*من أمتع القصص القصيرة التي اطلعت عليها في شبابي الأدبي ولا تزال تشدني إلى الآن.. *قصة (الرجل الذي مات من الدهشة) للمبدع مختار عجوبة، وقد نشرت في السبعينيات من القرن الماضي بمجلة (الخرطوم). *وعنوانها هو الذي أثارني. *فما أكثر الرجال والنساء أيضاً الذين سوف يموتون أيضاً من (الدهشة).. لماذا؟ * إن ما جرى يجري من حروب قبائل بدارفور وكردفان. *تستوجب أن نقول عن ضحايا تلك النزاعات القبلية. *إنها مأساة إنسانية تفوق ما يحدث في جميع الدول العربية. *هل نستطيع حصر ضحايا حروب القبائل تلك؟ *ما بين الحمر والمعاليا.. وما بين الرزيقات والمعاليا.. وما بين السلامات والمسيرية.. وما بين البني حسين والرزيقات.. وما بين بطني المسيرية أولاد عمران والزيود؟ *في فترة قصيرة جداً لا تتجاوز العامين وحسب ما أورده الكاتب بابكر فيصل بابكر في مقال له بالغراء (السوداني).. *ما يقارب 4000 شخص ضحية، هذا سوى أعداد مهولة أخرى من الجرحى. *وكم عدد الضحايا في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق في العامين المنصرمين فقط؟ *أين حراك الحكومة والرأي العام تجاه ضحايا حرب القبائل في كردفان ودارفور؟ *لماذا غض الطرف واللامبالاة؟! *هل خرجت أي تظاهرات منددة بمأساة صراع القبائل لدينا؟ *هل نعيش انفصاماً في مواجهة مآسينا؟ *ألا تهلع القلوب وتنخلع من مصائب حروب القبائل تلك؟ *ألا تنقطع القلوب لدينا تفجعاً وتوجعاً على ضحايا تلك الحروب؟ *كيف يكون الوطني غيوراً على وطنه؟! *إننا نموت (دهشة) ممن يفتقد الغيرة على ضحايا وطنه!! صورة وسهم - صحيفة اليوم التالي