* تعودت الشمس في كسلا الحبيبة أن تتأخر عن شروقها حوالي الثلث الساعة تقضيها في أنس بهيج مع جبالها السمراء ثم تخرج بعد ذلك لتغمر الناس بالضياء فتدب الحياة بين مفاصل المدينة، إلا أن الشمس ولأول مرة في تاريخها نسيت أن لها موعداً مع الجبال، فخرجت في كامل زينتها لتشهد السيد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن البشير وهو يكرم عدد من أبنائها الذين صاروا رموزاً يشار لهم بالبنان وعلى راسهم المناضل الراحل محمد جبارة العوض، بالإضافة إلي شخصي المتواضع، كانت لحظة باركتها كل الأعناب في السواقي الجنوبية وكل صخرة من التاكا وكل نسمة من القاش، ولا أنسى أن أشكر الأخ آدم جماع آدم والي الولاية الذي تمكن بحكمته ورؤيته ومحبته أن ينثر سلاما ومحبة بين كل أهل الولاية إلى درجة جعلت الظباء فيها تنام آمنة مطمئنة دون أن تتعرض إلى نسمة تؤذيها. * من يصدق أن شاعراً غنائياً حصل على جائزة نوبل للآداب، حدث ذلك مع الشاعر الغنائي الأمريكي المعروف (بوب ديلان) الذي حصل على جائزة نوبل هذا العام، والذي كان يرى بحسب قوله إن السير على القمر كان أسهل عنده من الحصول على هذه الجائزة، أما عبد الرحمن الريح الذي كتب مئات الأغنيات لم ينل منا ولو بيتاً صغيراً يستدفيء به من برد الشتاء الذي صاحبه طوال أيامه إلى أن غادر إلى الضفة الأخرى من النهر . * أوردت جريدة الخليج الإماراتية في زمن مضي خبراً مفاده أن عدداً من ساكني إحدى القرى الهندية قاموا بتسميم كلب عرض الكثير من مواشيهم للهلاك، فما كان منهم إلا أن قاموا بتسميمه.. وصل الخبر إلى صاحب هذا الكلب فحمل كلبه المسموم وهو نافق ومضى به إلى مكان بعيد، حيث قام بتقطيعه إلى أجزاء صغيرة من اللحم وزعها سراً على كلاب القرية فماتت جميعهاً.. أهل القرية تقدموا بشكوى ضد هذا الرجل فأمرت المحكمة بتغريمه (20) دولاراً ، تم توزيعها على كل المتضررين من هلاك كلابهم من أهل القرية على سبيل التعويض. * قال أحد علماء الحشرات إن أكثر العقارب سماً هي العقرب الخضراء.. وقال إن لدغتها قد تعرض الإنسان إلى رحيل في أقل من الدقائق.. توقفت كثيراً عند هذه المعلومة فالخضرة هي السيدة الأولى لكل الألوان دون منازع.. الخضرة هي ابتسامة الطفلة، وهي الحياة لأرض صخرية.. وقد قيل إن (كيلوباترا) وهي تحتضر أوصت أن توضع على نعشٍ أخضر.. أيضاً الممثلة المعروفة (اليزابيث تايلور) ظلت طوال حياتها تضع حول جيدها شالاً أخضر اللون.. ترى من أين أتى عالم الحشرات هذا ليقول لنا هذه المقولة التي حكمت على الخضرة من حولنا بهذا الظلم. * أكد لي الفنان التاج مكي أن ألحان الفنان صلاح مصطفى تعتبر السيدة الأولى للألحان الجميلة، وأضاف أن لديه قدرة فائقة على تمويج المفردة الغنائية بطريقة فيها من الشفافية ما يجعل الصمت يخرج عن صمته، وأشار إلى أن أغنية (إنت لو فكرت تتذكر غرامك) أبكته لأعوام ولم تزل تبكيه حتى هذه الحظة، فقلت له لقد تعاملت مع كثير من عمالقة الفنانين ولكن صاحب الابتسامة الوسيمة صلاح مصطفى كان من أكثر الفنانين إحساساً في تقييمه للكلمة اللؤلؤة، وذلك ما جعله بعيداً عن الأغنيات ذات المعاني (المسطحة). هدية البستان غبت بس ما غاب شعاعك لسة لسة في عينينا ظاهر في السحاب الفوقنا شايل وفي الفراشات وفي الأزاهر لو.أن – اسحاق الحلنقي
