@ عندما طرق أذنى الخبر الموجع عادت بى الذاكرة الى اليوم الذى زرت فيه النصب التذكارى الذى وضعه الزعيم الأفريقى نيلسون مانديلا تخليداً لذكرى هيكتور باترسون,الطفل الجنوب أفريقى الذى فقد حياته بنيران قوات نظام الفصل العنصرى فى حى سويتو بمدينة جوهانيسبيرج. @ وقفنا أمام النصب التذكارى المهيب مطرقين,وتأملنا الصورة المعبرة لشقيقة هيكتور باترسون وهى تحمل شقيقها المضرج بالدماء باكية العينين ساعية الى أنقاذه من المصير المحتوم بلاجدوى. @ حمل النصب التذكارى عبارة مؤثرة(تخليداً لذكرى هيكتور باترسون وكل الأبطال الذين ناضلوا وجادوا بحياتهم فداءً للحرية والسلام والديمقراطية). @ سقط باترسون فى السادس عشر من شهر يونيو1976 ودشن مانديلا نصبه التذكارى فىاليوم نفسه عام 1992,فصار مزاراً للسياح, كحال بيت مانديلا نفسه والذى يقع على بعد شارعين من موقص النصب وقد حوله ثوار جنوب الإريقيا أيضا الى مزارومتحف يؤمه الآلاف كل يوم,ويتحلق حوله السياح صباح مساء. @ (هنا عاش مانديلا وهناك كان يختبئ من مطاردة العنصريين),عبارة مؤثرة قالها لنا الدليل السياحى الذى وقف امام المنزل ذى المدخل المغطى بالزجاج , فى الحى الفقير الذى شهد مسيرات الرقص الدامية للجنوب أفريقيين أثناء نضالهم ضد العنصريين..بأهازيجهم الشهيرة, وقد أثبتوا بها صحة المقولة الخالدة(وللحرية الحمراء باب بكل يدٍ مضرجةٍ يدق). @ يوم أمس الأول أغمض الزعيم الخالد الذى صنع التاريخ وغير العالم عينيه ورحل بهدوء لا يشبه حياته الصاخبة وتضحياته الكبيرة وسيرته العطرة. @ مات مانديلا,عن عمر ناهز الهمسة وتسعين عاماً قضى منها 27 عاماً فى سجون مظلمة وقاسية من دون ان تلين له قناة بحثاً عن الديمقراطية وسعياً الى الحرية وحرباً على نظام الفصل العنصرى فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى. @ مانديلا اول رئيس أسود لجنوب أفريقيا وحاز على جائزة نوبل للسلام, ولد فى 18يوليو1918,بترانسكى وتخرج من جامعة جنوب افريقيا ونال درجة بكالوريوس فى الحقوق عام 1942 وأنضم الى المجلس الأفريقى القومى الذى يدعو للدفاع عن حقوق الأغلبية السوداء فى عام1944 وأصبح رئيساً له عام 1951. @ فى عام 1961 بدأ مانديلا تنظيم الكفاح المسلح ضد سياسات التمييز العنصرى,وفى العام التالى القى القبض عليه وحكم بالسجن لمدة 5سنوات وفى عام 1964 حكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة التخريب وبعد 27 عام من السجن,أفرج عن مانديلا فى 20فبراير1990 وفى العام 1993 حاو على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع فريدريك دكلارك وفى 29أبريل1994 أنتخب رئيساً لجنوب أفريقيا وفى العام 1999 أعلن تقاعده بعد فترة رئاسية واحدة,وفى العام نفسه اسس مانديلا مؤسسة نيلسون مانديلا الخيرية. @ رحل مانديلا فأمر الرئيس الأمريكى باراك اوباما بتنكيس الأعلام حداداً عليه,وقال ان العالم خسر أحد أكثر الناس شجاعة ومصداقية ونقاءاً,أما الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون فقد وصف مانديلا ببطل الكرامة الأنسانية والحرية,وقال ان التاريخ سيذكر مانديلا كبطل من اجل الكرامة الأنسانية والحرية والسلام والمصالحة,كما صرح رئيس الوزراء الريطانى ديفيد كاميرون بأن(نوراً كبيراً قد خبا) وقال على حسابه ان مانديلا كان بطل عصرنا وتابع قائلاً:طلبت تنكيس العلم أمام مقر رئاسة الحكومة,بينما وصف الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند مانديلا بالمقاوم الأستثنائى والمقاتل الرائع. @ بكى العالم كله مانديلا الذى خدم شعبه وفداه بعمره ونجح فى ان يجلب له الحرية والعدالة والديمقراطية وقضى على العنصرية الى الأبد,وأصبح رمزاً للنضال فى كل مكان. @ حتى الرياضة كان لها نصيب عند الزعيم الخالد,حيث لعب دوراً رئيسياً فى حصول بلاده على شرف تنظيم كاس العالم 2010,وكان مانديلا السلاح السرى الذى أستخدمته حملة جنوب افريقيا الرامية لكسب أستضافة المونديال قبل أجتماع اللجنة التنفيذية للفيفا الذى تم فيه