*قصة غريبة فعلاً التي نرويها اليوم ولكنها حدثت.. *فالتقرير الأمني لأنيس منصور كان سبباً في إنجاح زواجه.. *لقد أراد الاقتران بواحدة كان لها دور سري في حركة الضباط الأحرار.. *وفوق ذلك كان خالها زكريا توفيق من الناشطين في الحركة هذه.. *فاعترض عدد من الضباط هؤلاء على الزواج بحجة أنتساب أنيس لعالم الصحافة.. *قالوا (إزاي نجوزها لواحد جرنلجي ما عندوش غير الرغي؟!).. *أي أنه يمكن أن يفشي بعض أسرار الحركة عبر زوجته رجاء منصور.. *ثم – وفي تحول فجائي – تمت الموافقة على الزواج بشكل دهش له أنيس.. *وكتمت العروس السر – سنين عددا – إلى أن تفضل بكشفه له السادات.. *فقد أطلعه على التقرير الأمني الخاص به ليجد فيه أسباب الموافقة على زواجه.. *كُتب عنه – بواسطة جماعة الأمن – أنه (بتاع نكات وغراميات).. *والغريب في الأمر – كما يقول أنيس – أنه لم يكن (بتاع) أي من الشيئين هذين.. *فالنكات السياسية التي كان ينسبها له الأمن لم يقل سوى (كام واحدة) منها فقط.. *أما الآلاف الباقية فهي من بنات أفكار الشعب المصري (ابن النكتة).. *وفي ما يخص الغراميات فإنه كان مشغولاً عنها ب(الغيبيات).. *وسبب تذكُّري حكاية أنيس هذه (حليفة) أحدهم لصديق لي بأنه رأى ملفه الأمني الخاص.. *ملفه الأمني كأحد عناصر أمن نميري وليس بحسبانه معارضاً سياسياً.. *يعني ليس (بتاع نكات ونسوان)- وحسب- وإنما هو أحد الذين يكتبون التقارير (أنفسهم) .. *وأقسم صاحبي بدوره – قسماً مضاداً – على أن محدثه لم يلعب (الدور المزدوج) هذا أصلاً.. *وإنما كان قيادياً طلابياً معارضاً لنظام مايو و(بس).. *فقلت له ربما كان اسلوب معارضته يصب في مصلحة النظام.. *ومن ثم فإنه – في نظر أمن مايو – يمثل (العدو النافع).. *بمثلما أن نكات أنيس نظر لها الأمن كعامل (تنفيس لكبت الشعب).. *وغرامياته تعامل معها بفهم (حب زي ما إنت عاوز بس أبعد من السياسة.. *والغريبة أن حكاية النسوان هذه التي أسعدت الأمن المصري كانت سبباً في نكسة حزيران.. *فقد استغلت إسرائيل انشغال عبد الحكيم عامر- وصحبه- بها لتضرب ضربتها.. *كانوا (مهيصين) لحد لحظة قصف مقاتلات العدو المطارات الحربية فجراً.. *لحد لحظة هبوط الطائرات الإسرائيلية من السماء على حين غفلة.. *أما أنيس فقد كان مشغولاً بشيء تمقته النساء أكثر من مقت (شوبنهور) لهن.. * كان مشغولاً ب(الذين هبطوا من السماء!!).