مررت بقرب هؤلاء : رجل لا جسد يحمله وهو ميت ، يأخذونه عبر قطعة قماش لا غير. ورجل جسد بلا رأس . وآخر رأسه شق الى نصفين . وإمرأة تحتضن طفلاً كأنها تريد أن تحميه ، ولا تعرف بأن هنالك من أصدر قرار موته ، هي تحت حديد يريد أن يشتعل بعد أن فتك بهم . وشابة تمني نفسها بالرجوع الى أهلها ، واذا بها ترجع كومة لحم لا غير . وشاب يحمل احلامه بداخله ويمني نفسه ليته كان من الموتى ، لأنه الآن عاجز تنتظره المساجد والاستوبات من أجل أن يهان . و.. و.. كل ذلك كان امام اعيني واعين الكثيرين ، كنا بالمئات بعد وقوع الحادث ، النساء يبكن والرجال يرجعون الى ربهم ، ويرددون حسبنا الله ونعم الوكيل . كان ذلك عندما اصتدما بصين بداية هذا الإسبوع ، في منطقة ودالترابي ، الموتى والجرحى قرابة ال55 . إنه: شارع الموت كما يسمى في الإعلام ، بالله من نحن حتى يكون شارعنا بهذا الإسم ولا نحرك ساكناً . أين الدولة من ذلك..؟ متى تكون عند المسئولية..؟ متى تحس بهذا المواطن المسكين..؟ ضعوا أنفسكم في مكان هؤلاء ، كيف يكون الإحساس عندكم ، لو كان عندكم إحساس ، موتى في كل مكان ، أشلاء في كل مكان ، دماء في كل مكان . متى ينتهي ذلك..؟ أحدهم يكتب (قضى هذا الشارع على 18 من عائلتي ، في ريعان شبابهم ، أصبحنا نخاف أن نذهب من قرية الى أخرى) عندما قرأت ذلك تألمت اكثر وأكثر ، أين الحل ..؟ الخرطوم /مدني قرابة ال200 كيلو ، ماذا ستخسر الدولة إن قامت بتوسعة ذلك الشارع ، هنالك اموال تصرف في مشاريع لا أهمية لها ، لماذا لا تصرف ميزانية ولو بالضمان فقط ، ثم بعد ذلك تسدد تباعاً إن لم يتوفر المال . دعونا من ذلك فلتكن مبادرة لجمع أموال من كل السودانيين ، من أجل إحياء الناس ، ((ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعاً))، جمع المال من كل سوداني يحب الحياة لأخيه وأخته وابنه ، ومن كل سوداني مهاجر ، لا حل غير ذلك ، يظل السوداني هو من يتألم في كل آن وحين. ونناشد الحكومة بأن تكن في هذه المبادرة ، تدفع كما يدفع الناس ، لأنها عجزت عن القيام بما وعدت. من يشاهد تلك المناظر التي تأتي بسبب الحوادث ، يمني نفسه ليته لم يكن إنسان يمشي على ارجله ، لأنه عاجز لا يستطع فعل شئ . الى ادارة المرور : شارع مدني /الخرطوم لم يعد صالحاً ، تصدع وتكسر وكثرت به الحفر ، وهو شارع واحد ، به تخطي كثيير ، لذلك تكثر الحوادث ، نقترح ونطالب بعمل حواجز كل 3 كيلو او بعمل تفويج على مدار العام ، حفاظاً على تلك الارواح البريئة ، هنالك من يقول إن ذلك ليس منطقياً ، بل منطقياً ، يموت الناس افضل أم يتأخرون في الوصول الى اهلهم هو الأفضل ، نحن ليس لدينا امكانيات كما يقولون ، لذلك لا حل آخر حتى تتم التوسعة . ولن تتم التوسعة إلا بكم فلنبدأ : (مبادرة توسعة شارع الموت) خالد كرنكي