*استشارة عاجلة أطلبها من الاختصاصي النفساني علي بلدو.. *ولحسن الحظ أننا نتشرف بمزاملته لنا في (الصيحة) من خلال عمود ظريف.. *فأنا يا دكتور أدخل في نوبة ضحك قوية كلما قرأت إعلاناً عنوانه (انتخبوا مرشحكم الفلاني).. *أما إن شاهدته مصوراً – عبر الشاشة – فإن النوبة تتفاقم وتضحى (هيستيرية).. *علماً – يا دكتور – أن (المرض!) هذا لم أكن أعاني منه في (الماضي).. *أي أيام الحملات الانتخابية التي أعقبت انتفاضة أبريل.. *وأقول هذا كيلا تظن أنني مصاب بشيء من مرض (كورو).. *ومرض (كورو) كما تعلم يا دكتور – ولا أتفلسف عليك – اشتهرت به قبيلة في غينيا.. *فالمريض من القبيلة هذه تنتابه نوبة ضحك مفاجئ لا تنتهي إلا بنهاية حياته.. *إنه تجسيد عملي لمقولة (مات من الضحك).. *واكتشف الطبيب الأمريكي كارلتون أن المرض ينتقل عبر أكل جثث (الضاحكين).. *ومنذ العام (76) لم يعد فرد من قبيلة (كورو) يضحك بلا سبب.. *ونال الطبيب جائزة نوبل جراء تخليصه القبيلة المذكورة من (الموت ضحكاً).. *ولكن ضحكي الآن ب(سبب) – يا دكتور – مما يعني أنه سيزول بزوال مسبباته.. *ولكني أخشى أن (تتقطع مصاريني) إلى ذلكم الحين .. *أي إلى حين أن تنتهي الانتخابات ويفوز (المعروفون!!).. *وأيضاً أضحك ضحكاً (عويراً) فور سماعي الإعلان ذاك عن الحزب الاتحادي (الأصل).. *فهل حصل أن سمعت الإعلان المعني ولم تضحك يا دكتور؟!.. *فإن لم تفعل ، فهذا ما أريده لنفسي بفضل استشارتك المرتجاة.. *أما إن فعلت ، فاضرب ضحكك هذا في (10) لتأخذ فكرة عن حالتي (المرضية).. *وأكثر ما يُضحكني في الإعلان ليس إيقاع (الراب) الذي يدل على استلاب هو نقيض (الأصل!).. *ولا خاتمته العجيبة التي نُسأل فيها إن كنا (فهمنا الرسالة!!).. *وإنما الذي يجعلني (أفطفط) من الضحك – يا دكتور- الكيفية التي تُنطق بها كلمة (الأصل) هذه.. *والمراد بها – حسب فهمي – محاكاة الشريف حسين الهندي.. *ولك أن تتخيل (حالة) الشريف في قبره – إن قُدر له سماع الإعلان – من واقع (حالة!) الحزب الآن.. *وأضف إلى المضحكات هذه الفواصل (الكوميدية) التي يؤديها الحسن الميرغني في الآونة الأخيرة.. *ولا تكن وصفتك الطبية لي أن أسد (هذه بطينة والأخرى بعجينة).. *فكيف استمع لمدير التحرير – إذاً – وهو يطلب مني (إنقاذه) بعمود بديل؟!.. *وها هو الآن مرشح يُبشر الناس ب(إنقاذ البلاد!!).. *(أنقذني) يا دكتور !!!