أرجع بروفيسور عباس الطيب بابكر مصطفى خبير الكوارث ومخاطر فيضانات الأنهار والأودية والتنبؤ بها والأستاذ بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية ، الفيضانات التي يشهدها السودان ضمن مناطق عديدة في كل العالم حالياً إلى التغيرات الطبيعية والمناخية، مصنفاً ما يحدث بالبلاد ضمن فيضانات الكوارث الإستثنائية والتي تؤدي إلى تدمير بالغ ومردود كارثي كبير في الأرواح والممتلكات والمنشآت يعجز الإنسان من تداركها. وأكد أن فيضان النيل ومجاري السيول الحالي نتج من الزيادة الطبيعية لكميات المياه لارتفاع معدل هطول الأمطار وتدفق مياه الأودية الموسمية في حوض النيل بالإضافة إلى العامل البشري المتمثل في عدم كفاءة صناع القرار في إدارة الموارد المائية في السودان لبعض الجوانب ولقلة المام بعض المواطنين في المناطق المعرضة لخطر السيول والفيضانات بالتوعية اللازمة بهذا الشأن. وأشار إلى أن أهم الأسباب التي أدت الى حدوث الأزمة الحالية تكمن في انعدام الفهم العلمي لطبيعية فيضان أنهار حوض النيل (الأزرق، الأبيض ،النيل الرئيسي ، الروافد داخل السودان ، الأودية التي تصب في النيل وهي عديدة) مبيناً حاجة الدولة إلى وجود مركز لدراسات حوض النيل يضم خبراء من التخصصات ذات الصلة لدعم صناع القرار في وضع الخطط الإستراتيجية التي تسهم في التنمية المستدامة بجميع فروعها. وأكد ضرورة مراجعة آليات ادارة السدود في السودان بالتنسيق مع دول الحوض و تفعيل القوانين والتشريعات الخاصة بمنع السكن في مجاري السيول وضفاف الأنهار ووضع الخطط الإستراتيجية لاستخدام الأرض في ضفاف الأنهار ومجاري السيول باستخدام التقنيات الحديثة وهي متوفرة. وأشار إلى أن سد النهضة ليس له إي تأثير فيما يحدث حاليا خاصة وأنه في بدايات عملية التخزين الأولى مستدركا بأن السد سيساهم في التقليل من حدة الفيضان من خلال التخزين لفائض المياه .