قدرنا في بلادنا الحلوة الحبيبة كلما جاء الخريف أن نكون في حالة توجس وخوف ليس من المطر في حد ذاته، ولكن من تبعات المطر.. ودائماً موضوع صحة الإنسان خلال هذا الموسم يجد حيزه وموقعه من الإهتمام باعتبار أن الإنسان السليم هو الأقدر على مواجهة أعباء الحياة مطلقاً، وأن موسم الخريف به مهددات كثيرة للصحة، وزارة الصحة الإتحادية ترسل إشاراتها الآن عن تفعيل اللجان الولائية ذات الطابع المرتبط بأمراض الخريف، حيث تأكد أن توفيراً قد تم للكلور في المناطق التي ظهرت بها من قبل في مثل هذا التوقيت حالات الإسهال المائي.. ورغم ما قيل إلا أن الوزارة تحذر من حالات حدوث للإسهالات المائية وحالات الملاريا، ورغم توفر دعم من جهات ذات اعتبار إسهاماً بما يخفف من حدة الحدوث المتوقع، حيث تقول التقارير إن هناك توزيعاً للناموسيات المشبعة سوف يتم بتكلفة مقدرة في عدد من الولايات بدعم من اليونسيف وبنك التنمية الإسلامي بجدة مع دعم التأمين للإمداد الطبي بتكلفة أكثر من (ثلاث ملايين جنيه) لعلاج 24 مليون مواطن بدعم من الصندوق العالمي مع توفير ستة وستين طناً من المبيدات الحشرية لمكافحة الباعوض،«كما أوردت العاصمة».. إذن لابد من أن نحتاط على أضيق الحدود من توالد الحشرات، خاصة الذباب والباعوض حتى ننأى بأنفسنا من مزالق الوصول للحالات المرضية.. وفي ذاكرتنا الجماعية طائرات الرش التي كانت تحلق في الأجواء حيث كنا نفر من تحتها خوفاً ولعباً، خاصة مع غمامات المطر.. رحم الله تلك الأيام وحتى لا نحرم أاطفال هذا الزمان من التمتع بلحظات الخريف الجميلة.. إذن ليس كل الخريف مياه راكدة في المجاري وحشرات وأمراض وبائية .. رغم القشعريرة التي تصيبنا في الخريف عندما نقف في أسواق الخضار أو المأكولات التي يرتع فيها الذباب (الأخضر).. وكم نحتاج لكميات مهولة من المياه لإزالة الأوساخ من على هذه الخضروات.. وكم هي محزنة مأساتنا عندما تضن علينا صنابير المياه بهذا العديم اللون والرائحة.. إذن البعض في هذه البلاد يتعرض لحالة إنقطاع مائي وإسهال مائي.. والمعادلة ما بين الحالتين تحتاج لجهود كبيرة، كل من جهود هيئة المياه ووزارة الصحة اتحادياً وولائياً.. وقد يكون من الفارقات أن تمتليء الطرق بالمياه خريفاً وتنعدم في «المواسير» ويصاب البعض بالإسهال المائي «حالة مشاترة» لا تتكرر إلا في بعض دول هذه القارة السمراء.. عموماً مرحباً بالخريف للزرع والضرع محور حياتنا.. دورات الزراعة .. دورات الاقتصاد.. ولكن هل عاد الخريف هو الخريف للمزارع .. وهو يدخل في دورة إعسار.. وما هو حال الدارفوريين في المعسكرات؟ وهذا العام توتي تشق معبرها لقلب الخرطوم (عجبوني الليلة جو ترسوا البحر صددوا).. آخر الكلام:ويا هلا بهذا الخريف قُبيله وبُعيده. سياج - آخر لحظة الثلاثاء 11/08/2009 العدد 1082 [email protected]