الخرطوم وأنقرة .. من ذاكرة التاريخ إلى الأمن والتنمية    مدرب المنتخب السوداني : مباراة غينيا ستكون صعبة    لميس الحديدي في منشورها الأول بعد الطلاق من عمرو أديب    شاهد بالفيديو.. مشجعة المنتخب السوداني الحسناء التي اشتهرت بالبكاء في المدرجات تعود لأرض الوطن وتوثق لجمال الطبيعة بسنكات    شاهد بالفيديو.. "تعب الداية وخسارة السماية" حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي ترد على معلق سخر من إطلالتها قائلاً: "لونك ضرب"    تحولا لحالة يرثى لها.. شاهد أحدث صور لملاعب القمة السودانية الهلال والمريخ "الجوهرة" و "القلعة الحمراء"    الجيش في السودان يصدر بيانًا حول استهداف"حامية"    الجيش السوداني يسترد "الدانكوج" واتهامات للدعم السريع بارتكاب جرائم عرقية    مطار الخرطوم يعود للعمل 5 يناير القادم    رقم تاريخي وآخر سلبي لياسين بونو في مباراة المغرب ومالي    شرطة ولاية القضارف تضع حدًا للنشاط الإجرامي لعصابة نهب بالمشروعات الزراعية    استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وراء تزايد تشتت انتباه المراهقين    بدء أعمال ورشة مساحة الإعلام في ظل الحكومة المدنية    ما بين (سبَاكة) فلوران و(خَرمجَة) ربجيكامب    ضربات سلاح الجو السعودي لتجمعات المليشيات الإماراتية بحضرموت أيقظت عدداً من رموز السياسة والمجتمع في العالم    قرارات لجنة الانضباط برئاسة مهدي البحر في أحداث مباراة الناصر الخرطوم والصفاء الابيض    غوتيريش يدعم مبادرة حكومة السودان للسلام ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار    مشروبات تخفف الإمساك وتسهل حركة الأمعاء    منى أبو زيد يكتب: جرائم الظل في السودان والسلاح الحاسم في المعركة    استقبال رسمي وشعبي لبعثة القوز بدنقلا    نيجيريا تعلّق على الغارات الجوية    شرطة محلية بحري تنجح في فك طلاسم إختطاف طالب جامعي وتوقف (4) متهمين متورطين في البلاغ خلال 72ساعة    «صقر» يقود رجلين إلى المحكمة    بالفيديو.. بعد هروب ومطاردة ليلاً.. شاهد لحظة قبض الشرطة السودانية على أكبر مروج لمخدر "الآيس" بأم درمان بعد كمين ناجح    منتخب مصر أول المتأهلين إلى ثمن النهائي بعد الفوز على جنوب أفريقيا    ناشط سوداني يحكي تفاصيل الحوار الذي دار بينه وبين شيخ الأمين بعد أن وصلت الخلافات بينهما إلى "بلاغات جنائية": (والله لم اجد ما اقوله له بعد كلامه سوى العفو والعافية)    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    قبور مرعبة وخطيرة!    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالصور .. تركيا .. صناعة النجاح !!
نشر في النيلين يوم 03 - 01 - 2016

التحليق إلى أسطنبول في الأسبوع الماضي وفي حوالي الساعة العاشرة صباحاً من صباحات الخرطوم الشتوية , رن جرس هاتفي النقال أجبته لاجد مستشار الخطوط الجوية التركية الأستاذ المحترم حامد السباعي وهو يبلغني أن تمت دعوتك مع مجموعة من الإعلاميين والصحافيين, لزيارة اسطنبول والوقوف على إحدى نجاحات الدولة التركية الناهضة .
