أدانت وزارة الخارجية الأميركية بشدة دعوة زعيم المعارضة في جنوب السودان رياك مشار للمقاومة المسلحة ضد حكومة جوبا، واصفة الخطوة بأنها “لايمكن تبريرها”. وكان زعيم التمرد أصدر بياناً الأسبوع الماضي أعلن فيه أن المعارضة المسلحة تعيد تنظيم نفسها بهدف شن “المقاومة الشعبية المسلحة ضد النظام الاستبدادي والعنصري الذي يقوده سلفاكير” ما أثار مخاوف دولية وإقليمية أن مثل هذه الخطوة قد تدفع الدولة الوليدة إلى أتون حرب أهلية جديدة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي في تصريحات الأربعاء إن العنف الدائر في جنوب السودان لن يُحل بقوة السلاح، مؤكداً أن إعلان مشار المقاومة المسلحة ومواصلة تعزيزها خطوة لا يمكن تبريرها، لافتاً أن الخطوة تنم عن عدم اهتمام بمصلحة شعب جنوب السودان الذي مازال الكثير منه يناضل من أجل البقاء فقط ويسعى لرؤية سلام على الأرض. وكانت حركة مشار شددت الأسبوع الماضي أن إعلانها المقاومة المسلحة ضد حكومة سلفا كير فُرض عليهم نتيجة للأوضاع الأمنية والسياسية التي تجتاح البلاد بسبب انهيار اتفاق السلام الموقع في أغسطس 2015. وقال المتحدث الرسمي باسم مشار، جيمس قاديت داك ل”سودان تربيون” الأسبوع الماضي، إن الرئيس سلفا كير خرق اتفاقية السلام وحاول اغتيال مشار الذي كان شريكه في عملية السلام، مشيراً أن الاتفاق قد تداعى وتبعته الحكومة الانتقالية، بجانب شن القوات الحكومية هجمات على مواقعهم عبر أراضي الجنوب، وزاد “المقاومة المسلحة رد بديل للوضع القائم”. يذكر أن حربا اندلعت بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة، منتصف ديسمبر 2013، قبل أن توقع أطراف النزاع اتفاق سلام في أغسطس 2015، قضى بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وهو ما تحقق بالفعل في 28 أبريل الماضي. غير أن اتفاق السلام الهش تعرض لانتكاسة عندما عاودت القوات الموالية لسلفا كير ومشار الاقتتال بالعاصمة جوبا في 8 يوليو الماضي، ما أسفر عن مقتل ما يزيد عن 200 شخص بينهم مدنيون، إضافة إلى تشريد حوالي 36 ألف مواطناً.
