصل مع المجتمع وإشراكه في الهم الأمني، وقال إن السودان أصبح دولة جاذبة للأجانب والعمالة الوافدة وإن كبر مساحة الحدود جعل التسلل عبرها أمرًا سهلاً مما جعل هنالك مهنًا جديدة من بينها تهريب البشر، مؤكدًا إسهامهم الفاعل في حصر وتقنين الوجود الأجنبي بالسودان. وفي ختام الجلسة الافتتاحية تحدثت الدكتورة آمنة ضرار وزير الدولة بوزارة العمل قائلة: هناك تطلعات إفريقية لا حدود لها في السودان وتشكل خطرًا على عاداتنا وموروثاتنا وأخلاقنا، وقالت إن مشكلة العمالة السودانية من المشكلات الكبيرة إذ تؤكد إحصاءات رسمية أنه يوميًا يدخل البلاد ما يقارب «200 300» أجنبي بطريقة غير شرعية، وأن لهم آثارًا سالبة أكثر من الإيجابية ونأمل أن تخرج مداولات الندوة بتوصيات تكون لنا هاديًا لحل هذه المشكلة. استجلاب الأجنبيات تناولت الندوة ثلاث أوراق قدمتها شرطة مراقبة الأجانب وشرطة أمن المجتمع وورقة اقتصادية قدمها الدكتور الاقتصادي عبد الرحمن علي الحسن، وفي الورقة الأولى كشفت الإدارة العامة لشرطة مراقبة الأجانب عن السماح ل «5092» خادمة منزل بالعمل في السودان بينهم أمريكيات وإيطاليات وهولنديات الجنسية، وحذَّرت الشرطة في ذات الوقت من وجود خدم منازل أجنبيات بالبلاد بطريقة غير شرعية، وقالت الرائد فاطمة آدم من شرطة الأجانب: إن ظاهرة خدم المنازل أصبحت تشكل همًا أمنيًا خطيرًا، وأن عددهن أكثر بكثير من المسجلات رسميًا، وعزت انتشار ظاهرة خدم المنازل بالسودان لانشغال المرأة بالعمل الوظيفي والتأثر بالمغتربين وظهور وكالات تعمل في مجال استجلاب العاملات، وكثيرًا ما نجدهن غير مؤهلات وبعضهن يعملن في مهن لا أخلاقية ومصابات بأمراض فتاكة مثل نقص المناعة وفيروس الكبد الوبائي ويعملن في بعض الكافتيريات والفنادق والمطاعم لجذب الزبائن. وقالت إن بعض سفارات دول الجوار تمنح تأشيرات دخول تحت ستار السياحة وعبر الوكالات ودون إجراءات صحية بالإضافة لضعف رقابة الحدود ونقاط التفتيش، وأضافت: معظم عاملات الفنادق والكافتيريات يعملن بلا مؤهلات سوى جذب الزبائن، مشيرة إلى ضرورة اتخاذ جملة من التدابير التشريعية والرقابية على الحدود، وأوصت في ختام حديثها بضرورة وضع ضوابط جديدة للسياحة وتصاديق الوكالات وحظر التأشيرات من سفارات السودان إلا بالرجوع لإدارة الأجانب والاهتمام بالإدارة والخدمة المدنية ورفع همة العامل السوداني ليكون مرغوبًا في سوق العمل المحلي. مصنع خمر بالعاصمة إلى ذلك حذَّرت شرطة أمن المجتمع من تفاقم إشكالية خدم المنازل الأجنبيات وكشفت عن مخطط لدولة لم تسمها يهدف إلى التخلص من 10% من مواطنيهم بالسودان، وقال العقيد شرطة فتح الرحمن مصطفى مدير الإعلام بشرطة أمن المجتمع: إن العاصمة شهدت في الآونة الأخيرة جرائم دخيلة تمس المجتمع مباشرة مشيرًا لجملة من المهددات المتمثلة في تكدسهم في منزل واحد وتأثيرهم على المكون الثقافي والأخلاقي وإصابتهم بأمراض فتاكة حيث إنهم لم يخضعوا لفحوصات طبية وإدخالهم للمخدرات المصنعة من «هروين وبدرة وحقن وغيرها» وقال: إن هناك شبكات منظمة عملت على إنعاش الدعارة وجرائم المتابعة والتسول، وقال إن الشرطة ضبطت مصنعًا للخمور الأجنبية بالسودان حيث تتم عمليات التغليف والتعبئة وتجمع قواريرها من القمامة، داخل الخرطوم، وقال إن محلات الجاكوزي والساونا والمساج التي تُدار في العاصمة تشكل في أفعالها أركان المادة «154» والمتعلقة بالدعارة حيث تتم فيها خلوة غير شرعية وتدليك لجسم رجل بواسطة أجنبية، وأوصى العقيد فتح الرحمن بمراجعة القوانين والتشريعات واللوائح المتعلقة بالأجانب وإنشاء آلية عليا لتنسيق وضبط عمل الأجانب بالسودان وإنشاء قاعدة بيانات وتكامل الجهود الرسمية والشعبية لمواجهة هذه الإشكالية. وأمَّنت الأستاذة هويدا بابكر منسق المرأة بالشرطة الشعبية على مواصلة منبر قضايا الأمن المجتمعي، وقالت إن للمرأة دورًا كبيرًا في حسم التفلتات المجتمعية وأنها قادرة على الإسهام الإيجابي في استتباب الأمن المجتمعي.