تمت إجراءات السفر على عجل, واستغلينا طيران الخطوط الجوية التركية الفخيم بصحبة سبعة من الزملاء, لم تكن تلك هي المرة الأولى التي أسافر فيها إلى اسطنبول فقد سبقتها الأولى قبل شهرين في مهمة أخرى , كتبت عنها مقالا بعنوان ( شق الديار) استضافتني بعده قناة الشروق, حكيت فيه عن تلك الرحلة قائلا : ليس من سمع كمن رأى
ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﺗﻄﻮﻱ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺎﺕ ﻣﺎﺑﻴﻦ ﻃﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ , ﺃﻟﻘﻴﺖ ﻇﻬﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﻃﺎﺋﺮﺓ ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ الجوية ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺍﻟﻮﺛﻴﺮ , ﻭﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﺣﻈﻲ ﺃﻥ من ﻳﺠﺎﻭﺭﻧﻲ ﻋﻠﻰ ( ﺍﻟﺼﺎﻣﺖ ) , ﻣﺸﻐﻮﻝ ﺑﺎﻟﺸﺎﺷﺔ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﻜﺘﺮﺙ ﺑﻲ , ﺷﺎﺑﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ( ﺷﺎﻣﻲ ﺍﻟﻤﻼﻣﺢ ) , ﻟﻢ ﻳﺘﻔﻮﻩ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺑﻜﻠﻤﺔ , ﺑﻐﻴﺮ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﻬﻢ ﺑﺎﻟﺠﻠﻮﺱ ﺑﻤﻘﻌﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﺟﻮﺍﺭﻱ , ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﻣﺪﻣﻨﻮ ﺍﻟﺜﺮﺛﺮﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﻴﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﻳﺠﺎﻭﺭﻫﻢ ﺑﺎﻟﺼﺪﺍﻉ ! ﺍﻟﻤﻀﻴﻔﺎﺕ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﻭﺍﺕ ﻳﺘﺤﺮﻛﻦ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﺗﺎﻡ ﻭﻫﻦ ﻳﻮﺯﻋﻦ ﺍﻹﺑﺘﺴﺎﻣﺎﺕ ﻭ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻭﺑﺎﺕ ﺍﻟﺤﻼﻝ , ﻳﺴﺄﻟﻨﻚ ﻋﻦ ﻃﻠﺒﺎﺗﻚ ﻫﻤﺴﺎ , ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺟﻮﺍﺀ ﻣﻐﺮﻳﻪ ﻹﻃﻼﻕ ﻋﻨﺎﻥ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ , ﻛﻴﻒ ﺗﺒﺪﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ؟ ﻓﺎﻟﺒﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﻌﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺗﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ , ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺠﺮﺑﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻔﺎﺭ ( ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺳﻤﻊ ﺃﻭ ﻗﺮﺃ ﻛﻤﻦ ﺭﺃﻱ ) .
شق الديار
ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺍﻃﻠﻘﺖ ﺍﻟﻌﻨﺎﻥ ﻟﺨﻴﺎﻟﻲ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ الباهر, ﺍﺳﻄﻨﺒﻮﻝ , ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﻴﺮ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻟﻌﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ , ﺑﻴﺰﻧﻄﺔ , ﺍﻟﻘﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ , ﺍﻻﺳﺘﺎﻧﺔ , ﺍﺳﻼﻣﺒﻮﻝ ﻭﺗﻄﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﺳﺘﺎﻧﺒﻮﻝ ﻭﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺇﺳﻄﻨﺒﻮﻝ .
ﺃﻱ ﻣﺪﻳﻨﺔ ( ﺍﻟﺘﻼﻝ ﺍﻟﺴﺒﻊ ) ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﺎﺣﺮﺓ ﻓﺎﺗﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ , ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺨﻀﺮﺓ ﻭﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﺗﺼﺎﻓﺢ ﻭﺟﻬﻚ , ﻭﺍﻷﺟﻮﺍﺀ ﺍﻟﺮﺑﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﻠﺔ ﺗﻨﻌﺶ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺍﻟﺠﺴﺪ , ﻭﺗﻮﺟﺪ ﻣﻨﻚ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﺁﺧﺮﺍ ﻣﻔﻌﻤﺎ ﺑﺎﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ! ﻧﻈﺮﺕ ﻣﻦ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻬﺒﻮﻁ ﻓﻮﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻮﻕ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺳﺎﺣﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻭﺍﻟﺨﻀﺮﺓ ﻭﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﺒﺎﻝ , ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﻠﻬﺎ ﻣﺴﺎﻛﻦ ﻭﺷﻮﺍﺭﻉ ﺗﺘﻸﻷ ﺃﻧﻮﺍﺭﻫﺎ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ .
مطار أتاتورك
ﻫﺒﻄﺖ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﺑﻤﻄﺎﺭ ﺃﺗﺎﺗﻮﺭﻙ ﺍﻟﻔﺨﻢ ﻭﺍﻟﻀﺨﻢ ﺍﻷﻧﻴﻖ بمساحة مدينة يعج ﺑﺎﻟﺤﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﺳﺮﺍﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ﻭﺻﻠﺖ ﺃﻋﺪﺍﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ 1260 ﻃﺎﺋﺮﺓ , ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﺝ ﺍﻟﺸﺎﺳﻊ ﻓﺸﺎﻫﺪﺕ ﺃﻋﺪﺍﺩﺍ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﺳﻄﻮﻝ ﻃﺎﺋﺮﺍﺕ ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺭﺍﺑﻀﺔ ﺑﺎﻟﻤﻄﺎﺭ , ﺳﺄﻟﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﺮﺍﺑﻀﺔ ﻓﻜﻢ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻣﻨﻬﺎ , ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺍﻟﻨﻘﻠﺔ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺭﺟﺐ ﻃﻴﺐ ﺍﺭﺩﻭﻏﺎﻥ ﻟﺒﻼﺩﻩ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻷﻗﺘﺼﺎﺩﻳﻪ ﻭﺍﻷﺟﺘﻤﺎﻋﻴﻪ ﻭﺍﻟﺨﺪﻣﻴﺔ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺎﺯﺕ ﻛﺄﻓﻀﻞ ﻧﺎﻗﻞ ﺟﻮﻱ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ لأربع ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﻟﻲ !! ﺍﺳﻄﻨﺒﻮﻝ ﺍﻭ ﺍﺳﺘﺎﻧﺒﻮﻝ ﻣﻨﺼﺔ ﺍﻧﻄﻼﻗﺔ ﻧﺠﺎﺣﺎﺕ ﺍﺭﺩﻭﻏﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺪﺗﻬﺎ ﻳﻮﻣﺎً ﻣﺎ , ﺟﻤﻴﻊ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺻﺎﻣﺘﺔ ﺗﻔﺼﺢ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ , قال ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺷﺘﻌﻞ ﺭﺃﺳﻪ ﺷﻴﺒﺎً , ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻔﺎﺗﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﺎﻫﺪﻭﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺒﻞ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﺍﻛﻮﺍﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺳﺎﺥ ﻭﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻨﻔﺎﻳﺎﺕ ﺗﺰﻛﻢ ﺍﻷﻧﻮﻑ , ﺗﻨﻔﺴﺖ ﺍﻟﺼﻌﺪﺍﺀ ﻭﺍﻧﺘﻌﺶ ﺍﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﺧﻠﻲ ﺃﻥ ﻻﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻛﻤﺎ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﺍﺳﻄﻨﺒﻮﻝ , ﺇﺫﺍ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ .
الرسائل الصامتة
قد فؤجئت بترجمة هذا المقال إلى التركية كما ترجم قبله مقالي عن ( اردوغان رجل من الأنصار) الذي كتبته بازيز مشاعر فياضه لموقفه الرائع والنبيل في استقبال اللاجئين السوريين المنكوبين. والذي يشابه ما قام به الأنصار نحو المهاجرين في صدر الإسلام.
لم يشعِر أردوغان ضيوفه بأنهم أجانب أو غرباء ، قال مخاطباً إياهم وهو يبالغ في إكرامهم حتى بإنتقاء الطيب من الكلم ، ( ﺍﻧﺘﻢ ﺑﺮﻛﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ ، ﺑﺨﺪﻣﺘﻜﻢ ﺗﺒﺎﺭﻛﺖ ﻣﻨﺎﺯﻟﻨﺎ ﻭﺃﺣﻴﺎﺅﻧﺎ ، نحن نفتخر بإكرام الله لنا بضيافتكم ) ، قال : نحن نفتخر بإكرام الله لنا !! وليس إكرامنا لكم ، من غير منٍ وﻻ أذى ، ﺁﺭﺩﻭﻏﺎﻥ ﻳﻌﻔﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻀﻴﻒ ﺳﻮﺭﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﺗﺮﺍﻙ ﻣﻦ دفع فواتير ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﺳﺘﻀﺎﻓﺔ ﻋﺎﺋﻼﺕ! ، ألم يعد فينا سيرة الأنصار ! التقيت مستر يوكان مدير الخطوط الجوية التركية بالخرطوم بمكتبه الأنيق وهو شاب بشوش, مبتسم أهل حفاوة و صاحب إطلالة مشرقة ,قدم لي الدعوة مباشرة وأخبرني بترشيحي مع زملاء آخرين ورحبت بالدعوة وانهينا الإجراءات ومع فجر الثلاثاء البارد كانت الطائرة التركية تهبط بنا في مطار أتاتورك الدولي الفخيم .
أستقبلنا بحفاوةٍ بالغة ، كل مشهد في المدينة الساحرة يفصح عن رسالة صامتة تحكي عن قصة نجاح !
السلطان أحمد وآيا صوفيا
في منطقة السلطان أحمد مازال التاريخ يقف شاهداً على ما مر من أحداث، وعلى جهتين متقابلتين يقف الجامع الأزرق أو جامع السلطان أحمد، وكنيسة آيا صوفيا التي تم تحويلها جامعاً في ما بعد قبل أن يحولها أتاتورك متحفاً في 1935، ودخلنا الجامع الأزرق أولاً، وهنا عليك أن تخلع نعليك احتراماً لقدسية المكان، الذي يرجع بناؤه للقرن السابع عشر الميلادي، وأول ما سيلفت أنظار السائح القباب الكبيرة المتداخلة، وسيكون أسير الهندسة المعمارية المذهلة للمكان والسيراميك المرصوف باتقان، والصاعد مع القباب نحو السماء، وسيلف المكان برأس مرفوع محاولاً تتبع الزخرفات والتعرجات الصاعدة مع القباب للسماء، وعند الخروج من المسجد ستجد أمامك مباشرة ، وعلى بعد أمتار قباب آيا صوفيا تسمق للأعلى شاهداً آخر على التاريخ، وهي الكنيسة التي بناها لأول مرة قسطنطين الكبير في القرن الرابع الميلادي.
