شاهد بالصورة والفيديو.. أثناء أحياه حفل بأوروبا.. الفنان شريف الفحيل يجمع أموال "النقطة" بالدولار من إحدى السيدات ويستعجل على إدخالها في "جيبه"    تكليف مجلس تسيير لاتحاد الالعاب المصغرة الوليد بكسلا    *الجاموس.. كشف ضعاف النفوس..!!    ثنائي الهجوم الأحمر يصل رواندا    جنوب السودان..تفاصيل مثيرة في محاكمة رياك مشار    قيادة الجيش بالفاشر: الأوضاع تحت السيطرة    كامل إدريس إلى الولايات المتحدة الأمريكية    حفل الكرة الذهبية.. هل يحقق صلاح أو حكيمي "المفاجأة"؟    القوز يعود للتسجيلات ويضم هداف الدلنج ونجم التحرير    شاهد بالصور.. الفنانة ندى القلعة تصل القاهرة وتحل ضيفة على أشهر الصحف المصرية "في حضرة الكلمة والصحافة العريقة"    شاهد بالفيديو.. الحرب تشتعل مجدداً.. المطربة عشة الجبل تهاجم زميلتها هبة جبرة: (نصف الشعب عرفك بعد شكلتي معاك.. شينة ووسخانة وأحذرك من لبس الباروكة عشان ما تخربي سمعتنا)    شاهد بالفيديو.. الحرب تشتعل مجدداً.. المطربة عشة الجبل تهاجم زميلتها هبة جبرة: (نصف الشعب عرفك بعد شكلتي معاك.. شينة ووسخانة وأحذرك من لبس الباروكة عشان ما تخربي سمعتنا)    شاهد بالفيديو.. الفنانة هبة جبرة ترد على التيكتوكر المثيرة للجدل "جوجو": (شالت الكرش وعملت مؤخرة ورا ورا ويشهد الله بتلبس البناطلين المحذقة بالفازلين)    شاهد بالصور.. الفنانة ندى القلعة تصل القاهرة وتحل ضيفة على أشهر الصحف المصرية "في حضرة الكلمة والصحافة العريقة"    الهلال والجاموس يتعادلان سلبيا والزمالة يخسر من ديكيداها    اللجنة المالية برئاسة د. جبريل إبراهيم تطمئن على سير تمويل مطلوبات العودة لولاية الخرطوم    شاهد بالفيديو.. ظهر وهو يردد معها إحدى أغنياتها عندما كان طفل.. أحد اكتشافات الفنانة هدى عربي يبهر المتابعين بصوته الجميل بعد أن أصبح شاب والسلطانة تعلق    من سيحصد الكرة الذهبية 2025؟    مدير جهاز الأمن والمخابرات: يدعو لتصنيف مليشيا الدعم السريع "جماعة إرهابية "    كندا وأستراليا وبريطانيا تعترف بدولة فلسطين.. وإسرائيل تستنفر    ترمب .. منعت نشوب حرب بين مصر و إثيوبيا بسبب سد النهضة الإثيوبي    وزارة الطاقة تدعم تأهيل المنشآت الشبابية والرياضية بمحلية الخرطوم    "رسوم التأشيرة" تربك السوق الأميركي.. والبيت الأبيض يوضح    مياه الخرطوم تطلق حملة"الفاتورة"    ليفربول يعبر إيفرتون ويتصدر الدوري الإنجليزي بالعلامة الكاملة    شاهد.. ماذا قال الناشط الشهير "الإنصرافي" عن إيقاف الصحفية لينا يعقوب وسحب التصريح الصحفي الممنوح لها    بورتسودان.. حملات وقائية ومنعية لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة وضبط المركبات غير المقننة    10 طرق لكسب المال عبر الإنترنت من المنزل    جرعات حمض الفوليك الزائدة ترتبط بسكري الحمل    الأمين العام للأمم المتحدة: على العالم ألا يخاف من إسرائيل    الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالصور .. تركيا .. صناعة النجاح !!
