الخرطوم - المجهر أطلق حزب الأمة القومي بزعامة "الصادق المهدي"، تحذيرات من شبح مجاعة قادم على مناطق واسعة من السودان. وسرد الحزب تقريراً للجنة من الخبراء وقفت على الأوضاع في مناطق الإنتاج بشتى الولايات، خلصت إلى أن الوضع بحاجة لتدارك عاجل. وحمل الحزب الحكومة مسؤولية الانهيار الاقتصادي. وشدد على أن المخرج يرتكز على عقد الملتقى التحضيري بأديس أبابا. وقال نائب رئيس الحزب "فضل الله برمة ناصر" في مؤتمر صحفي عقد أمس (الأحد) بالخرطوم، إن لجنة من كفاءات الحزب طافت على كل المناطق الزراعية في شمال وشرق ووسط وغرب البلاد، ووقفت على شح كبير في الموارد الغذائية، بما يستدعي إعلان الحكومة رسمياً حاجتها للتدخل الدولي وطلب مساعدات. وتلت الأمين العام للحزب "سارة نقد الله" تقرير اللجنة الذي أكد أن (الكارثة الاقتصادية والأزمة المعيشية ونذر المجاعة التي تعيشها البلاد ومواطنوها، نتاج طبيعي لسياسات ما أسمتها بالتمكين والسياسات الخاطئة التي تنتهجها حكومة المؤتمر الوطني). ولخص التقرير مجموعة من الأسباب التي أدت للأزمة الراهنة بينها ما أسماه التقرير السياسات التمكينية وما اقتضته من اعتماد على الدخل الريعي (البترول والذهب)، وإهمال قطاع الإنتاج الحقيقي (الزراعة بشقيها والصناعة)، وإبدال أهل التأهيل من بني الوطن بأهل الولاء للمؤتمر الوطني، واستباحة المال العام وفتح أبواب الفساد على مصراعيها بلا حسيب ولا رقيب، جميعها أدت لتدني الإنتاج وتفاقم الفقر وارتفاع البطالة. وأفاد أن انعدام التخطيط أدى لسوء استخدام موارد البترول التي بددها الفساد، والصرف على المباني والحكم الاتحادي الذي تضخمت تكلفته بنسبة (181.25%). وأشار التقرير إلى أن تلك السياسات الخاطئة أنتجت إهدار موارد البلاد، وتبديد موارد البترول التي بلغت (80) مليار دولار، مع انهيار وتدهور البنيات الإنتاجية، وتدهور الإنتاج الزراعي والصناعي، واتساع رقعة الفقر وارتفاع معدله لحدود (80%). وتزايد سعر الدولار ليبلغ (11) جنيهاً علاوة على ارتفاع الدين الخارجي ليتجاوز (47) مليار دولار، وازدياد الدين الداخلي ليبلغ حوالي (140) مليار جنيه. ونبه التقرير إلى الإهمال الذي طال الزراعة والإنتاج الحيواني، منتقداً تجاهل السلطات لتنبيهات مبكرة أطلقها الحزب لتدارك الوضع الحالي. وأوضح أن التدابير الحكومية لمواجهة الأزمة محدودة جداً ولا تخاطب جذورها. ووصف حزب الأمة حوار الداخل بأنه (عقيم) بلا جدوى ويضم مؤيدي الحزب الحاكم، ولا مجال فيه لصوت آخر. وأضاف (لذلك لن تثمر الجهود الساعية لرفع العقوبات وإعفاء الديون، كما أن ارتفاع الدولار المستمر يشير لعدم نجاح تدابير سد عجز الميزان التجاري). ورأى الحزب أن المخرج الممكن من تلك الحالة المأزومة للاقتصاد، تكمن في المدخل السياسي بالاستجابة الجادة لقرار مجلس الأمن والسلم الأفريقي (539)، والجدية في عقد الملتقى التحضيري بأديس أبابا لإقناع الحركات المسلحة بضرورة الحوار، وتنفيذ مطلوبات بناء الثقة وتهيئة المناخ لينتقل الحوار الجاد للداخل. وقالت نائبة رئيس حزب الأمة "مريم الصادق المهدي"، إن الملتقى التحضيري الذي كان مقرراً في السابع من ديسمبر الجاري تم تأجيله بغرض التطوير، وأنه لن يلغى كلياً.