حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    تحولات الحرب في السودان وفضيحة أمريكا    طائرات مسيرة تستهدف مقرا للجيش السوداني في مدينة شندي    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يتفقد مستشفى الجكيكة بالمتمة    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    شاهد بالصور.. بأزياء مثيرة للجدل الحسناء السودانية تسابيح دياب تستعرض جمالها خلال جلسة تصوير بدبي    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل برقصات مثيرة ولقطات رومانسية مع زوجها البريطاني    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب مصري يقتحم حفل غناء شعبي سوداني بالقاهرة ويتفاعل في الرقص ومطرب الحفل يغني له أشهر الأغنيات المصرية: (المال الحلال أهو والنهار دا فرحي يا جدعان)    مخاطر جديدة لإدمان تيك توك    محمد وداعة يكتب: شيخ موسى .. و شيخ الامين    خالد التيجاني النور يكتب: فعاليات باريس: وصفة لإنهاء الحرب، أم لإدارة الأزمة؟    للحكومي والخاص وراتب 6 آلاف.. شروط استقدام عائلات المقيمين للإقامة في قطر    قمة أبوجا لمكافحة الإرهاب.. البحث عن حلول أفريقية خارج الصندوق    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    زيلينسكي: أوكرانيا والولايات المتحدة "بدأتا العمل على اتفاق أمني"    مصر ترفض اتهامات إسرائيلية "باطلة" بشأن الحدود وتؤكد موقفها    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    بعد سرقته وتهريبه قبل أكثر من 3 عقود.. مصر تستعيد تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني    نتنياهو: سنحارب من يفكر بمعاقبة جيشنا    كولر: أهدرنا الفوز في ملعب مازيمبي.. والحسم في القاهرة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المجاهد جعفر بانقا يكشف أدق أسرار عملية إطلاق الأسرى
نشر في النيلين يوم 12 - 03 - 2017

قال ببساطته المعهودة: (والله لم أفرح في حياتي مثلما فرحت بالذي حدث في مطار الخرطوم عشية وصول الأسرى) بهذه العبارات تكلم لنا والعبرة تقف مكتوفة ومخنوقة لم يقو على زحزحتها عن مسار تنفسه، وقد أبرقت عيناه فرحاً بما تم إنجازه في كمبالا،
في وقت عجزت فيه كل المحاولات والمبادرات التي جرت عن تحقيق ما أنجزه وإخوة له أخيراً. بهذا المشهد الرهيب وسيناريوهاته التي تكاد تكون مؤلفاً درامياً يحكى في أطول مسلسل على الإطلاق، تحدث لنا المجاهد وعضو مجموعة (السائحون الوطنيون) جعفر بانقا عضو المجموعة التي قامت بمبادرة إطلاق أسرى المجاهدين والقوات المسلحة والمواطنين أخيراً. التقيناه وقد ملأت البشرى محياه بهذا النصر الذي تحقق، فأبان من الحقائق ما كان خافياً تماماً على الجميع، وحتى الدولة في عليائها لم تكن تعلم بما كانوا يخططون له. وقال ل (الإنتباهة): (إن نجاح العملية جاء بناءً على السرية التامة التي قمنا بضربها ونسجها على كل مفاصلها، وإلا لما استطعنا أن نصل لما وصلنا إليه)، وكشف لنا كيف أن الرئيس اليوغندي موسفيني تعامل مع القضية بكل صدق، وكيف أنه أمر بكل قوته قيادات قطاع الشمال بالانصياع للأوامر وإطلاق كل من بحوزتهم من الأسرى، وكيف أن عقاراً ومن معه حاولوا الالتفاف على المبادرة لولا يقظة موسفيني وحنكته في إدارة الملفات والأزمات. وأكد بانقا أن نجاح ملف الأسرى فتح الباب واسعاً لنجاح ملف السلام، وأن إمكانية تولي موسفيني له باتت أمراً ليس بعيداً. هذا وغيره الكثير من الصور والحقائق التي أثمرت عن نجاح إكمال وإنهاء ملف لطالما بات محل ضغط ومساومات في وجه الحكومة السودانية.. فإلى نص ما جاء في اللقاء.