نشر في النيلين يوم 03 - 01 - 2016

التحليق إلى أسطنبول في الأسبوع الماضي وفي حوالي الساعة العاشرة صباحاً من صباحات الخرطوم الشتوية , رن جرس هاتفي النقال أجبته لاجد مستشار الخطوط الجوية التركية الأستاذ المحترم حامد السباعي وهو يبلغني أن تمت دعوتك مع مجموعة من الإعلاميين والصحافيين, لزيارة اسطنبول والوقوف على إحدى نجاحات الدولة التركية الناهضة .
تمت إجراءات السفر على عجل, واستغلينا طيران الخطوط الجوية التركية الفخيم بصحبة سبعة من الزملاء, لم تكن تلك هي المرة الأولى التي أسافر فيها إلى اسطنبول فقد سبقتها الأولى قبل شهرين في مهمة أخرى , كتبت عنها مقالا بعنوان ( شق الديار) استضافتني بعده قناة الشروق, حكيت فيه عن تلك الرحلة قائلا : ليس من سمع كمن رأى
ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﺗﻄﻮﻱ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺎﺕ ﻣﺎﺑﻴﻦ ﻃﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ , ﺃﻟﻘﻴﺖ ﻇﻬﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﻃﺎﺋﺮﺓ ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ الجوية ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺍﻟﻮﺛﻴﺮ , ﻭﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﺣﻈﻲ ﺃﻥ من ﻳﺠﺎﻭﺭﻧﻲ ﻋﻠﻰ ( ﺍﻟﺼﺎﻣﺖ ) , ﻣﺸﻐﻮﻝ ﺑﺎﻟﺸﺎﺷﺔ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﻜﺘﺮﺙ ﺑﻲ , ﺷﺎﺑﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ( ﺷﺎﻣﻲ ﺍﻟﻤﻼﻣﺢ ) , ﻟﻢ ﻳﺘﻔﻮﻩ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺑﻜﻠﻤﺔ , ﺑﻐﻴﺮ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﻬﻢ ﺑﺎﻟﺠﻠﻮﺱ ﺑﻤﻘﻌﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﺟﻮﺍﺭﻱ , ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﻣﺪﻣﻨﻮ ﺍﻟﺜﺮﺛﺮﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﻴﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﻳﺠﺎﻭﺭﻫﻢ ﺑﺎﻟﺼﺪﺍﻉ ! ﺍﻟﻤﻀﻴﻔﺎﺕ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﻭﺍﺕ ﻳﺘﺤﺮﻛﻦ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﺗﺎﻡ ﻭﻫﻦ ﻳﻮﺯﻋﻦ ﺍﻹﺑﺘﺴﺎﻣﺎﺕ ﻭ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻭﺑﺎﺕ ﺍﻟﺤﻼﻝ , ﻳﺴﺄﻟﻨﻚ ﻋﻦ ﻃﻠﺒﺎﺗﻚ ﻫﻤﺴﺎ , ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺟﻮﺍﺀ ﻣﻐﺮﻳﻪ ﻹﻃﻼﻕ ﻋﻨﺎﻥ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ , ﻛﻴﻒ ﺗﺒﺪﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ؟ ﻓﺎﻟﺒﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﻌﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺗﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ , ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺠﺮﺑﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻔﺎﺭ ( ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺳﻤﻊ ﺃﻭ ﻗﺮﺃ ﻛﻤﻦ ﺭﺃﻱ ) .
شق الديار
ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺍﻃﻠﻘﺖ ﺍﻟﻌﻨﺎﻥ ﻟﺨﻴﺎﻟﻲ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ الباهر, ﺍﺳﻄﻨﺒﻮﻝ , ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﻴﺮ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻟﻌﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ , ﺑﻴﺰﻧﻄﺔ , ﺍﻟﻘﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ , ﺍﻻﺳﺘﺎﻧﺔ , ﺍﺳﻼﻣﺒﻮﻝ ﻭﺗﻄﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﺳﺘﺎﻧﺒﻮﻝ ﻭﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺇﺳﻄﻨﺒﻮﻝ .