الشروق مرت من هنا
رافقتنا كاميرا قناة الشروق التي وقفت حائرة في ماذا تنقل وماذا تترك , فكان المصور والمخرج البارع آدم صديق والنجم اللامع أحمد ناجي يسابقان الزمن وهما يتركان زووم الكاميرا ليعبر عما عجز عنه اللسان من جمال المدينة الساحرة والنجاحات! وستبث الشروق مادة دسمة خلال الأيام القادمات تحكي عن تركيا العالم الآخر من التطور والجمال والنهضة والنجاح والعمران .
دلفنا إلى مباني الخطوط الجوية التركية الأنيقة لنقف على مكامن صنع النجاح الذي تحقق لهذه الشركة العملاقة التي أصبحت تتسيد الطيران الأوروبي لأربع سنوات! تخطيط ودقة و نظام وتطور مذهل واحترام للوقت والعمل بجد كل هذه هي سمات جميع الأقسام التي زرناها. وكأن الشركة تقول لنا لايوجد شيء مستحيل ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻣﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ الصحيح .
في 2003 للشركة 65 طائرة فقط و إحدى عشر طائرة غير صالحة للطيران!! وفي 2015 يصل عدد الطائرات إلي أكثر من 272 طائرة حديثة تعمل جميعها! في العام 2003 كان دخل الشركة 1.5 مليون دولار ‘ في 2014 إرتفع دخل الشركة إلى 17 مليار دولار!! تنظم الشركة رحلات إلى أكثر من 268 مدينة حول العالم , 43 منها إلى مدن أفريقية .
كما ارتفع عدد المسافرين بها من خمسة ملايين مسافر في 2003 إلى 79 مليون مسافر في 2015 م , يعمل بها أكثر من 44 الف عامل . من المخطط ان يقاربوا ال 50 ألف عاملا في مطلع العام القادم ‘ كما تضم 4012 طيار في العام 2014 منهم 704 فقط طيار اجنبي ! الخطوط التركية قصة نجاح كل ذلك جعل من هذه الشركة ( قصة نجاح) تستحق أن تحكى لتبرهن ماذا تفعل الإرادة والإدارة الصحيحة التي تخطط وتنفذ وتعمل بجد لبلوغ الهدف.
فقد كان لقاء المدير التجاري للشركة مميزا وهو يعرض لنا أين كانوا وأين وصلوا وإلى ماذا يخططون !! ونحن نتجول في الأقسام شاهدنا الموظفين كل في فلك يسبحون, لم يرفع أحدهم عينه ليرى من القادم من فرط انشغاله بعمله على حاسوبه, لقد عملوا فعلاً للنجاح!! كابينات لتدريب الطيارين على كافة التقلبات التي تلاقيهم في الجو . عندما تدخل بالكابينة تعيش كل أجواء الطيران من مطبات هوائية وضباب كثيف و أمطار وكيفية التعامل مع هذه الاجواء.. وهي كابينات مكلفة جداً كلفت الشركة تجهيزها 50 مليون يورو !! وضعوا الأهداف نصب أعينهم وعملوا لتحقيقها بتميز , شاهدنا كيفية التدريب على قوارب الإنقاذ التي تخرج اتوماتيكيا من جوف الطائرة عندما تلامس المياه جسم الطائرة في ظروف الطواريء الحرجة التي تضطر الكابتن أن يهبط على المياه يسع القارب الواحد 30 راكبا ! مطبخ ضخم لتجهيز الطعام والتموين اهتمام بالتعقيم والتغليف والدقة مع موعد جميع الطائرات المقلعة إلى أنحاء العالم ,دلفنا إليه وكأننا دخلنا لنجري جراحة بغرفة عمليات من فرط الزي الأبيض وتغطية الرأس والتكميم وتغليف الحذاء بالبياض من البلاستيك !! وهذا الاهتمام الجم بالتفاصيل هو ماحقق نجاحات تستحق أن نقتدي بها في السودان, النجاح الذي نقل شركة متدهورة إلى افضل خط طيران في أوروبا , وأفضل مقعد طيران للدرجة السياحية في العالم !! سائلين الله أن يأخذ بيد الناقل الوطني سودانير وينقذها من غياهب البئر.

اسطنبول : محمد الطاهر العيسابي
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.