حدد عدد من الباحثين أخطر أنواع المخدرات المسببة للإدمان تبعا لحجم الضرر الذي تُحدثه وإلى أي مدى ينشط المخدر مادة الدوبامين الكيميائية في الدماغ والتي تؤثر على الأحاسيس والسلوكيات. وهنالك جوانب أخرى لقياس حالات الإدمان على المخدرات، تتعلق بالمدى الذي تسيطر فيه على الأشخاص ليصبحوا مدمنين. وقد توصل الباحثون إلى نتائج هامة تتعلق بتصنيف أخطر أنواح المخدرات على الصحة وهي: 1-الهيروين: صنَف الباحث ديفيد نوت وزملاؤه مادة الهيروين كأكثر أنواع المخدرات خطرا على الإنسان إذ تسبب إدمانا كبيرا، ويرفع الهيروين من مستوى مادة الدوبامين التي تتفاعل مع الدماغ، لنحو يصل إلى 200% أي نحو ضعفي المستوى الطبيعي في فئران التجارب. كما يمكن القول أن الهيروين من أكثر المخدرات تسببا في الإدمان، وهو خطير جدا لأن الجرعة منه المسببة للموت تساوي 5 أضعاف الجرعة العادية فقط. هذا ويُصنَف الهيروين في المرتبة الثانية من ناحية الأضرار الملحقة بالأشخاص والمجتمع. 2- الكوكايين: يعمل الكوكايين مباشرة مع مادة الدوبامين على تحفيز خلايا الدماغ العصبية والسيطرة على الإحساس، وعلى رفع مستويات الدوبامين أكثر من 3 أضعاف المستوى الطبيعي عند فئران التجارب. وتشير التقديرات إلى أن ما بين 14 و20 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يدمنون مادة الكوكايين، كما بلغت قيمة سوق الكوكايين في عام 2009 نحو 75 مليار دولار. وصنف الخبراء مادة الكوكايين بأنها ثالث أكثر المخدرات ضررا، وبودرة الكوكايين في المرتبة الخامسة ضمن المخدرات الأكثر ضررا. كما أن حوالي 21% من الأشخاص الذين يحاولون تجريب الكوكايين، يصبحون مدمنين عليه في وقت ما من حياتهم. 3- النيكوتين: وهي مادة متاحة بشكل كبير في الدخان، فعندما يدخن شخص ما سيجارة واحدة، يتم امتصاص النيكوتين بسرعة عن طريق الرئتين وتحويلها إلى الدماغ. وصنف الخبير نوت وزملاؤه هذه المادة في المرتبة الثالثة من بين المخدرات الأكثر تسببا في الإدمان. وقدرت منظمة الصحة العالمية عدد المدخنين بأكثر من مليار مدخن في عام 2002، وتشير التقديرات إلى أن التبغ سيقتل أكثر من 8 ملايين شخصا سنويا بحلول عام 2030. وأجريت تجارب عديدة على الفئران من خلال تلقينها مادة النيكوتين، حيث انتقلت مباشرة عبر مجرى الدم مسببة ارتفاعا في مستوى الدوبامين في المخ بنحو 25 إلى 40%. 4- المهدئات: وتتمثل بمادة الباربيتورات، وهي فئة من العقاقير التي استُخدمت في البداية في علاج حالات القلق ومشاكل النوم. وتؤثر على مناطق مختلفة من الدماغ من خلال جرعات منخفضة، كما تسبب النشوة. هذا ويمكن أن تكون الجرعات الأعلى من هذه المادة قاتلة. 5- الكحول: لمادة الكحول تأثيرات كبيرة على الدماغ، وبينت التجارب أنه يرفع من مستويات الدوبامين في الدماغ بنسبة 40 إلى 360%. وكلما شربت الفئران كميات أكبر من الكحول، ارتفعت مستويات الدوبامين أكثر. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى وجود 2 مليار شخص مدمن على الكحول في عام 2002، كما توفى أكثر من 3 ملايين شخص في عام 2012 بسبب الأضرار الناجمة عن شرب الكحول.
