بعض زملائنا الذين شاركوا الأخ الزميل الصادق الرزيقي حفل التكريم الذي أقامه له أعضاء المنتدى المعروف باسم (الفريق عبدالله صافي النور) القيادي بالحزب الحاكم،على شرف تولي الرزيقي عضو المنتدى قيادة اتحاد الصحافيين، نقل لنا هؤلاء الزملاء ما وصفوه بأطرف ما قيل بالمنتدى، وهي مقولة الكاتب الشهير اسحق فضل الله أنه لم يكره في حياته شيئا مثل كراهيته للشيطان والديمقراطية..وكراهية اسحق للشيطان ذكرتني بملاسنة كان محورها الشيطان جرت بين اثنين من قيادات المؤتمر الشعبي وقيادي بالمؤتمر الوطني، قبل ان يمتد بين الحزبين حبل الود والوصال على النحو المشهود الآن، ولكن قبل ذلك تذكرت حكاية أحد أشقاء اسحق وكان للمفارقة على النقيض منه في علاقته الموصولة بهذه العوالم السفلية وسنأتي على ذكرها في الختام.. عن سيرة الأبالسة والشياطين التي يكرهها اسحق، أذكر ذلك التلاسن الذي وقع بين كادرين من الكادرات القيادية بالمؤتمر الشعبي من جهة، وكادر قيادي بالمؤتمر الوطني من الجهة الأخرى، وذلك حين استل هذا الأخير لسانه وأطلق على اخوانه السابقين كلمات رصاصية مؤداها أن الشعبي مستعد للتعاون مع الشيطان من أجل إسقاط الحكومة، وكان رد الفعل الطبيعي من الآخرين أن يخرجوا ألسنتهم أيضاً ويطلقوا منها الصواريخ المضادة، حيث قال أحدهم ما معناه ان المؤتمر الوطني قد إحتكر كل الشياطين واستحوذ عليها تماماً ولم يترك لأحد شيطاناً ليتحالف أو يتعاون معه، ومضى الآخر على ذات النسق وقال مخاطباً كادر المؤتمر الوطني(إنت أمسك لينا الشيطان ونحنا مستعدين للتعامل معه وزاد نحنا لاقين شيطان) وقد صدق في هذه، فلم يعد في هذا البلد شيطان أو ابليس أو جن حقيقي من النوع الذي ورد ذكره في القرآن الكريم وكتب الفقه والتفسير، لم يعد هناك شيطان بهذا المعنى ليدعم ويناصر المؤتمر الوطني أو ليتحالف معه المؤتمر الشعبي، ولنا كدليل على ذلك، واقعة وقصة.. الواقعة التي تدلل على أنه لم يعد هناك شيطان أو جن على هذه الأرض ليساعد المؤتمر الوطني على حكم البلاد وتنميتها وتطويرها هو زهد صاحبها نفسه الذي ترك البلاد وهاجر، وصاحب نظرية الاستعانة بالجن لخدمة نظام الحكم لم يكن غير أخ اسحق الذي عنيناه، والذي يبدو أنه عندما عجز ويئس عن تحضير أو ايجاد أي جن ليؤدي هذا الدور غادر البلاد وهاجر وأظنه لم يدر أن الجن نفسه قد سبقه بالهجرة، كما تحكي قصة الطرفة التي تقول أن المردة والشياطين والأبالسة والجن قد شوهدت في مطار الخرطوم وهي تتزاحم بالمناكب للمغادرة خارج البلاد عن بكرة أبيها، وعندما سئلوا عن سبب مغادرتهم البلاد بلا عودة، تباروا في ذكر جملة من الأسباب والشواهد والمشاهد والمواقف والممارسات مما لا يمكن حصره سوى في عبارة جامعة، ملخصها أن البلد قد امتلأت بغيرهم من الشياطين والأبالسة والجن ولم يعد لهم ما يفعلونه فيها بعد هذا الحشد فآثروا السلامة والهجرة الى بلاد اخرى في حاجة الى خدماتهم، غير أن أطرف ما قيل كان لأحد الشياطين الشباب الذي قال تعبيراً عن ضيق الحال ان أحد الفقراء أعد لنفسه كسرة جافة معطونة في الماء وعندما همّ بالأكل سمّى الله فقلت له (ياخي أكل ساكت هو الجايي ياكل معاك منو).. بشفافية - صحيفة التغيير حيدر المكاشفي