وعند السادسة إجتمع أهل الحي أمام منزل حاج خضر وتوجهوا الى منزل تامر ابراهيم .. وضغط حاج أحمد على الجرس وهو يقول: أخيراً حتبقو من أصحاب الشقق والعمارات بدل بيوت الجالوص والطين مع البهائم وسط الكوش!! فقال حاج خضر بغضب: مالا الحيوانات كلها خير حية وميتة!! فضحك شنباوي وقال: اليتيم ما بوصو على البكا !! وهنا فتح الخادم الباب فقال له حاج أحمد: قول لتامر ابراهيم ناس الحلة عاوزين يقابلوك ضروري جداً!! وبعد قليل دخلوا الى صالون تامر ابراهيم الفخم فقام واستقبلهم بحرارة وسألهم عن احوالهم فقال له شنباوي: نحن بخير والحمد لله ولكننا طمعانين في كرمك وانك تأجر لكل واحد فينا شقة في عمارتك الفي كافوري وحندفع البتقول عليه!! فصمت تامر لفترة ثم قال بهدوء: لكن عمارتي الفي كافوري يا دوب ختينا اساسا ولسه ما بنيت فيها شقة واحدة! فقال شنباوي: نحن ما مستعجلين حننتظرك حتى تخلص من البنا!! فرد تامر بهدوء: المشكلة إني ما عندي سيولة حسع عشان اواصل البنا .. قروشي كلها في بضائع جاية من اوروبا وباقي العندي خاتيهو للجمارك والنقل من بورتسودان وكان مصرين لازم تبنو الشقق بنفسكم.. فقال شنباوي بدهشة: ولكن نحن ما عندنا خبرة في البناء وانت كنت حتعمل شنو لو ما جيناك!! فرد تامر: كنت حا اوقف البنا لما تجيني سيولة كافية وبعدين ابنى!! فقال حاج خضر بحماس: خلاص نحن حنبني بس انت جيب ليك مهندس ونحن الخرسانة والمونة حنشيلها على اكتافنا حتى تكتمل الشقق!!. فرد تامر بفرح: خلاص ما عندي مانع كل واحد فيكم يبنى شقتو براهو وانا حا اجيب ليكم المهندس المعماري ورئيس العمال الاسطى المساعد للمهندس!! فشعر شنباوي بعظم المسؤولية الملقاة على عاتق الجميع فسألهم: بصراحة يا جماعة انتو قدر العمل دا .. وبتقدروا على شغل المونة والاسمنت .. دا شغل تقيل جداً! فصاح الجميع بحماس: ايوا بنقدر وجاهزين دا حلم المستقبل! فرد تامر بهدوء: خلاص على بركة الله بكرة إن شاء الله حنبدأ العمل! وخرج الجميع من عند تامر والسعادة تغمرهم فقال حاج خضر بحماس: والله جاء اليوم النبقى فيهو من اصحاب الشقق فقال شنباوي بحزم: ما تنسوا انو حتشتغلوا عمال مباني لسنة أو أكثر ويا ترى بتقدروا تتحملوا في السنة دي! فرد الجميع: بنقدر ونص وخمسة.. فسمع ود الفكي ما جرى فصاح بأعلى صوته: يا ناس الحلة هووووي الجماعة مشو لتامر ابراهيم عشان يديهم شقق قام شغلهم عمال مباني! فقالت حاجة كلتوم: سجم خشمي وأنا البقدرني على حمل قدح المونى شنو... يوميات ساخرة - الوطن [email protected]
