شاءت إرادة الله أن أكون خارج البلاد وألا أشارك الأخوة السعوديين في الخرطوم احتفالاتهم بذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية السعيدة بأرضها الطاهرة وحكامها الذين يضعون خشية الله أمام أعينهم وشعبها الخلوق الذي حمل الكثير من صفات الأرض المباركة وتخلق بخلق الأكرمين وتحلى بقيم الدين الفاضلة. غبت عن الحدث لكنه لم يغب عني لذلك رأيت أن أكتب عن المملكة العربية الشقيقة محييا قيادتها الرشيدة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ونائبه الثاني صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود وأعضاء الأسرة الكريمة المالكة وحكومة خادم الحرمين الشريفين وكل الشعب العربي السعودي في ذكرى توحيد المملكة العربية السعودية ويومها الوطني الثالث والثمانين في عمرها المديد بإذن الله . سجل التاريخ الانساني ملحمة بطولية رائعة قادها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه وحقق من خلالها توحيد وتأسيس المملكة العربية السعودية في اليوم الثالث والعشرين من سبتمبر عام 1932م الذي كان يصادف العام الهجري 1351 بعد اثنين وثلاثين عاماً من استرداده لمدينة (الرياض) عاصمة ملك اجداده وآبائه في الخمس عشر من يناير عام 1902م واختار الملك عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه يوم الخميس الحادي والعشرين من شهر جمادى الأولى عام 1351 هجرية الموافق لليوم الثالث والعشرين من سبتمبر عام 1932 يوما لاعلان قيام المملكة العربية السعودية. الآن مرت ثلاثة وثمانون عاماً حفلت بالعطاء والبذل والانجاز واعتمد الملك المؤسس الراحل طيب الله ثراه ومن بعده أبناؤه الملوك اعتمدوا شعار (العدل أساس الملك) قاعدة لحكمهم وقد واصل الأبناء ما بدأه الأب الكريم واعتمدوا الحداثة والتطوير المستمر في بلادهم حتى أضحت واحدة من الدول التي يشار اليها بالبنان في العالم اليوم وتمتعت بأكبر قدر من الاستقرار والأمان وجسدت المملكة الفتية مسيرة البناء والرخاء التي لم تنقطع أبداً وتواصلت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ونائبه وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبد العزيز. حافظت المملكة العربية السعودية على أسس نظام وهياكل الحكم فطورتها ولم تغيرها وعملت على تطوير علاقتها بمن هم حولها وكان السودان واحداً من الدول المجاورة للمملكة العربية السعودية لا يفصل بينهما الا البحر الأحمر فتداخل الناس وتبادلوا المنافع وأصبحت المملكة العربية السعودية سوقاً مفتوحاً للعمل بالنسبة للسودانيين الذين وجدوا الأفضلية في القبول لدى أشقائهم السعوديين ونجحت حكومتا البلدين على مر العهود السياسية المختلفة في التواصل والتفاعل والعمل من أجل مصلحة الشعبين الشقيقين. وقبل كل شئ تظل المملكة العربية السعودية أرضا للحرمين الشريفين قبلة ومهوى أفئدة المسلمين في السودان وكل العالم. التحية والاحترام والتقدير للمملكة العربية السعودية في يومها الوطني وعيد ربيعه الدائم بإذن الله والتهنئة للقيادة السعودية الرشيدة والشعب العربي السعودي الكريم ولسفير خادم الحرمين الشريفين بالخرطوم سعادة السيد فيصل بن حامد معلا ولأعضاء البعثة الدبلوماسية السعودية ولكل أبناء الجالية السعودية الشقيقة في هذا اليوم العظيم. بعد ومسافة - آخر لحظة [email protected]