اتهم رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، الأربعاء، "فلول" نظام عمر البشير بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة، لافتا إلى أن "الجيش السوداني لا ينقلب"، في خطوة تعكس رغبة الحكومة في تهدئة الأجواء بين المكونين المدني والعسكري. ويأتي حديث رئيس الوزراء لصحيفة السوداني بعد ان أثارت تصريحات رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو "حميدتي" موجة من الغضب بين القوى السياسية. وقال حمدوك إن "الجيش السوداني الذي حمى الثوار (المتظاهرين) أمام القيادة (مقر قيادة الجيش بالخرطوم) لا ينقلب. من ينقلبون ويدعون للانقلاب هم ضد الانتقال المدني، وهم بالضرورة فلول (أنصار نظام عمر البشير)". وخلال حفل تخريج قوات غربي العاصمة الخرطوم، الأربعاء، قال البرهان إن "القوى السياسية غير مهتمة بمشاكل المواطنين"، فيما اعتبر حميدتي أن "السياسيين هم السبب في الانقلابات العسكرية". ورد حمدوك على اتهامات البرهان وحميدتي للقوى السياسية بأنها سبب تكرر محاولات الانقلاب قائلا "الانقلاب أو محاولة تقويض الانتقال بأي شكل ليس له سبب إلا الاستيلاء على السلطة، وأي ادعاء غير ذلك هو غير صحيح". وأردف حمدوك "نعلم أن هناك معاناة وضيقاً في العيش نراه في كل مكان حولنا ولدينا معلومات كافية عنه. الحكومة لا تتنصل من مسؤولياتها تجاه الأوضاع الراهنة". وتابع رئيس الوزراء السوداني "بالرغم من ذلك نقول إننا أنجزنا عدداً من الملفات وأخفقنا في عدد آخر، وعدد من الملفات كان المكون العسكري طرفاً فيها بحكم الوضع القائم. ليس الشأن الأمني والعسكري فحسب الذي يقع ضمن مسؤوليته المباشرة". وأثارت تصريحات البرهان وحميدتي موجة غضب واسعة في صفوف القوى السياسية المشاركة في الحكومة الانتقالية، حيث أعلنت رفضها الاتهامات التي وجهها المجلس العسكري للسياسيين بأنهم السبب وراء الانقلابات العسكرية. وقال رئيس المكتب السياسي لحزب الأمة محمد المهدي إن حديث رئيس مجلس السيادة عن السياسيين خطيرٌ وغير مقبول.كما رفض "حزب المؤتمر السوداني" ما وصفها بالاتهامات غيرِ الحقيقية لرئيس مجلس السيادة. وقال القيادي في الحزب سليمان الغوث إن الشعب السوداني وحده من يملك قرارَه، مؤكدا حرص الحزب على الجلوس مع العسكريين لحل الأزمة. المصدر