أصدر رئيس الجمهورية المشير "عمر البشير" قراراً بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين بالبلاد، في أول خطوة منذ تعيين الفريق أول "صلاح عبد الله قوش" مديراً عاماً لجهاز الأمن والمخابرات الوطني. وتجمعت أسر المعتقلين أمام بوابة سجن (كوبر) الشهير منذ الساعة السادسة مساء أمس (الأحد) تترقب الإفراج عن ذويها، وسمحت السلطات لوسائل الإعلام بنقل وقائع الإفراج على الهواء مباشرة على الفضائيات. ومن أبرز المفرج عنهم نائب رئيس حزب الأمة القومي اللواء "فضل الله برمة ناصر"، والأمين العام "سارة نقد الله" و"صديق الصادق المهدي". وقال مساعد رئيس الجمهورية اللواء "عبد الرحمن الصادق المهدي" في تصريحات للصحفيين بسجن (كوبر): (الخطوة الصحيحة والوطنية في سبيل الوطن واستقراره المنشود وفقاً لتوجيهات كريمة صادقة من رئيس الجمهورية المشير عمر البشير. لقد تقرر إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وجميع الطلاب وجميع السيدات فوراً والآن ابشروا بالخير الوصل الليلة وصل أهله سالماً غانماً والما وصل إجراءاتنا مستمرة لإطلاق سراح الجميع). وأضاف "المهدي": (نحن ساعون لعلاج المرض وليس العرض وهو الخلاف السياسي، وسنعمل على إزالة الأسباب التي تؤدي للاعتقالات والاحتجاجات وسنتصل بكل الأطراف دون فرز وسنعمل على صيانة حقوق الإنسان وإزالة الاستقطاب السياسي في البلاد لصالح الوطن). وأشار "المهدي" إلى أن الحوار والاتفاق والتراضي الوطني هو الأيسر وهو سبيلنا لمواجهة المستقبل وها هي أفراح الوطن، وأضاف: (وستتوالى لتمحو الأحزان وفي سبيل السودان تزول المحن، وهذا القرار الكريم رسالة من القيادة ولها ما بعدها لمواطنيها الكرام ولنجعل التعافي والتصافي بيننا سن!ة). وكشف مساعد رئيس الجمهورية اللواء "عبد الرحمن الصادق المهدي" عن عدد المفرج عنهم ويبلغ (80) معتقلاً، موضحاً أن الأولوية في الإفراج للسيدات والطلاب من جميع القوى السياسية، لتعقبها خطوة الإفراج عنهم جميعاً. من جانبه، قال نائب رئيس حزب الأمة القومي اللواء "فضل الله برمة ناصر": (تم إطلاق سراحنا كسجناء رأي وضمير ونحن في نهجنا بأن الخط القومي الوطني هو الحل الأمثل لقضايا الوطن وإننا كنا وما زلنا نؤمن بأن قضايا الوطن يجب أن يشارك في حلها جميع أبناء الوطن، ونحن منذ البداية تمسكنا بالشرعية والدستور ونتجنب أي عمل غير قانوني وغير دستوري). وأشار اللواء "فضل الله برمة ناصر" إلى مجهودات أحزاب المعارضة في حل الأزمة وقال: (قدمنا أيضاً عدة مذكرات لإخواننا في السلطة، الوطن محتاج لجمع أبنائه، ووحدة كلمتهم لأن المرحلة التي يمر بها الوطن هي مرحلة أزمة حقيقية ولا يمكن حلها بواسطة حزب أو حزبين، وإنما يمكن حلها بجمع صف كل أبناء الوطن ليتحملوا مسؤولياتهم الوطنية، ونحن سعداء بأن يتم الإفراج عنا، ونرجو أن يتم إطلاق سراح جميع المعتقلين.. هنالك فرصة واسعة بأن يجلس الجميع في طاولة المفاوضات للحل الشامل وبكل متطلباته لأن هذا المخرج الوحيد ونلجأ للطرق المثلى).