حدثنا عن اتصالاتكم بالجانب اليوغندي والطرف الآخر؟
أولاً أحب أن أقول إن مجموعة (السائحون الوطنيون), مجموعة قديمة ومسميات أخوانا المجاهدين هذه تعجبني خالص , ولا أجد أي حرج أو حساسية تجاهها وموجود في أغلبها باعتبار أنها أجسام تمثلنا تماماً وتتنافس في عمل الخير دائماً, وهذا في حده مشروع إسلامي وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. ولست منزعجاً لوجود عدة أجسام للمجاهدين ,بل أفرح بها لأن كل واحد يقدم خدمات تجاه الشريحة التي يعرفها, والبعض الآخر يقدم خدمات عامة لكل البلد, وبعضهم يختص فقط بالشهداء ومشكلاتهم الأكاديمية وغيرها. متى بدأت الفكرة تأخذ جديتها؟
بدأت الفكرة تأخذ المنحى التنفيذي بعد فشل المساعي للسائحون الأولى جماعة أخونا فتح العليم, فهم حقيقة بذلوا مجهودا طيبا واستطاعوا أن يحضروا الأسرى لغاية الطائرة , لكننا نحن نعرف تماماً أن قيادات الحركة الشعبية كاذبون ومهرة في الحيل والخداع, وأكدوا للناس أنهم سيقومون بفك الأسرى بلا مقابل ومنوا الناس هنا أماني طيبة، وعبوا الناس وفجأة قاموا بإلغاء المسألة لأنهم قاصدين يلعبوا بمعنويات الشعب السوداني وأسر الأسرى، ومعنويات الأسرى أنفسهم. ومن بعد بدأنا نبحث عن الحلول, وكان هناك خيار أن نقوم بعملية عسكرية خاصة بعد أن رصدنا أكثر من موقعين أو ثلاثة لهم واستخلاص أسرانا، لكن كانت هناك محاذير بأنه إذا قدر لهذه العملية أن تتم وتنجح فهي قطعاً لا تشمل كل السجون وبالتالي يمكن أن تدفع الحركة إلى إعدام جميع الأسرى في السجون والمعتقلات الأخرى، وإذا فشلنا فسوف تؤدي لتصفية الأسرى الذين قصدناهم والآخرين الذين لم نقصدهم, وكان خياراً صعباً ومكلفا وغاليا, وبالتالي حذفناه من خياراتنا وحتى إخوانا الذين كانوا مندفعين لهذا الاتجاه قمنا بإيقافهم ونشكر لهم انقيادهم للإمرة والاستجابة للتعليمات. ما هي الخيارات التي لجأتم لها وقد فشلت تلك المحاولات؟
بدأنا نفكر في محاولات أخرى، وكان من ضمنها، أخونا طارق المعتصم وهو من شباب الحركة الإسلامية والمجاهدين، وهو مستلم ملف غرب إفريقيا بالمؤتمر الوطني بتفويض من دكتور نافع ود. مصطفى عثمان إسماعيل. اشتغل شغلا طيباً في غرب إفريقيا, وفكرنا أننا نستفيد منه في هذا الملف لعلاقاته. وأوغندا أخيراً بدأت تتغير للأفضل وفهم الرئيس موسفيني تغير كثيراً خاصة بعد موقفه من الجنائية والتقارب الكبير الذي بدأه تجاه السودان. وفي ذات اللحظة أحسسنا بأننا بعيدون عن الساحة اليوغندية والجانب اليوغندي وتركنا المساحة للمتمردين والحركة الشعبية وقاموا بتسيد الساحة تماماً هناك بعد أن سمموا الأفكار وأصبح الصوت المرئي صوت الحركة الشعبية, أما الجانب الحكومي أو الشعبي فهو مختفٍ تماماً وغير موجود, لذلك اندفعنا لهذا الجانب واخترنا معتصم لعلاقاته بالأفارقة الذين قاموا بترشيح شخص مفتاحي لهذه المسألة يدعى (كنث) وهو الحلقة الضيقة جداً للرئيس موسفيني وبيده الملفات الخاصة وذراعه الأيمن في عمله الخاص. ماذا تم بعد ذلك؟ هل التقيتم بكنث هذا؟