ﺃﻱ ﻣﺪﻳﻨﺔ ( ﺍﻟﺘﻼﻝ ﺍﻟﺴﺒﻊ ) ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﺎﺣﺮﺓ ﻓﺎﺗﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ , ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺨﻀﺮﺓ ﻭﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﺗﺼﺎﻓﺢ ﻭﺟﻬﻚ , ﻭﺍﻷﺟﻮﺍﺀ ﺍﻟﺮﺑﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﻠﺔ ﺗﻨﻌﺶ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺍﻟﺠﺴﺪ , ﻭﺗﻮﺟﺪ ﻣﻨﻚ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﺁﺧﺮﺍ ﻣﻔﻌﻤﺎ ﺑﺎﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ! ﻧﻈﺮﺕ ﻣﻦ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻬﺒﻮﻁ ﻓﻮﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻮﻕ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺳﺎﺣﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻭﺍﻟﺨﻀﺮﺓ ﻭﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﺒﺎﻝ , ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﻠﻬﺎ ﻣﺴﺎﻛﻦ ﻭﺷﻮﺍﺭﻉ ﺗﺘﻸﻷ ﺃﻧﻮﺍﺭﻫﺎ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ .
مطار أتاتورك
ﻫﺒﻄﺖ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﺑﻤﻄﺎﺭ ﺃﺗﺎﺗﻮﺭﻙ ﺍﻟﻔﺨﻢ ﻭﺍﻟﻀﺨﻢ ﺍﻷﻧﻴﻖ بمساحة مدينة يعج ﺑﺎﻟﺤﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﺳﺮﺍﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ﻭﺻﻠﺖ ﺃﻋﺪﺍﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ 1260 ﻃﺎﺋﺮﺓ , ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﺝ ﺍﻟﺸﺎﺳﻊ ﻓﺸﺎﻫﺪﺕ ﺃﻋﺪﺍﺩﺍ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﺳﻄﻮﻝ ﻃﺎﺋﺮﺍﺕ ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺭﺍﺑﻀﺔ ﺑﺎﻟﻤﻄﺎﺭ , ﺳﺄﻟﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﺮﺍﺑﻀﺔ ﻓﻜﻢ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻣﻨﻬﺎ , ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺍﻟﻨﻘﻠﺔ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺭﺟﺐ ﻃﻴﺐ ﺍﺭﺩﻭﻏﺎﻥ ﻟﺒﻼﺩﻩ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻷﻗﺘﺼﺎﺩﻳﻪ ﻭﺍﻷﺟﺘﻤﺎﻋﻴﻪ ﻭﺍﻟﺨﺪﻣﻴﺔ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺎﺯﺕ ﻛﺄﻓﻀﻞ ﻧﺎﻗﻞ ﺟﻮﻱ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ لأربع ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﻟﻲ !! ﺍﺳﻄﻨﺒﻮﻝ ﺍﻭ ﺍﺳﺘﺎﻧﺒﻮﻝ ﻣﻨﺼﺔ ﺍﻧﻄﻼﻗﺔ ﻧﺠﺎﺣﺎﺕ ﺍﺭﺩﻭﻏﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺪﺗﻬﺎ ﻳﻮﻣﺎً ﻣﺎ , ﺟﻤﻴﻊ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺻﺎﻣﺘﺔ ﺗﻔﺼﺢ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ , قال ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺷﺘﻌﻞ ﺭﺃﺳﻪ ﺷﻴﺒﺎً , ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻔﺎﺗﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﺎﻫﺪﻭﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺒﻞ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﺍﻛﻮﺍﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺳﺎﺥ ﻭﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻨﻔﺎﻳﺎﺕ ﺗﺰﻛﻢ ﺍﻷﻧﻮﻑ , ﺗﻨﻔﺴﺖ ﺍﻟﺼﻌﺪﺍﺀ ﻭﺍﻧﺘﻌﺶ ﺍﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﺧﻠﻲ ﺃﻥ ﻻﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻛﻤﺎ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﺍﺳﻄﻨﺒﻮﻝ , ﺇﺫﺍ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ .
