بعد أكثر من أسبوعين على الحراك الاحتجاجي الذي تطور من احتجاج على الغلاء والصفوف في الخبز والجازولين إلى شعار لإسقاط النظام الحاكم ورئيسه ، ونقول لمن قاموا بذلك إن رسائلهم التي صاحبها الكثير من الخسائر في الأرواح والممتلكات والمؤسسات قد وصلت. ونسال الله تعالى المغفرة لمن راحوا ضحية ذلك أياً كان الفاعل والتحقيق لا يزال جارياً . ومن ينظر إلى الواقع الآن وبعد أكثر من أسبوعين من ذلك الحراك الاحتجاجي يجد ما يجبر الخاطر في التفاعل الإيجابي مع ما حدث ، فالدولة بمؤسساتها ومنسوبيها أكدت على حق التظاهر والاحتجاج السلمي وشرعت فيما يقلل من الآثار السالبة للأزمة الاقتصادية وتوابعها الضاغطة، فكانت موازنة العام (2019) والتي سبقتها مبادرات القطاع الخاص في : .معالجة الجفاف في السيولة النقدية بالإيداعات الطوعية من رجال الأعمال . .وتوفير الدواء وخفض أسعاره بمبادرة من غرف الدواء ومنتجيه باتفاق مع الدولة والسيد رئيس الوزراء. . ومعالجة أزمة الخبز وصفوفه باتفاق بين الحكومة وأصحاب المطاحن، وقد قامت الدولة بدعم جوال الدقيق بقدر كبير وصل إلى (680)جنيهاً . كما شملت معالجات الصفوف المشكو عنها، صفوف الوقود -الجازولين والبنزين – التي تلقت فيها الدولة من جهات خارجية دعماً كبيراً يكفي لأشهر . وهذا ما يخفف العبء على المواطن ومؤشرات ذلك كثيرة كما جاء في خطاب السيد الرئيس في الاحتفال بعيد الاستقلال، وللحقيقة السيد الرئيس لم يخاطب شأن المعاناة التي قال إنها عابرة وإنما خاطب الشأن السياسي الذي ألحقه بعض المحتجين والمتظاهرين في ذلك الحراك بالمعاناة والضغوطات التي شكا منها المواطن .ففي السياسة قال السيد الرئيس في خطابه المذكور: . نتعهد بتعزيز وتوسيع المشاركة في إدارة الدولة لجميع أطياف الشعب وقواه السياسية والمجتمعية دون إقصاء أو تفرقة. .فضلاً عن ذلك أكد سيادته الالتزام بإجراء الانتخابات في (2020) في أجواء (حرة ونزيهة ). ودعا الأحزاب السياسية للمشاركة فيها بروح التنافس الوطني الشريف وفق مبدأ التداول السلمي للسلطة .كما جدد سعادته الالتزام التام بتوصيات الحوار الوطني بشقيه السياسي والمجتمعي، داعياً المعارضة للانضمام إلى وثيقة الحوار.. ثم زاد السيد الرئيس على ذلك مناشدته للقوى السياسية والحزبية بالمساهمة الراشدة للتعاطي مع قضايا الوطن . ويأتي ذلك كله بتقديرنا في إطار شعار المعارضين والمحتجين الخاص بإسقاط النظام الحاكم والطلب إلى السيد الرئيس بالتنحي عن موقعه وهو الرئيس المنتخب، الذي قال ما قال من إيجابيات في خطابه المشار إليه إن رسائل المحتجين وكتل المعارضين كما نقول وقد سبقنا إلى ذلك الدكتور نافع – قد (وصلت) ، وكان الرد عليها بما يلزم اقتصادياً وسياسياً فيما نرى ولم يبق إلا الاستعداد للانتخابات في العام القادم لأنها الحل الديمقراطي السلمي والمحقق لأهداف من يودون إسقاط النظام وإبعاد الرئيس عن كرسي الرئاسة . فكفى ..كفى يا هؤلاء ..والله المستعان