وسط دعوات من تجمّع المهنيين السودانيين للخروج في تظاهرات جديدة، اليوم الخميس، أطلق عليها «موكب الزحف الأكبر». وشكّك تجمع المهنيين في قرار السلطات بإطلاق سراح المعتقلين، قائلاً: «المعتقلات ما زالت تزدحم بالمهنيين والسياسيين والمواطنين، وأجهزة الأمن لا تزال تواصل حملة اعتقالاتها»، فيما أكدت لجنة أطباء السودان المركزية، أنّ أكثر من 27 معتقلاً من الأطباء لا يزالون في المعتقلات. إلى ذلك، نفّذ المئات من أساتذة جامعة الخرطوم، وقفة احتجاجية ضد سياسات الحكومة، وطرحوا بشكل رسمي مبادرتهم المطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير وتشكيل حكومة انتقالية. وقال عضو اللجنة التمهيدية للمبادرة، د. ممدوح محمد الحسن، في مؤتمر صحافي، إنّ الأزمة التي يمر بها السودان هي عرض لمرض مزمن تفشى وبلغ ذروته، ما لتدهور أوضاع الاقتصاد وقاد للتظاهرات في الشارع، التي قوبلت بقمع وبطش من قبل أجهزة الأمن، مشيراً إلى أن المبادرة تسعى لإيجاد حل يحقن الدماء ويؤدي إلى الاستقرار والأمن. بدوره، كشف عضو المبادرة، البروفسور، منتصر الطيب، عن أنّ المبادرة تضم أكثر من 530 استاذاً بجامعة الخرطوم، لافتاً إلى أنّ دور جامعة الخرطوم كمؤسسة أكاديمية هو إيجاد المخارج والحلول، وأنّ المبادرة طرحت مقترحات لكيفية الانتقال السلمي للسلطة. تظاهرات واعتقالات في الأثناء، تظاهر طلاب جامعة العلوم والتكنولوجيا المملوكة للقيادي البارز بالحزب الحاكم ووزير الصحة بولاية الخرطوم، مأمون حميدة، ونفذوا اعتصاماً طالبوا فيه بإغلاق الجامعة وهتفوا بهتافات مناوئة للحكومة، مردّدين: «لا تعليم في وضع أليم»، ما حدا بإدارة الجامعة استدعاء الأجهزة الأمنية إلى داخل الحرم الجامعي. كما الأجهزة الأمنية حملة الاعتقالات ضد قيادات المعارضة والناشطين، وأعلن حزب الأمة القومي، اعتقال نائبة رئيسه مريم الصادق المهدي، والإفراج عنها بعد ساعات. إلى ذلك، أكّدت اللجنة المركزية للمختبرات الطبية، أن السلطات الأمنية اعتقلت عدداً من المشاركين في الوقفة الاحتجاجية التي نفذتها اللجنة أمام مستشفى أم درمان التعليمي، مشيرة إلى أنّ قوى الأمن حاصرت مستشفى أم درمان. مطالب تراجع في السياق، طالب تحالف «قوى 2020» الموالي للحكومة الحزب الحاكم، بالتراجع عن التوجه الرامي لتعديل الدستور بما يسمح للرئيس عمر البشير الترشح للانتخابات الرئاسية، مشيراً إلى من شأن الخطوة زيادة حالة الاحتقان السياسي الراهن. وقال رئيس منبر السلام العادل، نائب رئيس التحالف، الطيب مصطفي، في مؤتمر صحافي، أمس، إنّ البشير أبدى مراراً وتكراراً وأمام الإعلام المحلي والعالمي زهده في الترشّح، كما أنّ هذا التوجّه يتعارض مع الدستور والنظام الأساسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، بل يزيد من حالة الاحتقان السياسي. وأضاف: «لذلك وغيره فإنّ تحالف قوى 2020 يطلب من الحزب الحاكم عدم المضي في سعيه لتمرير مشروع التعديل الدستوري، الذي تقدمت به بعض القوى السياسية للمجلس الوطني»، مؤكّداً أنّ التعديل سيجد معارضة شديدة داخل البرلمان، لاسيّما وأنّ إجازته تحتاج موافقة ثلثي الأعضاء. جاهزية وتصد على صعيد متصل، أعلن الجيش السوداني، جاهزيته للتصدي لما أسماه التآمر ومحاولات استهداف الأمن الوطني، مؤكّداً تمسكه والتفافه حول قيادته لتفويت الفرصة على المتربصين، وأنّه لن يسلم البلاد لمن سماهم «شذاذ الآفاق». وقال وزير الدفاع، عوض بن عوف، إنّ الجيش يعي المخططات والسيناريوهات التي تم إعدادها لاستغلال الظروف الاقتصادية الراهنة، مشيراً إلى أنّ البعض سعى لاستفزاز الجيش واستدراجه لسلوك لا يليق بمكانته وتاريخه. بدوره، أكّد رئيس الأركان المشتركة، كمال عبد المعروف، أنّ الجيش لن يسمح بسقوط الدولة السودانية أو إنزلاقها نحو المجهول، لافتاً إلى أنّ الجيش لن يسلم البلاد إلى «شذاذ الآفاق»، ولن يتوانى في التصدي لهم مهما كلفها من تضحيات.