-أصبح قلمي جندياً هارباً من الخدمة الاجبارية رغم تطوعه في البدء للكتابة عن خلفيات الواقع المر.!! -كل ما يضج به المكان مثير للهروب من لسع الكلمات التى أصيبت بتخمة التكوم في اتجاه واحد.!! -إلى أى مدى يمكن للكلمات أن تصير رغيفاً أو تصير جدراناً أو تصير أم.؟! -من حيث كل ما يمكن أن يكون حروفاً تتداخل في أسطر مخفية، ونقاطاً توزع بجمال لوحة رسمت في الصباح.!! -ولكن ماذا وراء الكلمات، حيث الجميع يكتب منذ غروب القمر إلى شروق صباحات أخرى- ولكن ما زالت الأشياء مكومة في ذات الاتجاه الوحيد.!! -لقد عدت إذاً لأبحث عن الرغيف بدلاً من الكلمات المواسية لفراغ البطون؛ ثلاث مرات يومياً يأكلون الرغيف، وهناك في ركن ممزق موجودون لا يعرفون ماذا تعني كلمة رغيف.!! -برقية عاجلة إلى من لا يسعفه الوقت ليتخطى مدن تلاشت عندما نزل عليها الليل بجسده الثقيل فكان للنوم طعم القلق وللأحلام الشنق رغم غياب الأدلة.!! -إلى مدينتي الحزينة في أركان الرقص دون فهم الأغنيات، المشي على الايقاع دون معرفة بالخطوط المتعرجة والخطوط الوهمية.!! -إلى ساكني الشاهقات، افتحوا النوافذ واخرجوا روائح الطعام المتكدسة حتى لا تصاب أنوفكم بتعفن الطعام.!! -إلى حاضني الوجع والإنتظار اغرقوا في ألمكم طالما أن مدينتي صماء.!! -طالما أن الكلمات مهدورة بعدم القراءة، وطالما كانت هي فراشات تختار حزنكم لتموت فيه.!! -إلى أن تشرق الصباحات سنكتب وإلى أن يعود الليل سكينة كما كان.!! -إلى أن يعرف الصغار وجهتهم ويكفون عن ملاحقة الظل الذي لا يتعب من السير.!! -إلى أن تتساوى خطوط مدينتي المتعرجة، إلى أن تنهار تماثيل الضباب من شارع العتمة.!! -إلى أن يجد كل باحث نفسه في أزقة الحائرين.!! إعترافات - صحيفة الأسطورة - 28/3/2010 [email protected]