ام كدادة عاصمة شرق دارفور عرفت ام كدادة بحسن الخلق وطيب المعشر منذ نشأتها الأولى بتآلف قبائلها وتواددهم وتراحمهم لا يعرفون التحزب ولا عصبية القبيلة الذي جعل امنهم مستتباً منذ عهد المستر «مدلتون» بك قمندان البوليس والمفتش الانجليزي المسؤول عن المنطقة باكملها وامنها لذا احب أهل ام كدادة ولما حان موعد نقله كتب بخط يده «مدلتون بك قمندان البوليس صديق هذه الديار ورفيق اهلها - قوة الحديد في مضاء السيق 28 أكتوبر عام 1922م» واخرج مسدسه واطلق النار على رأسه وسقط ميتاً وأمر الحاكم العام بدفنه جوار الذين أحبهم وارسل قطعة من الرخام مكتوب عليها نفس الكلام ودفن تحت جبل قرب الحلة وسمى الجبل باسمه وأصبح رمزاً لصداقة الشعوب. ويبدو أن أهل ام كدادة استمدوا هذا الخلق الرفيع من تأثير خلاوي تحفيظ القرآن الكريم بالمدينة وما جاورها بالقرى المختلفة مثل خلوة الفكي عبد الله احمد وخلوة الشريف آدم حسين وخلوة الشريف محمد الحسين وخلوة الفكي حزام وخلوة الشيخ نور الدين عبد الوهاب «وبجبل الحلة» خلاوي اولاد العالم وناس الفكي بشير وفي قرية «مسرة اشهر خلوة قامت عليها القرية». مركز الشرطة وفي عام 1945م كان يدير المركز عمنا الصول محمود شخصية كارزمية تماماً ويساعده عمنا عبد الله محمد الضو وعربي عبد الله وعمنا احمد حسنين واخرون وكان الأمن مستتباً بجهدهم وهمتهم العالية وكان تحركهم بالجمال سلاحهم «ابو عشرة» واي حادث بالمنطقة هبوا اليه سراعاً وقبضوا الجناة واعادوا المنهوب الى أن جاء نظام المجالس والمحافظات وكان الأمن مشتركاً بين الاثنتين والادارة الاهلية. المحافظون ٭ في عهد المحافظ «حازم رحال» من جنوب كردفان حققت المنطقة النجاح التام في محو الأمية بدرجة «100%» في الرجال والنساء وحضر مندوبو الاممالمتحدة «اليونسكو» واجروا امتحانات لعامة الناس في الشوارع وفي الآبار والراكب جمل والراكب حمار والراجلين وتأكدوا من صحة الأمر وارسلوا لام كدادة هدية من الذهب الخالص تحمل تاريخ الذكرى واعجبهم اكثر ان العملية تمت بدون أي تكلفة تذكر. وهنا نذكر بالشكر والعرفان الاستاذ محمد عبد المجيد تبن- وجاموس- وباجون وعمهم الشريف الزاكي صالح الذي امدهم بالرتاين ليجوبوا بها القرى ليلاً، وتعاقب لمحافظون: ٭ عهد المحافظ الإداري محمود حسين السيد محمود حسين ركز جهده في توفير الخضروات وانتاجها محلياً وكانت تأتي من الفاشر وبذل جهداً مقدراً في مزرعة «أم عشيشات» باشراف الزراعي النشط احمد ادم بشر وحقق انتاجًا جيداً وبذل مجهوداً مقدراً وهو من أبناء ام كدادة ثم نقل الى الخرطوم واستقر بالكدرو في المشاريع الزراعية هناك. ٭ عهد المحافظ السيد إبراهيم محمود حامد كان الأمن مستتباً تماماً وركز جهده في رتق النسيج الاجتماعي وازال الجفوة المتوارثة بين جنوب المحافظة وشمالها الى ان عادت المياه الى مجاريها واصبحت المنطقتان عسلاً على لبن وفي عهده الزاهر زار ام كدادة السيد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن احمد البشير واعجب بام كدادة المحافظة