قام الأخ معتصم بعرض مسألتنا له. وبالفعل طلب كنث من معتصم الحضور ليوغندا. وبالفعل سافرنا إلى هناك شخصي وأخي طارق المعتصم وهذه كانت أول سفرية لنا لأوغندا. متى كانت هذه السفرية؟
كانت في شهر أكتوبر من العام الماضي 2016م. وهو أصلاً كان قد جلس مع الرئيس موسفيني وحكى له أمرنا وطلب منه موسفيني أن نأتي إليه ليسمع منا. تحركنا من هنا متأخرين لأنه كان تأخيراً في الحجوزات وهو كان عنده ارتباط سافر للسنغال . المهم جلسنا مع كنث لمدة يومين وقمنا بتمليكه كل المعلومات. ماذا قلتم له حول الأسرى وعن هويتكم؟
قلنا له إننا جئنا لأجل إطلاق هؤلاء الأسرى ونحن صفتنا مواطنين سودانيين ومجاهدين، لا نمثل أية جهة رسمية أو شعبية, وقلنا له إن الأسرى كانوا إخوتنا وكنا معهم في العمليات، وأدباً وأخلاقاً ما هان علينا ننظر إليهم وهم يعانون الأمرين من تعذيب الحركة الشعبية لهم. وفشلت من قبل عدة محاولات رسمية وشعبية , وبالتالي ما بنقدر نثق في الحركة الشعبية لأنها ما عندها أي التزام ولا أخلاقيات التعاون. ونحن قدمنا إليكم نلتمس فيكم جانباً إنسانياً، لأن موسفيني يعتبر عميد الرؤساء الأفارقة وله في الحكم أكثر من 31 عاماً. كما أن موقفه الأخير من الجنائية وأن الأفارقة فقط هم من يعاني من الحروب دون سواهم كلها أشياء جعلتنا نتجه إليكم بجانب زيارته للسودان وزيارة البشير ليوغندا جعلتنا نشعر بأن الملف سيتحرك. وأكدنا له أننا ما عندنا أي تخويل نتكلم به ولكن لدينا كشفاً فيه 40 شخصاً من إخواننا المجاهدين دفاع شعبي وآخرين مواطنين قبضوا في مناطق التعدين وهم الآن أسرى لدى قطاع الشمال. وماذا عن أسرى القوات المسلحة؟
لم يكن لدينا كشف من الجيش ولا من جهاز الأمن. هل كان هناك تنسيق بينكم وتلك الجهات؟
نحن أخفيناها لأننا لا صفة لنا كي ما يمنحونا كشفاً رسمياً وما عندنا تخويل رئيسي، فقط يعرفوننا كأشخاص لكن لم تصل لدرجة أن يمنحونا أسرار دولة.. هل هناك مباركة لخطوتكم من قبل الجهات الرسمية يعني؟
لا نقول مباركة, ولكن نحن قمنا بمبادرة وأخفيناها لأننا كنا نخشى لها من أن تتسرب , وقررنا أن يكون الشغل فيها سرياً هنا وهناك. والوحيد الذي كان مطلع عليها أخونا الفريق أول ركن عماد عدوي رئيس أركان القوات المسلحة فقد كلمناه بأننا نسعى في خط يحوي كذا وكذا وما عايزين شخصاً آخر يعرف غيرك أنت ولو أتاك اتصال من هناك فاعلم أننا ماشين علشان نطلق سراح هؤلاء الإخوة. وماذا عن أسرى الجيش؟
نحن بذات الأدب لم نسأله عن كشف أسراه هناك وهو ذات نفسه لم يمنحنا إياه لأنه لم يكن متوقعاً أن هذه المبادرة تأتي بنتيجة ليس لأنه يائس منها ولكن المرارات التي شهدها الملف من مبادرات إثيوبيا وعدم نجاحها والسائحون وفشلها وغير ذلك , جعلت الأمر يكون على هذا النحو بأن أحجم كل الناس عنه. وعندما ذهبنا قلنا لهم كي تستوثقوا منا هذا تلفون السيد رئيس الأركان اتصلوا عليه لتعرفوا من نحن علشان ما تقولوا نحن جايين ساي. وبعد يومين فعلاً تغيرت معاملتهم لنا بعد أن أجروا اتصالات برئيس الأركان الذي أوضح لهم هويتنا. أليس لكم اتصالات بقطاع الشمال, ألم تنسقوا معهم؟
