رفضت المعارضة السودانية، التصريحات التي غازل بها الرئيس عمر البشير، المتظاهرين عندما صرحّ بأنّ هناك أسبابًا دفعتهم للخروج وأنّ شبح الفقر يحوم فوق رؤوسهم واعترف بتطبيق خاطئ لنظام القانون. يقول المعارض السوداني بكري عبد العزيز إنّ مشكلات الشباب لا تكمن في القانون ولا حتى في الاقتصاد، بل في نظامٍ رأى أنّه وضع البلاد ضمن قائمة الراعين للإرهاب. ويضيف في حوارٍ ل"مصر العربية"، أنّ المعارضة متمسكةٌ بالتصعيد على الأرض سلميًّا والاستمرار في تنظيم المظاهرات والاعتصامات حتى الاستجابة إلى مطالبهم وعلى رأسها ما أسماه "إسقاط حكم البشير". ويوضح عبد العزيز أنّه تمّ تشكيل مجموعة "الدفاع عن الثورة السودانية"، لرصد ما وصفها ب"الانتهاكات" ضد المتظاهرين، موضحًا أنّها ستتولى الدفاع عن "الثورة" سواء كانت عبر المنابر الإعلامية أو الحقوقية أو عبر المحاكم الدولية. * إلى نص الحوار: كيف نظرتم إلى تصريحات الرئيس البشير التي غازل فيها المتظاهرين؟ مشكلات الشباب لا تكمن في أزمة قوانين أو أزمات اقتصادية، بل تكمن في نظام كامل يضع السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهو نظام محاصر تسبّب في فرض عقوبات على السودان. كيف تأثر السودان بهذه العقوبات ؟ هذه العقوبات أثّرت على المواطن السوداني من الدرجة الأولى سواء سياسيًّا أو اقتصاديًّا، فالمواطن هو الذي يدفع الضريبة سواء بحالة القمع التي يفرضها النظام أو الانهيار الاقتصادي الذي ضرب البلاد في السنوات الأخيرة، ويجب على وسائل الإعلام تسليط الضوء على هذه الأمور حتى تتكشف الحقائق كاملة دون تزييف أو تضليل. حدّثنا عن أحدث التحركات من قِبل المعارضة؟ تم تشكيل مجموعة الدفاع عن الثورة السودانية، لرصد الانتهاكات التي يمارسها النظام ضد المتظاهرين. وما أهمية هذه الخطوة؟ تتولى هذه المجموعة الدفاع عن الثورة سواء كانت عبر المنابر الإعلامية أو الحقوقية أو عبر المحاكم الدولية، وستكون بلا أدنى شك إضافة كبيرة للثورة السودانية. هل أنتم مستمرون في الدعوة للتظاهرات؟ بالتأكيد، لن نتراجع إلا عندما تتحقق مطالبنا كافة من تنحي البشير والإفراج عن جميع المعتقلين وترسيخ نظام يقوم على العدالة والديمقراطية، ونحن نشيد بدور الشباب والحراك سواء في الداخل أو الخارج من مجموعات الناشطين، وندعو إلى مزيدٍ من التحركات حتى يرى العالم أجمع مدى الرغبة الشعبية في إزاحة البشير عن سدة الحكم. كيف يؤثر ذلك على النظام؟ السودان يشهد ثورة كبيرة ضد البشير الذي يضيق الخناق عليه ويتوجب رحيله عن السلطة تلبية لمطالب المحتجين.. النظام مدعوم من إعلام غير منصف وهذا سيدفع ثمنه بإسقاط حكمه قريبًا. هل تقصدون قرب انتهاء حكمه؟ نظام البشير بات على خطوة واحدة من الرحيل عن السلطة، والمتظاهرات مستمرة بغية إجباره على التنحي، لكن هذا لن يحدث إلا من خلال مساندة من قِبل المجتمع الدولي ووسائل الإعلام لا سيّما في الدول العربية لهذه الانتفاضة الشعبية. لكنّ الرئيس مدعوم خارجيًّا بقوة؟ الدعم الخارجي الذي يتلقّاه البشير لا يساعده على البقاء أكثر على رأس السلطة.. ما يحدث في السودان هو ثورة حقيقية، وعلى كل الدول التي تدعم نظام البشير أن تنظر إلى السودان باعتباره بلدًا تحكمه الإرادة الشعبية وليس دول إقليمية. سيادة السودان تأتي من شعبه الذي يناضل من أجل الحرية والكرامة، وبالتالي فنحن نرفض تدخل أي دولة، وفي الوقت نفسه نشكر الدول التي ساندت الشعب السوداني لأنّها ثورة وانتفاضة شعبية.