الرسائل الصامتة
قد فؤجئت بترجمة هذا المقال إلى التركية كما ترجم قبله مقالي عن ( اردوغان رجل من الأنصار) الذي كتبته بازيز مشاعر فياضه لموقفه الرائع والنبيل في استقبال اللاجئين السوريين المنكوبين. والذي يشابه ما قام به الأنصار نحو المهاجرين في صدر الإسلام.
لم يشعِر أردوغان ضيوفه بأنهم أجانب أو غرباء ، قال مخاطباً إياهم وهو يبالغ في إكرامهم حتى بإنتقاء الطيب من الكلم ، ( ﺍﻧﺘﻢ ﺑﺮﻛﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ ، ﺑﺨﺪﻣﺘﻜﻢ ﺗﺒﺎﺭﻛﺖ ﻣﻨﺎﺯﻟﻨﺎ ﻭﺃﺣﻴﺎﺅﻧﺎ ، نحن نفتخر بإكرام الله لنا بضيافتكم ) ، قال : نحن نفتخر بإكرام الله لنا !! وليس إكرامنا لكم ، من غير منٍ وﻻ أذى ، ﺁﺭﺩﻭﻏﺎﻥ ﻳﻌﻔﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻀﻴﻒ ﺳﻮﺭﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﺗﺮﺍﻙ ﻣﻦ دفع فواتير ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﺳﺘﻀﺎﻓﺔ ﻋﺎﺋﻼﺕ! ، ألم يعد فينا سيرة الأنصار ! التقيت مستر يوكان مدير الخطوط الجوية التركية بالخرطوم بمكتبه الأنيق وهو شاب بشوش, مبتسم أهل حفاوة و صاحب إطلالة مشرقة ,قدم لي الدعوة مباشرة وأخبرني بترشيحي مع زملاء آخرين ورحبت بالدعوة وانهينا الإجراءات ومع فجر الثلاثاء البارد كانت الطائرة التركية تهبط بنا في مطار أتاتورك الدولي الفخيم .
أستقبلنا بحفاوةٍ بالغة ، كل مشهد في المدينة الساحرة يفصح عن رسالة صامتة تحكي عن قصة نجاح !
السلطان أحمد وآيا صوفيا
في منطقة السلطان أحمد مازال التاريخ يقف شاهداً على ما مر من أحداث، وعلى جهتين متقابلتين يقف الجامع الأزرق أو جامع السلطان أحمد، وكنيسة آيا صوفيا التي تم تحويلها جامعاً في ما بعد قبل أن يحولها أتاتورك متحفاً في 1935، ودخلنا الجامع الأزرق أولاً، وهنا عليك أن تخلع نعليك احتراماً لقدسية المكان، الذي يرجع بناؤه للقرن السابع عشر الميلادي، وأول ما سيلفت أنظار السائح القباب الكبيرة المتداخلة، وسيكون أسير الهندسة المعمارية المذهلة للمكان والسيراميك المرصوف باتقان، والصاعد مع القباب نحو السماء، وسيلف المكان برأس مرفوع محاولاً تتبع الزخرفات والتعرجات الصاعدة مع القباب للسماء، وعند الخروج من المسجد ستجد أمامك مباشرة ، وعلى بعد أمتار قباب آيا صوفيا تسمق للأعلى شاهداً آخر على التاريخ، وهي الكنيسة التي بناها لأول مرة قسطنطين الكبير في القرن الرابع الميلادي.