لم ننسق مع قطاع الشمال, وما كان يعلم بخطوتنا إطلاقاً. وقلنا للجانب اليوغندي من بعد إذنكم إذا أردتم الدخول في الملف يجب أن تعلموا أننا لا نملك أسرى لقطاع الشمال بحوزتنا وقناعتنا الشخصية أنه لا توجد حكومة تأسر مواطنيها وإذا قبض متلبساً في جرم كهذا يقدم للمحاكمة، وضربنا لهم مثلا بأحداث أم درمان وما جرى للأسرى من محاكمات. ولا نعرف تعاملاً على هذا النحو, فقط نطالب بإطلاق سراح أسرانا دون أي مقابل وليس لدينا تفويض بمسألة المفاوضات مع قطاع الشمال , وثانياً نحن لا نريد مقابلة قطاع الشمال لأنهم ناس مجرمين في نظرنا وأخلاقهم زفرة ونحن نعرفهم تماماً، وإذا قابلناهم سوف نتشاكل ونتضارب وحنجوط القضية كلها. دافعنا على هذا الناحية الأخلاقية والإنسانية, وهؤلاء الناس إيدكم عليهم ومقرهم الأساسي في يوغندا وترعاهم وما بنقول إن يوغندا لديها أطماع تجاه السودان, لكن هم عكسوا قضيتهم وهي تبنتها لهم ونحن الآن نقوم بذات الدور نعكس قضيتنا ونرجو من يوغندا أن تعلمها. وقام الجانب اليوغندي بإيصال قضيتنا للرئيس موسفيني الذي فوض مدير المخابرات الذي قدم معنا للخرطوم بتولي هذه القضية وقمنا مرة ثانية بإعادة كل هذا الكلام له والرجل اتبسط جداً وقام بمنحنا كرته الشخصي وتلفونه . وكانت هناك اتصالات تتم يومياً بيننا ما جعلت الثقة تتوفر بيينا. وطلبنا منهم ألا ينشر هذا الشغل في الإعلام وطلبنا السرية التامة ومن ثم أمرنا بالرجوع للخرطوم إلى أن قام بالاتصال بالطرف الآخر. موسفيني بعد رجوعنا للخرطوم قام باستدعاء مالك عقار وبذكاء شديد لم يأمره بإطلاق سراح الأسرى , وإنما قال له إنهم الآن يبنون علاقات طيبة جداً مع الخرطوم وما دايرين أي تشويش ونحن والسودانيين دفعنا ثمناً غالياً ويجب طي صفحات الحرب في افريقيا كلها ليس في السودان وحده. وقال له هل لديك أسرى من الخرطوم؟ أجابه عقار بنعم فقال له موسفيني كم عددهم؟ قال عقار 200. فطلب منه موسفيني إطلاق سراحهم كلهم ولم يقل له بأمر كشفنا الذي يحوي 40 شخصاً . أراد مالك عقار أن يتجرجر ولكن موسفيني أمره بحسم بأن يفك كل الأسرى وهذه مسألة غير قابلة للتفاوض وغير قابلة للنقاش ولازم تفكهم كلهم دون أي مقابل لهذا الأمر. . مالك عقار أراد أن يعتذر بأن ياسر عرمان لابد أن يعرف هذا الأمر، ولكن موسفيني لم يترك له نفساً فأمر باستدعاء عرمان في ذات اللحظة. وقال أطلب منكم فك أسرى الخرطوم فوراً وما كان أمام عرمان أية فرصة للف والدروان لأن جوازاتهم كلها بيد حكومة موسفيني وكذلك أمرهم, ما جعل الأخير يوافق بلا تردد على إطلاق سراح الأسرى دون مقابل، وما يقوله عرمان حول أنهم يراعون للظروف الإنسانية كلام كاذب فكلنا يعرف أخلاقهم القذرة. ونحن طيلة تلك الفترة لم نلتق بقادة قطاع الشمال لا في مكاتب ولا في أي لقاء إن كان مع الرئيس موسفيني أو غيره من المسؤولين وما التقينا إلا في غداء الرئيس. ماذا عن ال(200) أسير الذين أكدهم عقار ألم تسألوا عن ذلك الكشف؟
