في العام 1989 عندما جاءت ثورة (الإنقاذ)، كانت شركة "تامس" الأمريكية تعمل بجد واجتهاد في سفلتة الطريق الدائري المعروف والرابط ولاية جنوب كردفان بشمال كردفان، ولكنها أي الشركة، ما لبست أن غادرت موقع العمل حيث ما يزال البعض من حطام آلياتها مرمياً في محلية رشاد. بهذا الخروج ماتت الآمال العراض التي ارتسمت في مخيلة مواطن الولاية بخاصة أهالي المنطقة الشرقية من الولاية، وتحديداً منطقة رشاد الكبرى، التي تبدأ من حدودها مع محلية أم روابة بشمال كردفان وتنتهي في حدود الولاية الغربية. آمال تبددت، رغم أن هذا الطريق هو أكثر الطرق التي دخلت ميزانيات السودان، ولكن نصيبه في كل مرة يخرج خاوي من الأسفلت، لتعاد الكرة مرة وأخرى، إلى أن حسمت الحكومة مؤخراً أمر هذا الطريق الذي تطاولت فترات تنفيذه لفترة قاربت من عمر الإنقاذ وبات حلماً، ويوم أمس، وضعت وزارة الطرق حداً للتنفيذ الفعلي لما تبقى من أهم قطاعات الطريق بعد اكتمال عملية الردميات وهو (أم روابة – أبو جبيهة) بتكلفة (789.9) مليون جنيه. وأهمية هذا الطريق الذي اكتسب شهرة كما طريق الإنقاذ الغربي الذي طوى المسافات إلى ولايات دارفور الكبرى وأحدث جدلاً واسعاً، أهميته أنه يربط ولايتي شمال وجنوب كردفان، ومحليات المناطق الشرقية على وجه التحديد من "أم روابة – العباسية – الرشاد – أبوجبيهة"، في شكل أشبه بالمنقلة أو حدوة الحصان، حيث تبدأ نقطة البداية من رأس المنقلة بمنطقة أم روابة بشمال كردفان، وتنتهي في رأس المنقلة الآخر بمنطقة الأبيض بشمال كردفان، أيضاً في شكل دائري. كان يوم أمس، حلماً لامس الواقع والكل شهود على عقد تنفيذ المتبقي من الطريق بطول (105) كلم، شهد والي ولاية جنوب كردفان دكتور "عيسى آدم أبكر" توقيع الاتفاقية بجانب عدد من المسؤولين وأعضاء المجلس الوطني. وكان وزير النقل والطرق والجسور، مهندس "مكاوي محمد عوض" حضوراً مميزاً وهو يلقي كلمة ضافية في الاحتفال الذي شهد أيضاً حضوراً مميزاً من الإعلاميين ورؤساء التحرير وكتاب الأعمدة، حقاً كانت الأهمية بقدر هذا الحضور النوعي. الشكر لوزارة الطرق على هذا الصبر الطويل بغية الوصول إلى هذا اليوم التاريخي لكل قاطني ولاية جنوب كردفان، وبخاصة الجبال الشرقية، والتحية لوالي ولاية جنوب كردفان الدكتور "عيسى" على حسن متابعته وحرصه أن يسطر هذا العمل في صحائف إنجازاته، ومزيداً من التنمية والله المستعان.
