ومجموعة العدل والمساواة تتجه الآن إلى ليبيا للقتال مع «حفتر» ضد الإسلاميين. والسيسي يدعم حفتر لأنه ضد الإسلاميين. وإيران تدعم حفتر للسبب ذاته. وشخصية خليجية «إسلامية» كما تقول.. وتقود حرباً ضد الإسلاميين ما بين الخليج وحتى غرب إفريقيا تهبط كسلا الأسبوع الماضي. ومثير أن اللقاء في كسلا يستأنف المشروع الذي يقيمه القذافي عام 2009م. وقبيلة معينة تمتد فروعها إلى دول عديدة يلتقي قادتها في خيمة القذافي وفرع السودان هو الأضخم. وحنجرة الخليجي هي الأعلى. وتحت الخيمة يمسك الناس بالأقلام للتوقيع على (وثيقة عمل). ووثيقة العمل يوجزها القذافي وهو يقول لهم في سخط : قلت لكم ت (.....) لنا السعودية لكنكم لم تفعلوا. .. والسيد (أ.ح) كان هو من يوقع عن فرع القبيلة في الكويت. والسيد (ع) يوقع عن فرع القبيلة في السودان والسيد (ص) يوقع عن (أصهار) القذافي في ليبيا. والقذافي يكرر مثلها عن السودان. (2) ولقاء كسلا الأسبوع الماضي يوجز الأحداث وفيها أن أحد أقرباء القذافي يخرج من ليبيا بعد مقتل القذافي بقافلة ضخمة من العربات تحمل الأموال والذهب. والنيجر تأتيها الغنيمة باردة ولهذا ترفض تسليم قريب القذافي هذا أولاً ثم تقوم بتسليمه بعد انتهاء الوليمة. لكن أموال الرجل يبقى منها ما يدعم قوات القذافي التي تقاتل الآن هناك. والسوق هناك يجمع حفتر والسيسي وإيران ومجموعة القذافي معاً. وإيران عينها على الوليمة انطلاقاً من ليبيا وعينها على السودان. (3) والخليجي الذي يهبط كسلا سراً الأسبوع الماضي يشرع في العمل. وقيادات قبلية كانت تتبادل عداء مريراً يجعلها تحتضن بعضها. ومثير أن الاحتضان يكشف عن سواعد بعضهم وعليها ساعات فخيمة كانت هي هدايا القذافي يوم لقاء الخيمة. (4) الأحداث في كل مكان تضج ومن يغيب عن الأحداث هو السودان السودان مشغول بشيء آخر. (والشيء الآخر) هذا الذي يشغل السودان مصمم بدقة، بحيث يجذب العيون بعيداً عما يجري. النزاع (بين كل الجهات) يصمم الآن بحيث يصبح النزاع السياسي هو ما يملأ العيون والآذان. بعدها العيون والآذان لا تسمع ولا ترى الحريق الحقيقي. الحريق الاقتصادي والفقر والمسغبة. وساخر من المراقبين نسأله عن الصراع هذا يقول الفرزدق سألوه عن الشعر والشعراء فقال : الشعر كان جملاً من الجمال.. ذبح .. وامرء القيس أخذ سنامه وكبده. وأنا أخذت لحمه وطبخته وأكلته وفي المساء خرجت إلى الخلاء. فالشعراء يقتتلون الآن حول ما خرجت به من الشعر. الآن التمرد والأحزاب وجهات من الإنقاذ كلهم ما يقتتلون حوله صلته بالعمل السياسي ليست أكثر من صلة ما أخرجه الفرزدق بالشعر. (الخطر الآن ليس شيئاً يأتي من الخارج). صحيفة الإنتباهة