حقيقة لمن جاءنا الكشف وبدأت الأفواج تأتي وجدنا أن الكشف به 148 فسألناهم عن البقية ال 52 أسير الباقين ولكنا وجدنا ان الأمر مربوك لديهم طلبوا منا ان يمنحوا فرصة لبحث بقية السجون وكذا وما قدروا يجيبوا لينا إفادة وفي أثناء التجميع في النقاط عبر الصليب الأحمر في نقاط محددة حدثت الاعتداءات على منطقة المشايش بجنوب كردفان وتصدت القوات المسلحة لهم وتم قتل مجموعة منهم فقاموا بمحاولة لاستثمار هذه الواقعة عن استهداف الحكومة لهم وقتلهم في النقاط التي طلبنا منهم تحديدها ليفشلوا المبادرة. وحقيقة انزعج اليوغنديون لهذا الأمر وصدقوا وتكلموا معنا بحدة حول هذا الأمر ولكنا قلنا لهم إن النقاط التي طلبنا تحديدها هي لأجل تسهيل حركة الطيران فقط وليس غيره. وبحثنا عن الأمر ولحسن الطالع وجدنا بياناً في موقع وزارة الدفاع فيه توضيح للعملية وتعدي قطاع الشمال على المواطنين ولما عكسنا هذا الأمر قام موسفيني بزجر الحركة الشعبية في شخص عرمان ومبارك أردول وعقار وأمرهم بتنفيذ الأمر. ثم ماذا جرى بعد ذلك؟
فات علي أن أخبرك بأنه بعد أن أخذت الخطوة جديتها قام الرئيس موسفيني بالاتصال بالبشير ,وقال له إن شباباً من السودان جاءونا هنا بمبادرة لإطلاق أسرى سودانيين طرف الحركة الشعبية فما هو رأيكم هل موافقون على ان ندخل في هذا الملف أم لديكم تحفظ عليهم؟ ولكننا لم نحط الرئيس بأمر مبادرتنا ولم نحدثه غير أنه استقى معلوماته من عدوي .. فأجابه الرئيس البشير بألا مانع لدينا من أن تمضي في هذا الملف وأن هؤلاء الشباب معلومون لدينا. من بعد دخلت العملية موضع التنفيذ ونحن لا نملك حق أذونات للطيران ولا لغيره فقمنا بالاتصال بالبروف إبراهيم غندور وأخبرناه بالأمر وجزاه الله خيراً فرح جدا بالخطوة وفي نفس اللحظة سمى لنا السفير محمد سعيد مدير إدارة السلام بالخارجية, وقال إنه مندوبهم لنا ورئيس الوفد المفاوض. وبعد ذلك جئنا وقعدنا مع السيد عبدالرحمن محمد موسى منسق عام الدفاع الشعبي وما كان عارف بأمر المبادرة وقلنا له نحن متكتمين عليها لأنها إذا فشلت نتولى نحن وزرها وليس أنتم ثم اتجهنا للقوات المسلحة لعدوي وحولنا للواء محمد مصطفى مدير إدارات الاستخبارات الذي بارك الخطوة وقدم لنا العميد دفع الله في الاستخبارات مدير إدارات المنظمات والرائد الهادي مدير إدارة الأسرى والشهداء ومن الجهاز علاء الدين إبراهيم ضابط في الجهاز, هذا كان الوفد الرسمي لإتمام عملية إطلاق الأسرى. في الجزء الثاني من الحوار سنقف على: ماذا دار في غداء الرئيس موسفيني؟
وما المطلوب من الخرطوم لرد الجميل للحركة ولموسفيني؟ وهل تبقى هناك أسرى من المجاهدين والقوات المسلحة؟
إطلاق الأسرى تم بناءً على هندسة قام بها موسفيني، أحكي لنا تفاصيل ذلك؟.
لمن بدأنا في التجهيزات لجمع الأسرى من سجون الحركة الشعبية إيذاناً بنقلهم، كان الأمر يتطلب إذونات للطيران ومناطق للتجميع. فبدأت الحركة بالرفض وأظهروا خوفهم من أن هذه الخطوة ربما أرادت بها الحكومة ضربهم من خلالها وتدخل سلفا كير أيضاً رافضاً هذه الإجراءات وكادت أن تفشل العملية برمتها. ما الدور الذي قام به موسفيني هنا؟.
تدخل موسفيني بقوة واتصل بسلفا كير وقال له إن هذا الملف أنا من يمسك بزمامه ولابد من إكمال المهمة بتحديد نقاط التجميع وإذونات الطيران للهبوط والإقلاع. وبم رد سلفا كير لموسفيني هل وافق على مضض أم جرت وساطات أخرى؟.
