قد تقف أمام أحدهم في حاجة ولا تجد منه الاستجابة الكافية ... لا تذهب بعيداً عزيزي القارئ في تفسير هذه الحاجة فهي هنا اجراء أو خدمة أو مصلحة تبتغيها من مصلحة أو مؤسسة عامة أو خاصة ربما تدفع عليها «شئ وشويات» بعد أن تورد للخزانة ولكن يبقى الإجراء في إطار التسويف والجرجرة وان حاولت ان تجد المبررات ربما كانت الردود على ذلك ما يضحك ويبكي.. وبعض مقدمي الخدمات في مصالح بعينها لا يكلف حاله مجرد الاجتهاد لقضاء حاجة الطالب وكلمة تعال (بكرة) هي الاقرب لنطقة ولو تريث مرة وسأل نفسه لماذا بكرة وليس الآن لاكتشف أنه يتذرع بلاشيء سوي الكسل اللحظي أو إيمانه بضرورة المطاولة غير المجدية، ولو ان التعميم لهذا النموذج في الطرق والتناول يضر بالبعض الملتزم المجتهد الساعي على خدمة الآخرين.. فنموذج أولئك يؤطر لخلل كبير موجود في مواقع كثيرة.. فقليل من المسؤولية والمهمة تلغي وجوده بالمرة من خارطة التعاطي العام. الغاء وظائف! كثير من المسؤولين يصرون على الغاء مهام وظائفهم والتعدي على مهام الوظائف الأدنى من باب (ابداء الاهتمام مثالاً حال وجدوا نقداً على ضبطهم لمؤسستهم أو من باب الكبكبة ان مارسوا هذه الجريمة لصار مسؤول آخر أكبر منهم مهاماً ووظائفاً.. ذلك ان تعلم ان بعض مسؤولينا الكبار يصبحون احياناً في مقام خفراء البوابات أو سائقي العربات أو حتى فني مكبرات الصوت وهنا يحضرني تذكر ذلك المسؤول الكبير «الكبير الله» قام راجفاً متكبكباً عندما لم يعمل مكبر الصوت في حضرة الوزير.. فهل أبواب التطوع هذه التي يمارسونها يدرون ما مدى تأثيرها في احترام الآخرين للمؤسسة أو الجهة التي يمثلونها «عفاهم الله».. بل الأدهى أن تجد المسؤول الكبير أبوبدلة وكرفته وآخر الشياكة يقوم بمهام بعض مقدمي الشربات والحلوى، وربما قام بالرد على تلفونات الآخر ومثل دور السكرتيرة أو تطوع بأكثر من ذلك( فيا هؤلاء لا تقللوا من حدود دوركم في شكليات احياناً تضر أكثر مما تنفع بل حتى «بطلوا الكبكبة أمام الأجانب» فقد تأخذ بعض المسؤولين الهاشمية المعروفة في حضرة الأجانب والخواجات فيعبرون بهم وهم لا يمثلون كياناً ذي بال إلى لقاء أعلى مستويات قيادية وسط تلك المؤسسات فربما اقتطع هؤلاء وقتاً غالياً من أوقات مسؤول رفيع للقاء «خواجة أو أجنبي» لا يرقى في موضعه للقاء صاحب كنتين أو قل عند الذهاب لبلاد هؤلاء لاتتاح فرصة مماثلة.. هي ليست دعوة للتعالي ولكن هي دعوة لحفظ المقامات والمؤسسات.. على أمثال هذه التصرفات ضاعت الكثير من الهيبة التي اضحت مكاناً ومحلاً للبحث، ومحاولات الفرض والعودة.. (صديقة) حدثتني عن طيب خاطر وهي نادمةوهي تشغل موقع مسؤولية كبيرة انها كانت تعامل بعض صغار موظفيها بلطف زائد فاستغل هؤلاء رقة الجانب وادخلوها في امتحانات كثيرة سببها كسر حاجز حدود التدرج والمكانة فصاروا لا يسمعون لها أمر أو واجباً باعتبارها «زولة طيبانة خالص».. فهل من حفظ المقامات والسطوة من أجل تثوير المهام خاصة ان الكثيرين من العامة انطباعيون ويخلطون ما بين الشخصي وما هو واجب و فرض عملي.. عموماً مازال هناك امكان لحفظ المقامات بحفظ كل واحد من الافراد لحدود واجبه ومهامه دون النفوذ إلى حدود الآخر... ولان الفهم الشائع ان الطيبين والمتسامحين في العمل يدخلون في أبواب الاستسهال فان المطلوب التمسك بحق فرض هيبة المواقع الوظيفية ولو من باب الالتزام بتنفيذ المهام. آخرالكلام:- سألوا (عبدو) الموظف الذي يفتي في شأن المؤسسة في كل صغيرة وكبيرة وهو مازال في الدرجة الثامنة «من اين تستمد هذه القوة لتجبر أصحاب الخبرة في المؤسسة الذين عملوا بها بعمره؟» فقال لهم المدير ومدير المدير كلهم هنا وأشار إلى جيبه... وصمت الكل عن الكلام المباح.. مع محبتي للجميع.. سياج - آخر لحظة [email protected]