الشروق مرت من هنا
رافقتنا كاميرا قناة الشروق التي وقفت حائرة في ماذا تنقل وماذا تترك , فكان المصور والمخرج البارع آدم صديق والنجم اللامع أحمد ناجي يسابقان الزمن وهما يتركان زووم الكاميرا ليعبر عما عجز عنه اللسان من جمال المدينة الساحرة والنجاحات! وستبث الشروق مادة دسمة خلال الأيام القادمات تحكي عن تركيا العالم الآخر من التطور والجمال والنهضة والنجاح والعمران .
دلفنا إلى مباني الخطوط الجوية التركية الأنيقة لنقف على مكامن صنع النجاح الذي تحقق لهذه الشركة العملاقة التي أصبحت تتسيد الطيران الأوروبي لأربع سنوات! تخطيط ودقة و نظام وتطور مذهل واحترام للوقت والعمل بجد كل هذه هي سمات جميع الأقسام التي زرناها. وكأن الشركة تقول لنا لايوجد شيء مستحيل ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻣﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ الصحيح .
في 2003 للشركة 65 طائرة فقط و إحدى عشر طائرة غير صالحة للطيران!! وفي 2015 يصل عدد الطائرات إلي أكثر من 272 طائرة حديثة تعمل جميعها! في العام 2003 كان دخل الشركة 1.5 مليون دولار ‘ في 2014 إرتفع دخل الشركة إلى 17 مليار دولار!! تنظم الشركة رحلات إلى أكثر من 268 مدينة حول العالم , 43 منها إلى مدن أفريقية .
كما ارتفع عدد المسافرين بها من خمسة ملايين مسافر في 2003 إلى 79 مليون مسافر في 2015 م , يعمل بها أكثر من 44 الف عامل . من المخطط ان يقاربوا ال 50 ألف عاملا في مطلع العام القادم ‘ كما تضم 4012 طيار في العام 2014 منهم 704 فقط طيار اجنبي ! الخطوط التركية قصة نجاح كل ذلك جعل من هذه الشركة ( قصة نجاح) تستحق أن تحكى لتبرهن ماذا تفعل الإرادة والإدارة الصحيحة التي تخطط وتنفذ وتعمل بجد لبلوغ الهدف.
فقد كان لقاء المدير التجاري للشركة مميزا وهو يعرض لنا أين كانوا وأين وصلوا وإلى ماذا يخططون !! ونحن نتجول في الأقسام شاهدنا الموظفين كل في فلك يسبحون, لم يرفع أحدهم عينه ليرى من القادم من فرط انشغاله بعمله على حاسوبه, لقد عملوا فعلاً للنجاح!! كابينات لتدريب الطيارين على كافة التقلبات التي تلاقيهم في الجو . عندما تدخل بالكابينة تعيش كل أجواء الطيران من مطبات هوائية وضباب كثيف و أمطار وكيفية التعامل مع هذه الاجواء.. وهي كابينات مكلفة جداً كلفت الشركة تجهيزها 50 مليون يورو !! وضعوا الأهداف نصب أعينهم وعملوا لتحقيقها بتميز , شاهدنا كيفية التدريب على قوارب الإنقاذ التي تخرج اتوماتيكيا من جوف الطائرة عندما تلامس المياه جسم الطائرة في ظروف الطواريء الحرجة التي تضطر الكابتن أن يهبط على المياه يسع القارب الواحد 30 راكبا ! مطبخ ضخم لتجهيز الطعام والتموين اهتمام بالتعقيم والتغليف والدقة مع موعد جميع الطائرات المقلعة إلى أنحاء العالم ,دلفنا إليه وكأننا دخلنا لنجري جراحة بغرفة عمليات من فرط الزي الأبيض وتغطية الرأس والتكميم وتغليف الحذاء بالبياض من البلاستيك !! وهذا الاهتمام الجم بالتفاصيل هو ماحقق نجاحات تستحق أن نقتدي بها في السودان, النجاح الذي نقل شركة متدهورة إلى افضل خط طيران في أوروبا , وأفضل مقعد طيران للدرجة السياحية في العالم !! سائلين الله أن يأخذ بيد الناقل الوطني سودانير وينقذها من غياهب البئر.

اسطنبول : محمد الطاهر العيسابي
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.