فرقت قوات الشرطة المصرية، مساء اليوم السبت، مسيرة لمؤيدين للتيار الثالث، المعارض، والذين تظاهروا وسط العاصمة القاهرة ضد السلطات الحالية. جاء ذلك عقب تجمع المئات من المنتمين للتيار الثالث (الرافض لحكم المؤسسة العسكرية وجماعة الإخوان) بمصر، في أحد الشوارع الرئيسية بوسط القاهرة، وترديدهم هتافات مناهضة للسلطات الحالية، والتي كان أبرزها "يسقط يسقط حكم العسكر"، بحسب مراسل الأناضول. ووقعت اشتباكات بين قوات الأمن التي تصدت للمسيرة وهي في طريقها إلى ميدان التحرير وسط القاهرة، بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، الأمر الذي رد عليه المتظاهرون بإطلاق الألعاب النارية. وشهد شارع التحرير ومنطقة الدقي، المجاورة لميدان التحرير، حالة من الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الأمن، إلى أن نجحت قوات الأمن بالفعل في تفريق المسيرة. وهتف المتظاهرون قبل فض مسيرتهم، بإسقاط السلطات الحالية، والقصاص لقتلى فض اعتصامي رابعة العدوية (شرقي القاهرة) والنهضة (غرب العاصمة) المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي. وفي 14 أغسطس/ آب من العام الماضي فضت قوات من الجيش والشرطة بالقوة اعتصامين لأنصار مرسي في ميداني "رابعة العدوية" و"نهضة مصر" بالقاهرة الكبرى؛ ما أسفر عن سقوط 632 قتيلا منهم 8 شرطيين، بحسب "المجلس القومي لحقوق الإنسان" في مصر (حكومي)، في الوقت الذي قالت منظمات حقوقية محلية ودولية (غير رسمية) إن أعداد القتلى نحو الألف. وكان ما يطلق عليه "التيار الثالث"، دعا في بيان له الخميس الماضي، إلى التظاهر ضد السلطات الحالية، بميدان طلعت حرب القريب من ميدان التحرير، للمطالبة بإسقاطها، قبل أن تطوقه قوات الأمن اليوم، فأعلن التيار، في بيان لاحق، التظاهر في شارع التحرير. وطوقت أجهزة الأمن المصرية، عصر اليوم السبت، ميدان طلعت حرب، القريب من ميدان التحرير، وفرضت طوقا أمنيا مكثفا على مداخل ومخارج الميدان، ونشرت قوات وحواجز أمنية في شوارع بوسط العاصمة، تحسبا لمظاهرات احتجاجية دعا لها التيار الثالث في ميدان طلعت حرب. وتأتي تلك الدعوة في إطار إحياء ذكرى مقتل 6 أشخاص في فض الأمن لمسيرة نظمها أنصار التيار بميدان سفنكس بالمهندسين (غربي القاهرة) في 30 أغسطس/ آب 2013. وظهر التيار الثالث في مصر قبيل عزل مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، بنحو شهرين، عن طريق نشطاء مصريين رفعوا شعار "لا للفلول.. لا للعسكر.. لا للإخوان". ويقصد بالفلول أتباع النظام السابق الذي كان يتزعمه الرئيس الأسبق حسني مبارك، والذي أطاحت به احتجاجات شعبية في 11 فبراير/ شباط 2011، أما رفض العسكر فالمقصود به الإشارة إلى تولي شخصيات ذات خلفيات عسكرية حكم البلاد. ويضم التيار الثالث مجموعات وقوى شبابية عديدة كحركة "أحرار" وعدد من شباب حزب "مصر القوية" الذي يتزعمه عبد المنعم أبو الفتوح، كما يضم عددًا من شباب حزب "التيار المصري"، تحت التأسيس، المنشق معظم شبابه عن جماعة الإخوان، وشباب من حركة 6 أبريل.