* إذا لم يكن زمننا يبدأ إلا في وهمنا الشخصي فنحن إذاً، ننتظر السراب لأن النهاية التي تنفي وقوع البداية تنفي بدورها كل شيء بعدها وبالتبعية تنفي كل إرادة ورغبة لدينا في وقوع ما سوف يقع.. وذلك قمة الفشل ومنتهى الإحباط.. فحياتنا نسج من كم هائل من الخيوط.. تتشابك وتتداخل بكل تفاصيلها.. نحن من نصنعها ونلونها لنشكل منها لوحة فنية تتفاوت درجاتها الجمالية طبقا لأذواقنا النفسية.. * ففي جوف ليل أبكم وقلب نابض بالهوى.. تهيج المشاعر وتحلق الأطياف حول نيران الحب.. وتطير كلما استمعت إلى قصيدة جميلة أو موسيقى معبرة أو صوت بلبل خلاب أو حديث يلقى في النفس الهوى.. أما (أنا) فتطير روحي أكثر عندما تشرق شمس الحياة الصاخبة.. حين أشعر بأنني أفرحت الناس.. فرحي من فرح الآخرين.. وأطير أكثر وأكثر ولا أكاد أعود للوقوف على قدمي حين يأتيني هاجس يخبرني بأنك إلى جانبي.. هذا الهاجس يزرع خيالك في طريقي وفي صدري وأعصابي ويجعل مني ريشة.. عصفورا.. نسمة وملاكاً يخترق السماء.. وأحلق عالياً حين أغمض عيني على خيالك وأفتحهما عليه.. خيالك الذي ألهب الروح ودوخ الكلمات.. خيالك الذي أصبح يعرف كل نقاط ضعفي.. وقوتي.. يعرف أن أكثر أوقات ضعفي حين أصحو من النوم وحين أستلقي بين أوراقي وحين أكون خدرة تغالبني الرغبة في الكتابة وتطرحني الكلمات وأصبح طوع أمرها.. في تلك الحالات أكون ضعيفة فيتجلى خيالك أمامي في أجمل حالاتة ويظهر جليا في تفاصيل خيوطه.. أنا أطير الآن وانا أكتب عنك.. أطير ممتلئة بالفرحة والغبطة والراحة بك.. أنا الآن أتلمس أيامي الماضية.. أتلمس المنقضي من الحب القديم المُعتق.. فليس للحب المعتق ثمن.. إن حبي يضرب في العصور السحيقة.. فتحيا الأرواح وتنهض من رقادها لتبارك لي ما أحمل بين ضلوعي.. حبي يكمن في تفاصيل ماض ولّى ورحل وحاضر قادم بقوة, إن المنقضي من ايامي تأسس على آت أجمل.. وحلم أطول وإشراقة تبرق في عينيْ.. هل انقضى من عمري شيء؟ وهل تنقضي أعمار العشاق المنتظرين على رصيف الحلم والمحلقين في سماء الرجاء والحاضنين مخدة الخيال؟ بالطبع لا.. لم ينقض.. فحبي يغمرني.. ويرفع أسهمي في بورصة الإحساس بالحب. ويسعدني أنني أفرح الناس وأخلق لهم تغيراً مختلفاً.. ويسعدني أن أصبحت زاويتي صفحة ينتظرها الكثيرون.. زاويتي التي أطلقت العنان فيها لقلمي ليكتب بدم الشريان وبروح العاطفة على جدار القلب.. بتفاصيل الحب.. هذه الزاوية جعلت حصيلتي من القراء يتوزعون ما بين الخامسة عشرة وإلى ما فوق الخمسين.. لا حدود فيها للأعمار.. الكل يتمنى ويحلم ويتعايش بالحاضر ويتذكر الماضي الحزين.. والبعض يغمض عينيه ويهرب إلى الخيال ويتمنى لو عادت الأيام إلى الوراء.. لم يمض شيء؛ فالعشاق لا ينقضون.. والحب يوقف الزمن عند لحظة بدء الشرارة الأولى.. قلوب العشاق لا تكبر أبدا ولا تشيخ.. بل تقهر الزمن وتظل عامرة بالربيع تقف شاهدة على جبروت الحب وسطوته وعنفوانه.. **لدي إحساس بأنه لم ينقص من عمري شيء.. سوى أنه زاد اخضراراً وازداد حيوية وانطلاقا.. أما الآتي فهو المؤمل وهو استمرار للعهد.. سأكتب أكثر وسأسكن بأعماق الأحرف وسوف أزرع كلمات الحب داخل ثنايا الروح حتى تخضر دواخلنا وسوف يكون خيالي مفتاح القلب والسكن.. وسيكون خيالي ايضا اكتشافا للكون.. وبوصلة للروح برغم طول المسافات.. وبرغم غربة الأمنيات.. فما زال كثيرون.. يعشقون ويمنون قلوبهم بأطياف نيران حبهم.. ولا زال كثيرون يحلمون بيوم تتلاشى فيه مواجع الوجدان وغربة الأرواح ويحلمون بالصوت القادم من زمن البوح كي ينتشلهم من رماد الخيبة.. ويتلمسون الطريق إلى القلب.. ويتمردون على الحناجر وإن تعطلت لغة الكلام لديهم.. **قصاصة ** الحب قصة لا يمكن أن تحتويها لغة.. على الرغم من أن لغتي من لحم ودم وأعصاب.. (أرشيف الكاتبة) كلمات على جدار القلب - صحيفة اليوم التالي