* نشرت امس تعليق الأخ القارئ (على هدلول) على المقال الذى انتقدت فيه التهديدات التى يتعرض لها الجنوبيون بالطرد من الشمال، ولقد تركز حديث الاخ هدلول عن ضرورة مخاطبتى للمسؤولين الجنوبيين لترحيل مواطنيهم والاهتمام بهم بدلا عن انتقادى لتصريحات المسؤولين الشماليين ..!! * وبدءا اقول تعليقا على حديث احد الاخوة القراء المنشور فى موقع الراكوبة الالكترونى بألا أرد على تعليقات القراء بأن تعليقات القراء وآرائهم مهما كانت بسيطة أو مختلفة مع رأيى أهم عندى بكثير من رأى أكبر كاتب صحفى محترف ، فهى التى تهدى الى عيوبى وتعطينى القوة والأمل لمواصلة المسيرة، لذلك فهى تجد منى، وستظل، كل الاهتمام والتقدير !! * يقول الاخ على بان المواطنين الجنوبيين فى الشمال لا يجدون إلا الاهمال من حكومة الجنوب التى لا تبذل اى جهد لترحيلهم او توفير الرعاية لهم وبالتالى فانها الأولى بالنقد من حكومة المؤتمر الوطنى التى تهددهم بالطرد وسوء المعاملة. وردى على هذا الحديث بأنه إذا كان الجنوبيون يجدون كل هذا الاهمال من حكومتهم التى تتركهم هائمين على وجوههم فى الشمال، فانهم فى هذه الحالة أدعى بالاهتمام منا، وليس التهديد بالطرد، على الأقل من باب الانسانية والرحمة فقط، خاصة ان بينهم مسلمون وفيهم من لا يعرف له وطنا سوى الشمال ولديه اسر وجذور فى الشمال، و الشمال ليس هو الخرطوم فقط، كما يظن ..!! * فضلا عن ذلك، وكما قلت فى حديثى السابق، فان الجنوبيين ما زالوا حتى هذه اللحظة بالدستور وبالقانون مواطنين سودانيين لهم كامل حقوق المواطنة ومن بينها العيش فى امان، ولا يجوز لاحد ان يهدد امنهم واطمئنانهم بالتهديد بالطرد او التخويف بالمصير المنتظر وإلا عد ذلك مخالفة للدستور وجريمة يعاقب عليها القانون، وان كان (لا بد ) من تهديدهم ، فعلى من يفعلون ذلك أن ينتظروا حتى يفقد جنوبيو الشمال حقهم الدستورى والقانونى فى الاقامة بالشمال ويصبح من حق الدولة ان تطبق ضدهم الاجراءات القانونية المعروفة !! * وحتى بعد ان يفقد هؤلاء حقوق المواطنة فهنالك وسائل وطرق حددتها المواثيق والمعاهدات والقوانين الدولية والوطنية لمعالجة مشاكل المقيمين بطرق غير شرعية حتى الذين لا تربطهم اية روابط بالدولة التى يقيمون بها .. فما بالك بالذين لهم روابط تاريخية واسرية ودينية فى الدولة التى لم يزل لهم حق المواطنة فيها حتى هذه اللحظة التى يتعرضون فيها للتهديد والترويع..!! * ولم يبق الا أن اقول ان مفاهيم مثل ( ولا جالون بنزين) أو ( ولا حقنة واحدة ) تجاوزتها البشرية قبل وقت طويل جدا، ولو كنا نستمع فقط لما يقوله ديننا الحنيف عن الطريقة التى يجب ان نعامل بها بعضنا البعض.. ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) .. لكنا الان فى وضع افضل بكثير، ولكن ماذا نفعل للذين يريدون لنا ان نعيش العمر كله فى تناحر وخصام؟! مناظير زهير السراج [email protected] جريدة الاخبار، 1 يونيو 2011