البيضاء باهلها الطيبين ومنحها لقب «ملكة المحافظات» وانعم عليها بكلية جامعية «كلية الموارد الطبيعية» لكثرة الجبال والمعادن ومبشرة بالبترول خاصة منطقة «مقبول» وحرك انجاز طريق الانقاذ الغربي بعد أن تسلمت الشركة المنفذة العربون والآن الطريق متحرك من النهود الى ام كدادة - ووقتذاك كان المركز تحت ادارة احد ابناء ام كدادة السيد عبد الهادي محمود بمعاونة السيد بدوي عبد الله وهارون ضو البيت وآخرين وايضاً في عهد السيد ابراهيم محمود حامد زار ام كدادة الشيخ الجليل علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية وكان اعجابه بام كدادة واهلها الافاضل شديداً لهم عين احد ابنائهم وزيراً للمالية بالفاشر هو الاخ «جلقام» خريج كلية الاقتصاد بجامعة الخرطوم ثم غادر النائب الاول لرئيس الجمهورية ام كدادة من مطار «الدنقدانقة» وكنت معهم ومعنا المرحوم المادح «الشيخ عبد السلام» من ابناء كريوة بدارفور عطر الجو بمدائحه الرائعة وعند قيامنا اعطاني السيد المحافظ ابراهيم محمود حامد خطابًا للسيد وزير الداخلية وكان وقتذاك هو السيد عبد الرحيم محمد حسين وعند وصولي للخرطوم وجدت السيد الوزير في رحلة خارج الوطن وطالت مدته ووضعت الخطاب في الشنطة بين الاوراق وأنسانيه الشيثطان وقريباً فتحت الشنطة اقلب بين الاوراق ووجدت الخطاب واعطيته للواء شرطة محمد كمال السيد ابوشوك فاوصله له مع الاعتذار الشديد على التأخير وقرأه وضحك كثيراً لانه كان من ابراهيم محمود حامد محافظ ام كدادة لابراهيم محمود حامد وزير الداخلية- وهذا ذكرني خطاب الرئيس الاسبق نميري رحمه الله- حيث كتب من جعفر محمد نميري رئيس الاتحاد الاشتراكي الى جعفر محمد نميري رئيس الجمهورية- «سبحان مغير الاحوال» ونتمنى لكل مخلص التقدم والنجاح والسيد ابراهيم لم تنقطع صلاته واهتماماته بشرق دارفور فقد قدم دعمًا سخياً لرابطة ابناء شرق دارفور وحثهم على تطوير منطقتهم وعلى وحدتهم والحفاظ على أمنهم. طلب من السيد وزير الداخلية ٭ والآن نطلب من السيد وزير الداخلية ان يدعم المنطقة الشرقية بعدد معتبر من رجال الامن المدربين ورجال المباحث والاستخبارات ومن أمن المجتمع لان المنطقة دخلتها اشياء لم تكن معروفة من قبل ظهرت بعد معركة القوات المسلحة مع جيش خليل ابراهيم حيث تم نهب عربات المواطنين وفككوها قطعة قطعة بعضها اخذوا منه المكنة بكاملها والجربكس وجربكس ترس القوة والعجلات الخمسة بعجلات حديدها والعمدان والكرونات ويظهر ان شرطة ام كدادة عاجزة عن التوصل الى شيء وشرطة الفاشر لعلها مشغولة بتأمين احتفالات الولايات «بالسلطة الاقليمية» رغم ان السيد الوالي عثمان كبر طاف بكل الاماكن التي اصابها الضرر الى أن وصل ام قوزين ومعه لجنة لحصر الخسائر والاضرار والادارة الاهلية لم تحرك ساكناً والخوف ان تستمر هذه الأفعال مع الشاحنات بقطع الطريق وتتأثر التجارة ويصبح الامر نهباً جديداً والأمر يحتاج لدعمكم الفني حتى يطمئن المواطنون إلى ممتلكاتهم وتعود المنطقة بيضاء كما كانت وبالله التوفيق.