التصويت لتحديد هوية الدولة المستضيفة. @ تخليداً لذكرى القائد الأسطورى أطلق الأتحاد الأفريقى لكرة القدم أسم مانديلا على بطولة كاس الكؤوس الأفريقية فحاز عليها المريخ فى العام 1989 ليقترن أسم العملاق السودانى بأسم مانديلا ويصبح لقباً له(مريخ مانديلا) لذلك اتى حزن المريخاب على رحيل مانديلا مضاعفاً. @ فى الخامس عشر من ديسمبر الحالى سيتم دفن جثمان مانديلا بحضور قادة العالم ورموزه فى مقابر أجداده بقرية كونو فى اقليم الكاب الشرقى,وستستمر مراسم التأبين أسبوعاً وتتضمن أقامة قداس فى الهواء الطلق فى العاشر من الشهر الجارى فى ملعب سزكر سيتى بجوهانيسبيرج الذى شهد مباراة نهائى كأس العالم للعام 2010 وسيسجى جثمان مانديلا فى يونيون بيلدينغز مقر الرئاسة فى بريتوريا من 11 الى 13 من ديسمبر. @ رحل مانديلا وبكاه أحرار العالم كله بعد ان انفق عمره فى السعى الى تثبيت اركان الحرية وتخليص شعبه من ويلات نظام الفصل العنصرى فخلد نفسه فى سفر التاريخ,وأستحق دموع الملايين من كل انحاء العالم . آخر الحقائق @ تردد بالأمس ان المريخ تلقى تهنئة حارة من السويسرى جوزيف سيب بلاتر رئيس الفيفا شخصياً. @ تهنئة تاريخية لثلاثية تاريخية نتمنى ان تقترن بنجاح لقاء الزعيم مع بايرن ميونخ الألمانى فى قطر ليدخل بها المريخ التاريخ من اكبر الأبواب. @ عاد المريخ للتفكير فى أبقاء كلتشى ونخشى ان يكون ذلك قد حدث بعد فوات الأوان. @ حسب علمى وقع كليتشى عقداً مع نادى تيروساسانا التايلاندى الشهير. @ الأباتشى مجنس وعودته ستمنح المريخ فرصة للأستفادة من اجنبى جديد. @ نتمنى ان تكتمل صفقة تراورى ونعتقد ان المريخ بحاجة الى لاعب وسط أجنبى يجيد اللعب بالقدم اليسرى. @ جادت قريحة صناجة المريخ وسلطان عاشقيه الأستاذ الجليل الزبير عوض الكريم بقصيدة جديدة وبديعة تشبه شعر العاشق الذى افنى العمر فى وصف محاسن المريخ. @ عشرات بل مئات القصائد الجميلة نظمها الزبير فى حضرة الكوكب الأحمر ولم تجد من يكرمها ويخلدها بطباعة ديوان يضم كل أهازيج سلطان العاشقين فى الزعيم. @ أقدم الدعوة للزبير وأعلن تكفلى بطياعة الديوان تكريماً لصاحبه الشاعر المجيد الصحافى المتمكن والعاشق الولهان والأديب الأريب. @ أمس أستقبل بريدى آخر قصائد الزبير بعنوان(الأخوان خريجون تنظيماً وفكراً) وحوت مايلىهم هكذا..لوفاحت الأزهار بالمريخ..وأنتشر الشذى..أستشعروا فيه الأهانة..والمذلة والأذى..أتراها كرهاً ام ترى الأنكار رمزاً اوقذى..لايستوى الأبداع أبداً والتمنى فى أذا..قل حبذا..أذا غدا التمكين حلا..والأدارة منقذاً..لاضير فالمضطر لايقبل التغيير..أرجاء وعذراً صاق ذرعاً بامتداح الماضى..تعظيماً وفخرا..ضاق صبراً..وأنتشار العسر يزداد مع الأيام عسرا..هم رموا المريخ بالنهج الذى أبتعوه سراً..شككوا فى طهر الأموال زين الطهر طهرا..ثم عادوا وأفاقوا اليوم بالأعلان جهرا..عن دعومات تفوق العد حصرا..كلما قست المصائب عاد وعى الناس قسرا..ليس عيباً لا ولا أثما ووزرا..أنسياب المال فى الضراء أنقاذاً وسترا..طالما القادة خريجين تنظيماً وفكرا..حق للناس التباهى وأمتداح الوضع شعرا..وارتفاع الصوت تكبيراً وترحيباً وأجرا). @ يحسب للحضرى قوله انه لن يقبل اللعب فى السودان ألا للمريخ. @ أطنب لاعبو المريخ فى الأشادة بالألمانى كروجر وطالبو بأستمراره معهم. @ نطالب مجلس المريخ أن يجدد عقده ثلاثة سنوات على اقل تقدير. @ بقاء كروجر يعنى تجدد حلم الزعيم فى الظفر ببطولة قارية. @ كل انجازات المريخ القارية مرتبطة بالماكينة الألمانية. @ فى عهد رودر فاز المريخ ببطولة مانديلا. @ وفى عهد اوتوفيستر حصل على فضية الكونفدرالية. @ امبراطور ية(ار) الألمانية ينبغى ان تجد الدعم اللازم من مجلس الزعيم. @ بقاء كروجر وتنظيم معسكر أعداد نموذجى يعنى تميز الزعيم فى البطولات الأفريقية والمحلية. @ بيان الجوع الجديد..بتوقيع سنكارا وبمبا. @ آخر خبر: بلاتر هنأ الزعيم قبل ان يبت فى شكاوى اجانب الوصيف. مزمل ابو القاسم - كبد الحقيقة صحيفة الصدى