قال رئيس الجمهورية المشير "عمر البشير" إن موضوع مكافحة الجريمة المنظمة التي يبحثها منتدي "تانا" يمثل تحدياً كبيراً أمام القادة الأفارقة وذلك لما له من تأثيرات على الأمن والاستقرار في أفريقيا. وأوضح "البشير" لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية لمنتدى "تانا" رفيع المستوى أن الجريمة المنظمة ذات تأثير كبير على السودان وذلك لمساحته الواسعة التي تجعل من الصعب السيطرة على حدوده الممتدة مع دول الجوار فضلاً عن معاناته جراء النزاعات سواءً كانت بالداخل قبل انفصال الجنوب أو في دول الجوار. وأضاف: (لقد أدركنا من خلال تجارب مريرة أن العلاقة بين النزاعات الداخلية والجريمة المنظمة هي حلقة جهنمية)، مبيناً أن المثال الناصع لذلك هو تطورات قضية دارفور التي كان من عوامل اشتعالها بجانب التنافس على الموارد الشحيحة انتشار الأسلحة في المنطقة نتيجة لعدم الاستقرار بدول الجوار واستغلال تجار الأسلحة والتهريب والنهب المسلح للأوضاع الهشة لتحقيق مكاسب مسمومة. وقال إن السودان أولى أهمية خاصة لإشراك المجتمع والجماعات المحلية في مكافحة الجريمة المنظمة مبيناً أن السودان لديه تجارب مثمرة في تكامل الادوار بين الأجهزة الأمنية والتنظيمات الشعبية المتمثلة في الشرطة الشعبية والمجتمعية، مؤكداً على استعداد السودان لتبادل هذه التجارب مع الدول الأفريقية للاستفادة منها في توطيد دعائم التعاون الإقليمي لخدمة الشعوب الأفريقية. وأشار "البشير" إلى ما حققه السودان بفضل اتفاقية السلام الشامل، ثم مصفوفة تنفيذ الاتفاقيات مع دولة جنوب السودان، فضلاً عما حققه من استقرار من خلال اتفاقية "أبوجا" ووثيقة الدوحة لسلام دارفور، مبيناً أن توقيع هذه الاتفاقيات يأتي بفضل توفر الإرادة في تحقيق السلام عبر الحوار مما وفر أجواءً صحيةً ساهمت بفعالية في منع الجريمة المنظمة وجعلت المواطنين شركاء وأصحاب مصلحة حقيقية في محاربتها لتحقيق الأمن والاستقرار . من جانبه نفى سفير السودان باثيوبيا "عبد الرحمن سر الختم" ما تردد عن لقاء رئيس الجمهورية المشير "عمر البشير" والوسيط الأفريقى "ثامبو أمبيكي" بمدينة (بحر دار) الإثيوبية على هامش ملتقى الرؤساء الأفارقة. وقال "عبد الرحمن سر الختم" ل(المجهر) أمس (السبت) إن مشاركة "أمبيكي" في ملتقى الرؤساء الأفارقة (ملتقى تانا) كان بصفته عضواً به.