طبعاً رضخ سلفا كير أخيراً واعتذر لموسفيني وقال له إنني كنت أعتقد أن هذا الإجراء تقف خلفه حكومة الشمال. كما أعلن جاهزيته لتقديم أية مساعدة يطلبها موسفيني لإنجاح المبادرة. لكننا أبدينا تخوفنا من أن يقدم قيادات الحركة على تصفية الأسرى عقب أحداث المشايش ونقلنا لموسفيني أنهم لا يتورعون في أن يقوموا بالتصفية في حق هؤلاء ، ما دفع موسفيني لتكوين مراقبين يوغنديين وأوفدهم لنقاط التجمع التي تم إعلانها وصاروا هم من يراقب العملية ويشرف عليها. ولكن عرمان قال إن ما تم كان مراعاة من الحركة للجانب الإنساني الذي يمر به الأسرى؟.
هذا كلام يخلو من الحقيقة من الذي لا يعرف تاريخ عرمان وجماعته الدموية هؤلاء مجردون من الإنسانية ولولا ضغط موسفيني لهم لما أقبلوا على إطلاقهم. ووصلتني رسالة صوتية عبر التلفون من أختنا عاتكة خوجلي والدة الأسير البيروني وكنت في نيروبي، من أنها ذهبت إلى القاهرة والتقت عرمان وبعض قيادات الحركة وطالبتهم بإطلاق سراح ابنها فقط، فقالوا لها لن نفك ابنك البيروني لأنه الكرت الوحيد الذي نخوف به الحكومة، ورفضوا كل ترجياتها لهم رغم أنها أم وعانت ما عانت في سبيل إرجاع ابنها ..هؤلاء لا يعرفون عن الإنسانية شيئاً يا أخي، وهذا العمل تم بالتعليمات "عديل" من موسفيني، الذي أمرهم بأن يسلموا الأسرى بدون نقاش. ماذا قلت لوالدة البيروني وأنتم كنتم تعملون في الملف؟.
طمأنتها وقلت لها أخوانك لم ينسوا إخوتهم ومن أننا نعمل الآن في هذا الملف وإن شاء الله سيعودون كلهم لأرض الوطن ولذويهم سالمين. تعثرت عملية إطلاق الأسرى من قبل، ولكنها جاءت سريعاً هذه المرة ما السر؟.
أقول لك السر.. هو أننا كنا بعيدين عن مقابلة الحركة الشعبية ورفضنا الجلوس معهم للأسباب السابقة وأيضاً عندما جاءتنا الكشوفات وبدأ الأسرى في النزول بدأنا نعد معهم ونتمم عليهم. وأول مجموعة جاءتنا كانت من جهة المابان كانوا (40) وفيهم (18) من المعدنين وفيهم مجاهد واحد وال(21) من القوات المسلحة وأحدهم من جهاز الأمن الوطني. ولكن كشف الحركة الذي سلمتنا له به (48) فسألناهم عن البقية الثمانية؟ فقالوا إن أربعة منهم استشهدوا وانضم منهم اثنين للحركة الشعبية، وحقيقة أحد هذين الاثنين كان عسكرياً سابقاً في الحركة الشعبية وهرب منهم ولما قبضوه قاموا بضمه مع أسرانا. ولمن بدأ الصليب الأحمر في تسجيل الأسرى رفضوا له أن يسجل وقالوا إنه عسكري معنا ويتبع لنا فترك في محله ولم يأتِ مع القوة. وحقيقة العدد أكبر من هذه القوة بكثير ولكن كثيرون منهم اختاروا بمحض إرادتهم أن يبقوا مع الحركة الشعبية. ألم يحبطكم هذا الأمر؟.
علمنا أو أدركنا للحقيقة أن الحركة مارست معهم عملية غسيل مخ وهؤلاء لم يكونوا بإرادتهم الحقيقية وإنما عبر تأثير تلك العمليات النفسية التي مارستها معهم الحركة في ظل ظروف قاسية جداً والأسرى لا حيلة لهم في وقت يتعرضون فيه لحرب نفسية تدمر فيهم يومياً بجانب الأذى البدني فنحن نجد لهم العذر تماماً وقدرنا الظروف التي مروا بها. وماذا بشأن بقية الأسرى في السجون الأخرى؟.
