أستاذي الجليل بروفسير البوني آمل أن ترتقي محاولتي الى قامة عمودكم فأنا لست بكاتب ولم أحاولها من قبل ولكن الكارثة نزعت عني الخوف من فشل المحاولة. قد أسميها مصيبة وما أكثر المصائب في زماننا هذا ولقد اخترت كلمة مصيبة بديلا عن كارثة لأن المصيبة ليس أن يقع عليك بلاء ولكن المصيبة أن تتعامل مع البلاء ببلاء أكبر. الموضوع سادتي خطير يحتاج الى انتباهة الجميع فهو يحيق بي وبك وبأهلنا جميعا. في برنامج حالة استفهام الذي تبثه قناة النيل الأزرق تقديم الأستاذة نسرين النمر استضيف نفر من أبناء كرقس ومهتمين لمناقشة تفشي مرض الكبد الوبائي في المنطقة وبدءا نشكر القناة على شجاعتها وبثها للحلقة رغم المحاولات المستميتة لإيقافها، القناة تقف مع مأساتنا بعد أن تركنا أبناؤنا وحكوماتنا الكبيرة والصغيرة ومن قدمناهم في مجالسنا التشريعية والبرلمانية لم يسألوا عنا ولو بالهاتف! لكن معليش الاتصال الهاتفي مكلف والدولة حالتها لاتسمح! هذا حال نوابنا ومن قدمناههم فماذا كنا نتوقع من السيد ممثل وزارة الصحة الاتحادية في الحلقة سالفة الذكر – وياليته لم يحضر حتى لا يقلب فينا المواجع ويفتق جروحنا. السيد ممثل الوزارة قال بالحرف الواحد إن الناس استعجلت في المسح والتقرير. قال استعجلتو قال! هل كان يجب أن نصبر حتى تصاب القرية بأكملها؟ وحسب نتائج الفحص فإن هناك 122 حالة مصابة من 1800 حالة فحص أجريت والذين لم يفحصوا أكثر وعلى حسب إفادة المدير الطبي المقيم فإن كرقس لموقعها وحراك أهلها تعتبر أقل المناطق إصابة بالمرض وممثل الوزارة يقول إن التقرير به استعجال لا حول ولا قوة إلا بالله. كرقس سادتي وهي سرة الرباطاب وبها المستشفى الريفي الوحيد بطول المنطقة الغربية وتعدادها حوالي عشرة آلاف نسمة بقراها الثلاث فكلمة وبائي تعني أن المرض معدي استعجلنا مش كدة؟! ماذا تعني وزارة الصحة فهمناها لمكافحة الامراض ولكن يا لجهلنا ( اتاريها ) متخصصة لتعليمنا المنهجية وما أدراك ما المنهجية وكتابة التقارير ( هسه في زول جاب سيرة التقرير) نحن ياحضرة الاخ ممثل الوزارة ما عايزين تقارير فقط مطالبنا متواضعة ولا يضحك فينا أهل البنادر. نحتاج لجهاز كشف للمرض وجهاز موجات صوتية وثلاجة تعمل بالطاقة الشمسية - وتسمية الشمسية لأن سد مروي بعيد جدا منا وكهربته ( تلبت ) من فوقنا. وذلك لتقليل تكلفة العلاج وكان يمكن للاثنين في المائة نصيبنا من الذهب أن تعالج هؤلاء المرضى ولكن برضو استعجلنا. الآن القرية وقرى أخرى كثيرة تمتهن دفن الموتى والمرض مخيف ورب عامل بسيط أطفاله الست مصابون بالمرض وإن كان هناك حالة نشطة تحتاج لخمسة وثلاثين مليونا بالقديم – ما نحن أصلا دقة قديمة_فمن أين له غير أن ينتظر صاحب الوديعة ليأخذ وديعته مجرد توفير شرائح فحص وتطعيم يثقل كاهل الوزارة الولائية معليش الاستثمار أهم من الإنسان نسكت على المرض خوفا من أن يطفش راس المال وبرضو استعجلنا. ابن المنطقة المزارع خضر الملاوي من البوني هذه الرسالة وصلتني امس مساء وقد أوقفت لها مقالا والصحيفة في طريقها للمطبعة عن ارتفاع أسعار السماد وجشع تجار المدخلات الزراعية فاستعجلت نشرها حتى لا يلقاها أهلنا في كرقس وماجاورها من الحكومتين البعيدة والقريبة ومن الصحافة كذلك وهي أمامكم كما كتبها صاحبها ولم أتدخل ولو بإضافة شولة لأن خضر لم يترك زيادة لمستزيد ولا تعليق لدينا إلا أن نقول لا حول ولا قوة إلا بالله. حاطب ليل - أ.د.عبد اللطيف البوني صحيفة السوداني [email protected]