هل المجلس التشريعي للوﻻية الشمالية في حاجة إلى نزهة أم إلى زيارة يقف فيها على القضايا التي تمس البسطاء من مواطنيهم ويتلمس هموم الناس ؟ ، أيعقل أن يتفرغ مجلس بأكمله أو بعض منه ليزور بغضه وغضيضه مشروع إستثماري أجنبي وهو مشروع أمطار الإماراتي غربي محلية الدبة ( ليتفرج ) على إنجازات اﻵخرين ، ويترك مشاريع حكومية وطنية على بعد كيلومترات منه تتراكم على رأسها المشكلات وتقف أمامها العثرات ، أيهما أحق بالزيارة المشاريع الحكومية " المعطلة " التي تهدف إلى توطين القمح ، أم مشاريع الغير من الأغراب التي تصدر الأعلاف !! ، هل يبحث تشريعي الوﻻية عن إبرة نجاح ( مفقود ) في كوم من القضايا والمشكلات، أم أراد أن يعصب عينيه ويصم أذنيه عن ما هو أهم ومطلوب ،ومن العجب العجاب يحدثوننا عن إنجازات ليسوا بأصحابها ، وينسون إخفاقات تحيط بهم يمنة ويسرى دون أن يلقوا عليها حتى " نظرة الوداع " وهي تحتضر على الفراش ، فمشروع كمشروع الجابرية تنقسي الزراعي على مساحة تقدر بأكثر من 17 ألف فدان ، يروى من النيل ، كان سيغير وجه الحياة في المنطقة ، وينعش " جيوب " الكادحين ظل ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻹﻫﻤﺎﻝ والمشكلات اﻟﻔﻨﻴﺔ لفترة طويلة قاربت ال ﺍﻟﺴﺘﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺻﺮﻓﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻣﻮﺍﻻً ﻃﺎﺋﻠﺔ ﻹﺳﺘﺼﻼﺡ بعض ﺃﺭﺍﺿﻴﻪ ﻭﺗﺠﻬﻴﺰﻫﺎ ، للأسف بقيت هذه الأراضي بورا وحلما مؤجل إلى أجل غير مسمى ، دون أن تهوى إليه أنفس من أعضاء تشريعي الشمالية ، لإنشغالهم بجلسات الإنعقاد بمنتجعات سد مروي ، وزيارات مشاريع إستثمارية أجنبية بالوﻻية ﻻتجلب لهم كدرا وﻻ وجع رأس ! بالله عليكم أيهما أولى بالزيارة والوقوف عليها مشاريعنا الحكومية الفاشلة المعطلة أم المشاريع الأجنبية الإستثمارية الناجحة ؟ ، وماهي تقارير الزيارة لتلك ألها مبرر سوى للنزهة والإعجاب والإشادة والمدح وتغطية الفشل والعجز ، أم بماذا نصفها ؟ و من الأولى بالزيارة مشاريع " الغلابة" التي تشكو بثها وحزنها وهمها إلى طوب الأرض أم المشاريع المتخمة بإمكانيات أهلها ، أما كان من الأجدى أن يقف المجلس بنفسه على مشكﻻت المشاريع الحكومية المعطلة ويضع لها الحلول ويستدعي المسؤولين ؟ حقيقة الحكم اللامركزي فعلاً يحتاج إلى تقويم وتعديل وتطوير ، وقبل تعيين الوﻻة يجب أن ينظر في دور هذه المجالس التشريعية التي يعد أعضاءها بالآﻵف في السودان ، أين دورهم الرقابي وهم يعيشون في تجانس تام ورقة ولين مع السلطة التنفيذية دون فرض هيبتهم الرقابية أو محاسبة مسؤوليها ، لو دعمت الدولة صناعة الصحافة المترنحة لقامت بأفضل من هذا الدور ، والذي تقوم به اﻵن رغم ضيق يدها وتكبلها ، إلغاء هذه المجالس وتسخير ميزانياتها في مشروع تنموي بكل وﻻية ولو كان مكان كل مجلس إقامة مصنع لتغليف " التسالي " وتصديره فهو أنفع للمواطن من هذه الأجسام التي تمتص من دماء الخزينة العامة دون إنتاج ! بقلم : محمد الطاهر العيسابي [email protected]