بعد ذاك جاءنا فوجان من جهة جبال النوبة وبهما حوالي او ما يقارب ال(44) أسيراً من ضمنهم أخونا العميد رفعت والملازم منتصر ومجموعة تضم سبعة من المجاهدين والبقية هم عسكريون. وفي اليوم التالي وهو الخامس والسادس لأنهم كانوا كل يومين يأتوننا بمجموعة من الأسرى. وتكامل العدد ليصبح(125) أسيراً، فسألناهم عن البقية لأنهم جاءونا بكشف به (200) أسير- هناك من مات أثناء الأسر وبعضهم انضم فكل العدد يصير قريب من ال(190) شخصاً، ولكن ناس الحركة كانوا قد قاموا بضم ثلاثة نجيريين ضمن الأسرى وصاروا يروجون أمام موسفيني بأن الحكومة تستقطب بوكو حرام في حربها معهم وهكذا وذكروا أسماءهم،، فقلنا لهم نحن ما عندنا ولا أجنبي واحد يشتغل معنا لأننا والحمد لله ما ناقصين عدو ولا ناقصين رجالة علشان نأتي بقوة من الأجانب ورفضنا استلامهم لأنهم لا يتبعون لنا وطلبنا منهم أن يذهبوا بهم للسفارة النيجيرية؛ وهذه كانوا متمسكين بها وعاوزين يروجوا بأن مجموعة بوكو حرام تحارب ضمن القوات السودانية وقالها ياسر عرمان في غداء سلفا كير. وتكاملت القوة بمباني أكاديمية الشرطة اليوغندية وكان أخونا السفير مدير المخابرات اليوغندية تكلم معهم كلاماً طيباً وقدم لهم دعوة الرئيس موسفيني لتناول وجبة الغداء معه في القصر الرئاسي. ماذا دار في غداء الرئيس موسيفيني؟.
وصلنا للقصر الرئاسي كلنا الوفد ومجموعة الأسرى وأيضاً قيادات الحركة الشعبية قطاع الشمال ياسر عرمان ومبارك أردول وبثينة دينار مدير مكاتب الحركة بكمبالا وعدد من اصطافهم يقربون ال(12) شخصاً. وبعد الغداء طلب منا الرئيس موسفيني بأخذ صورة تذكارية لنا جميعاً ثم أخذ معنا نحن صورة كوفد سوداني، ومن ثم أخذ صورة أخرى مع وفد الحركة الشعبية. ومن ثم تكلم مدير المخابرات اليوغندية حديثاً طيباً عن المبادرة وعملية إطلاق الأسرى وأيضاً تحدث الصليب الأحمر وأيضاً سفيرنا بكمبالا تحدث هو الآخر، و عرمان أيضاً تحدث وقال في حديثه إن الحركة الشعبية أيضاً لديها أسرى طرف الحكومة ويجب على الحكومة إطلاق سراحهم. وطلب موسفيني من مدير المخابرات مرافقتنا خلال الرحلة الى الخرطوم وكان لم يحمل معه غير ملابسه التي يرتديها فألحقت به شنطته في المطار. وهل للحركة أسرى طرف الحكومة؟.
لا نعلم أن هناك أسرى للحركة طرف الحكومة، هذا يؤكد أنهم مورست عليهم ضغوطات من قبل موسفيني تمخضت بإطلاق هؤلاء الأسرى وليس لإنسانيتهم المكذوبة ولو كان لديهم أسرى حقيقة كانوا أكدوها أثناء التفاوض ولكن المسألة تمت بدون تفاوض إذ أنها كانت تعليمات رسمية "فكوا الأسرى بدون نقاش" وهذا ما تم. كيف قرأتم الواقع بعد تدخل موسفيني في القضية؟.
موسفيني حقيقة تأثر أثناء الغداء وبين لنا كيف بدأت صلته بالسودان سنة 1967 وثم مع جون قرنق. ولكن ابتعدنا نحن عن يوغندا وهو ما ترك المساحة للمتمردين. وأفتكر أن ما تم يعتبر بادرة خير لطي الأزمة. ونقول بصدق كبير جداً لإخواننا في الحكومة أن تتجه بجدية نحو الدبلوماسية الشعبية وتدعمها بكل قوة. ترى ما هي أسباب نجاح هذه المبادرة وهناك حديث يدور في الأسافير عن مخطط لإبعاد أصحاب المبادرة الأولى؟.
