تسببت إشاعة إصابة «ملكة البرامج الحوارية»، أوبرا وينفري، بورم سرطاني في المرحلة الرابعة ووفاتها في خلال 3 أشهر، بجدل كبير، وصدمة لمعجبيها من جميع أنحاء العالم الذين لم يهدؤا إلا بعد نفي الخبر والاطمئنان على صحتها، خاصة أنها معروفة بأعمالها الخيرية بعيدًا عن كونها أشهر مذيعة في العالم، وأقوى النساء نفوذًا على كوكب الأرض، طبقًا لعدة استفتاءات أجريت طوال الأعوام الماضية. 24. ولدت أوبرا وينفري، في 1954 وسط بعائلة فقيرة جداً، وعاشت وتربّت مع جدّها وجدتها في الميسيسيبي حتى أصبحت في السادسة من عمرها. تقول أوبرا: «في طفولتي كنت أملك حلما بأن أكون مشهورة وغنية، إلا أنني كنت أعي الظروف التي ولدت في ظلها، حيث تربيت في بيت جدتي الفقير التي تعلمت منها القراءة، وأهلتني كي أصبح على ما أنا عليه الآن» والدتها فارنيتا لي، ووالدها فرينون وينفري، لم يتزوّجا، ولم يعيشا قصة حبّ، بل التقيا مرة واحدة، وأقاما علاقة جنسيّة، ثمّ انفصلا، من دون أن يتعرّف الأخير إلى ابنته طوال حياته. بعد دخولها روضة الأطفال، رأت مدرسّة أوبرا أنها لا تُشبه باقي الأطفال، ولا تنتمي إلى بيئتهم، فطلبت من المدير نقلها إلى الصف الأوّل، لأنّ نسبة ذكائها تؤهلها لأن تكون في صف الروضة الأولى. كانت «وينفري» من أكبر المعجبات بالنجم العالمي مايكل جاكسون، وكانت تشجّع دائماً على حضور حفلاته الغنائية، رغم وضعها الماديّ السيئ. في مدرسة East Nashville High School، حصلت على لقب الطالبة الأكثر شعبية، نظراً لعلاقتها الجيّدة بجميع الأساتذة والتلاميذ والزملاء. في سنّ ال14، حملت أوبرا بطفلها الأوّل من علاقة غير شرعية، إلا أنّ مولودها توفي مباشرة بعد ولادته بساعات قليلة، وحُرمت بعدها من نعمة الأطفال. أدمنت أوبرا وينفري في سن ال15 تناول الحبوب المخدّرة والمهلوسة، وتطوّر بها الأمر إلى حدّ تعاطي الهيرويين والكوكايين. تعرضّت خلال مراهقتها للتحرش الجنسيّ والاغتصاب من أحد أقاربها. أرسلتها والدتها إلى مركز juvenile hall لإعادة تأهيل الأحداث، لأنّها فقدت السيطرة عليها وعلى تصرفاتها الخارجة عن الحدود. عانت وينفري طوال حياتها من زيادة وزنها، وشكّل لها هذا الأمر عقدة، لأنها لم تكن راضية عن شكلها بتاتاً. بداية حياة أوبرا العملية كانت في سن ال 17 حيث دخلت إلى الإذاعة. من بعدها انتقلت في سن ال19 للعمل في تليفزيون Nashville، وقيل حينها إنها أصغر مذيعة في تاريخ المحطة. رغم كل ما سبق تخرجّت من جامعة تينيسي وتفوقت على جميع زملائها، كما حازت على لقب Miss Black Tennessee. في عام 1981 أرسلت أوبرا أشرطة مسجلة من برنامجها إلى برنامج حواري في شيكاغو يدعى A.M. Chicago، وفي عام 1985 عُرض عليها تقديم البرنامج، وأول ما فعلته هو تغيير اسمه إلى The Oprah Winfrey Show، وكان بث الحلقة الأولى للبرنامج في 8 سبتمبر 1986. استهدف برنامج أوبرا المرأة وحقوقها في البداية، ولكن سرعان ما تنوّعت مواضيعه وأصبحت مثيرة للجدل وملمة بجميع الأجناس والطوائف والأعمار. في عام 1986، عاشت علاقة حبّ مع الكاتب ورجل الأعمال ستيدمان جراهام، ثمّ أعلنا خطوبتهما، واتفقا على الزواج في ال1992، إلا أنّ هذا الزواج لم يتمّ. خلال عملها في Baltimore، وقعت في غرام رجل متزوج، واستمرّت علاقتها به 4 سنوات، لكنّها رفضت الكشف عن هويته أو اسمه. استقطب برنامج وينفري الملايين من حول العالم، وحققت من خلاله ثروة كبيرة جعلت منها ثالث أغنى امرأة في العالم، وهي اليوم تملك طائرة خاصة. انتقال أوبرا من حياة الفقر والشقاء إلى حياة الشهرة والرفاهية لم يغيّرها، فرغم تصدرها قائمة النجوم الأكثر نفوذاً في العالم فهي من أكثر الشخصيات الإنسانية حول العالم، حيث إنها أسّست العديد من الجمعيات الخيرية، وتتبرّع بشكل مستمرّ للفقراء والمحتاجين. عُرضت الحلقة الأخيرة من برنامج أوبرا وينفري في 25 مايو 2011. وقد سبقه تسجيل وداعي مقسم إلى جزئين أمام جمهور مكون من 13،000 شخص بمشاركة أريثا فرانكلين، توم كروز، ستيفي ووندر ، بيونسيه، توم هانكس، ماريا شرايفر، ويل سميث ومادونا، وشكرت موظفيها ومعجبيها، وانتهى خطابها بالبكاء. حققت هذه الحلقة أعلى نسبة مشاهدة منذ 17 عاما، منذ يناير 2012، تعرض أوبرا برنامجها Oprah's Next Chapter على قناتها الخاصة. استضافت أوبرا شخصيات عالمية كثيرة، كان أبرزها الأسطورة مايكل جاكسون عام 1993 حينما قدمت البرنامج من داخل مزرعته في نيفرلاند ببث مباشر والتي بلغت مشاهدة هذه الحلقه أكثر من 100 مليون مشاهد حول العالم محققة أعلى نسبة مشاهدة لحلقة في برنامجها مما زاد من شهرتها عالمياً. في مطلع عام 2000 كانت أوبرا احد مؤسسي قناة اكسجين الخاصة بأمور النساء، حيث أطلقت برنامج opera after the show الذي كان يبث حصريًا لقناة اوكسجين وهو عبارة عن نصف ساعة من لقطات واقعية لا تلتزم بأي نص. في ابريل عام 2000 صدرت مجلة أوبرا التي أصبحت اليوم من أهم المجلات المتصدرة والمتخصصة بحياة النساء، وسجلت المجلة نجاحا تاريخيا، وفي عام 2002 طرحت أوبرا النسخة العالمية من مجلتها في جنوب أفريقيا. المصري اليوم
