تقول أغنية الفنان اللبناني أمير يزبك: «الهوا طيرلك شالك، شال الشال وما شالك، شال الشال وقلبي انشال وروحي انشالت مع شالك». يبدو أن هذه الأغنية تناسب اللفتة اللائقة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تجاه سيدة الصين الأولى بنغ ليان خلال عرض للألعاب النارية في قمة «آبيك» هذا الإسبوع، حين وضع شالاً على كتفيها في مساء بارد. ففيما حظيت لفتة بوتين على إبتسامة خجولة واستقبالا حسنا من ليان التي قبلت الشال وشكرته قبل أن تعود إلى مقعدها، تفاجأ الرئيس الروسي بقيامها، بعد ثوانٍ، بإزالة الشال عن كتفيها وتقديمه إلى أحد المساعدين بقربها، تاركة إياه في حيرة وتعجب، الأمر الذي بدا واضحا على ملامح وجهه التي تابعت تصرف ليان باهتمام. وهكذا «انشال» الشال عن ليان و «انشال» قلب بوتين معه بعد أن خُيب أمله. ولم ينته الأمر هنا، فالمشهد الذي تم بثه على الهواء مباشرة على القناة الصينية الرسمية، تم حذفه في غضون ساعات من مواقع الأخبار الصينية كما حذف من مواقع التواصل الاجتماعي مع التعليقات التي رافقته. وهكذا سيطرت الرقابة على المشهد، فاكتملت الأغنية وطار الشال. وتبادل بعض المعلقين تعليقات فكاهية حول كيفية مراقبة الرئيس الصيني شي جين بينغ للمشهد فيما أشار آخرون أن الأمر يعكس مدى ىسيطرة السلطات الصينية عندما يتعلق الأمر بزعماء الدولة، إضافة إلى الفوارق الحضارية بين الدول والاختلافات الثقافية حول ما يعتبر سلوكا مقبولا في الأماكن العامة. وقال المؤرخ والمعلق تشانغ ليفان في بكين: «تعتبر الصين دولة متحفظة تقليديا فيما يتعلق بالتفاعل العام بين الرجال والنساء. ما قام به بوتين أثار جدلاً كبيراً لم يعجب الرئيس الروسي». وقال لى شين، مدير الدراسات الآسيوية والروسية المركزية في معهد شنغهاي للدراسات الدولية أن ما فعله بوتين يعبر عن سلوك روسي لائق ولم يخرج عن قوانين المراسم الدبلوماسية. وأضاف: «حسب تقاليد روسيا يجب على الرجل احترام السيدات في المناسبات العامة، وفي بلد بارد مثل روسيا، من الطبيعي جدا أن يقوم الرجل بما قام به بوتين. لكن الصينيين قد لا يكونون معتادين على ذلك». وأشاد كثيرون بلفتة الرئيس الروسي وعلق أحد مستخدمي المدونة الصغرى في الصين المعروفة باسم «سينا ويبو»: «الرجل المحترم الروسي». وكتبت مستخدمة بنفس المدونة: «بوتين يداعب السيدة الأولى للصين». ونشرت قناة «سي أن أن» على صفحة مدونتها في تويتر: «التواصل بواسطة الشال، هذا ما حدث حين حاول بوتين توفير الدفء للسيدة الصينة الأولى». وحاولت المدونة إيجاد مضمون سياسي في لطف الرئيس الروسي. وجاء في مقال نشرته القناة على موقعها: « نوايا بوتين هنا غامضة لحد الآن: هل أراد إضافة دفء إلى العلاقات بين موسكووالصين أو ان البرد لعب دورا هنا؟». من جهة أخرى، تابعت شبكة التواصل الاجتماعي الصينية «ويبو» مناقشة «حادث الشال» ووصفت الصينيات بوتين، فور مشاهدتهن للمشهد، بأنه المرشح الأمثل للزواج منه، وذلك على الرغم من الجهود التي تبذلها الرقابة الصحافية الصينية. كما إنهن قمن بتفعيل كلمات دليلة مثل «بوتين كثير اللطف» و»بوتين جنتلمان». وأبدت الصينيات أثناء مناقشة الأمر أون لاين كلمات مجاملة أزاء الرئيس الروسي، حيث أعتبرن أن العناية واللطف اللذين أبداهما بوتين ازاء سيدة الصين الأولى تجسدان تصرف رجل يتصف بثقة النفس ولا يبالي بوتين بالأقاويل المحتملة للآخرين. القدس العربي