{ قصص الحرب والسلام في واقعية "جبرائيل غارسيا ماركيز" أنجبت (الجنرال في متاهته) و(الحب في زمن الكوليرا).. و(قصة موت معلن).. والحرب والسلام في السودان ثنائية الفعل والحدث. { من أجل السلام عام 2005م، ذبحت ولاية بجغرافيتها وهياكلها التنفيذية والإدارية من الوريد إلى الوريد، حتى سالت دماؤها من "لقاوة" حتى "أبو جابرة" ومن "أبيي" المأساة المنسية حتى مثلت العطش في "عيال بخيت".. وما أدراك ما "أرض حمر"!! { وبالسلام أو الحرب التي نشبت في ثياب جبال النوبة عادت ولاية اسمها غرب كردفان، بفضلها حصلت أخي القارئ على الجازولين الذي حملتك عربتك به من البيت إلى المكتب والزرع والسوق! { وكل ثلاثة جوالين بنزين في السودان أحدها مصدره بترول (بليلة) و(دفرا) وهجليج (مرافعين) وبين القوسين هو الاسم التاريخي لهجليج، ولولا موقف ل "علي عثمان محمد طه" النائب الأول لراح حق أهالي قرية (البرصاية) شمال في مرقة موظفي وزارة الطاقة حينما استبدلوا (البرصاية) ب (النجمة). { عودة ولاية غرب كردفان نزعت احتقاناً في الصدور وإحساساً بالمرارة في أفواه رجال من حقهم على السودانيين جميعاً أن يشكرونهم.. لما لا وثمانية عشر ألفاً من فلذات بطون المسيرية تم دفنهم في تراب جنوب السودان القديم وجنوب السودان الجديد كشهداء لواجب وطني يرونه يهون دونه كل شيء.. قبيلة واحدة تمنح وطنها (18) ألف شهيد جديرة بالتقدير وحرياً بأن تكون لها تحت الشمس رايات ترفرف! { بعودة الفولة عاصمة للولاية الجديدة أسندت الإدارة للواء "أحمد خميس" في المرحلة الانتقالية حتى الانتخابات القادمة وحينها ربما استوت السفينة على بر.. وتوقف الموت بفعل الرصاص وبقي الموت كحقيقة أبدية مع الحياة.. ولكن الجنرال "أحمد خميس" تواجه دربه مصاعب وتعيق مسيرته قنابل.. كيف للجنرال أن يمسح على خدود تورمت من البكاء لثكلى من ضحايا النزاع القبلي الذي تنتظر (مخرجات) مصالحته لإرادة سياسية وإرادة تنفيذية وسلطة لتنفيذ القانون وبسط العدل. { ويتكالب على غرب كردفان حاملو السلاح من متمردين بعضهم كانوا حتى أمس القريب من (دفاعنا الشعبي يا هودي) فأصبحت بندقيتهم موجهة لصدور إخوتهم وتعددت فصائل التمرد والمغبونين والذين خُيل إليهم أنهم مظلومون! { إذا غرق الجنرال "أحمد خميس" في (متاهات) أبيي وجعلها شغله الشاغل وهمه، أهدر وقته في قضية لن ترسو سفينتها إلا إذا حسمت الدولتان مصير جوارهما.. أو اقتلع أحد النظامين الآخر وجاء بسلطة موالية له.. وأبيي أزمة مركز وقضية سيادة عليا.. مسؤوليتها في عنق القيادة العليا ولا مسؤولية لحكومة الفولة عن تبعات أبيي ودروبها الشائكة وتدخلات الدول والمبعوثين ولجان التحقيق.. ولتبقَ حقيقة أبيي الأرض جزءاً من غرب كردفان، ولكن (أبيي الأزمة) شأن مركزي قومي!! { سيواجه الجنرال "خميس" مطالب مئات المنتظرين التوظيف و(التوزير) والسيارة الفارهة وحلم (الدستورية) وما بين يديه لا يطعم كل الأفواه الجائعة. فاختر الذي هو أقرب إليك ودع ما تبقى لمقبل الأيام.. وستواجه معضلة تعايش الثراء والنعمة حد البطر والفقر والعوز.. وما بين محطات (شفط النفط) من باطن الأرض وحزام البؤس حول المحطات تتبدى المفارقة الكبيرة بين حياة وحياة! { جنرال "أحمد خميس".. لست في متاهة ولكن الحمل ثقيل والدرب طويل والزاد قليل!!