أولاً بُعد المسألة عن الإعلام وبعدها عن الرسميات وتعقيداتها هو ما دفعها للنجاح تماماً ولمن (نجضت) المسألة تماماً استلمها إخواننا في الخارجية والجيش . نشكر أخونا الرئيس كثيراً للاتصالات التي كان يجريها ومتابعته المستمرة للمبادرة عقب علانيتها وأيضاً أخونا البروف إبراهيم غندور ربنا يغفر لنا في حقه لأننا أتعبناه كثيراً وكان يومياً يتصل بنا في كمبالا حتى وإبان تواجدها مع الرئيس في أبوظبي والهند وقد اشتغل هذا الملف بمهنية عالية جداً وأيضاً الفريق عدوي وعبد الرحمن محمد موسى (الدفاع الشعبي) وأخونا أسامة وكل الذين كانت لهم مساهمات في إنجاح هذا الملف ونحن حقيقة لا يعنينا من هو صاحب المبادرة لأن الأسرى إخواننا جميعاً ونحن نرى أن هناك من يحاول دق أسفين وسط صفوف المجاهدين والسائحون، ونقول لهم لا تلتفتوا لهذه المحاولات فالنجاح حقنا جميعاً ونحن إخوة ويجب ألا تفرقنا مثل هذه الأشياء ويجب ألا نعطي مجالاً للآخرين ليفرقوا بيننا. والشكر موصول لإخواننا في السائحون الوطنيون والسائحون المنصة والسائحون النهضة، وحتى أخونا عبد الله الجيلي قبل أن يغادر الدفاع الشعبي كان أيضاً لديه لجان ولديه تواصلات في هذا الملف . ما كان في تواصل مع (السائحون) الذين قاموا بالمبادرة الأولى؟.
لا أبداً ما حاولنا نعمل معهم تواصل لأن أي تواصل ممكن يكشف المسألة ونؤكد مجدداً أن المبادرة منذ أن بدأت وإلى أن تمت ما كان يعرفها غيرنا نحن. أنت ومعك من؟.
أميرنا سر الختم عبد الرؤف أمير السائحون الوطنيون وأخونا طارق المعتصم الأمين العام وشخصي الضعيف عضو فيها وأيضاً معنا أخونا حسين الأغبش وسعيد عز الدين من مكتب سائحون هؤلاء هم كل الذين كانوا ملمين بهذه المبادرة. وحتى هؤلاء ما كانوا مفوضين أن يحدثوا أي شخص من خارج المجموعة أو يدلوا بأية تصريحات. موقف موسفيني من قطاع الشمال من خلال ما لمستموه من محادثات؟.
قناعتي الشخصية أن قطاع الشمال الآن تآكل وانتهى، وموسفيني رجل ذكي له في الحكم أكثر من(31) سنة وناس الحركة الشعبية ما عندهم أية انتصارات ميدانية لأجل أن يجري نحوهم ويضع يديه معهم وثانياً هو قد يخسر كثير جداً بتبنيه لقضية فاشلة، الشيء الثاني أن السودان علاقاته الآن تمضي للأمام مع يوغندا عقب الزيارات المتبادلة والشهيرة لرئيسي البلدين وعلاقاته أيضاً في تحسن في الجانب الإفريقي والأوروبي والعربي وغيره وهؤلاء يدركون الحقيقة ويقفون مع السودان ومع قضيته العادلة. ما المطلوب من الحكومة لترد الجميل للحركة ولموسفيني؟.
بالنسبة لموسفيني فإني أذكر لك هذا الموقف أن مدير المخابرات الأوغندية جاء معانا وكان يريد أن يعود راجعاً عصراً في ذات الطائرة ولكنه مكث معنا وشهد إفطار الشهيد أبو فاطمة مع إخوانا الأسرى وإخوانا في الجهاز استضافوه في أكاديمية الأمن وقدم محاضرة تحدث فيها عن المطلوب يحدث مستقبلاً من حللة المشاكل وتحسن العلاقات وغيرها وقد فتح باباً كبيراً مع يوغندا ويجب على إخوانا التنفيذيين في الحكومة أن يمضوا فيه. كما أن يوغندا وصلت لقناعة أن السودان له مكانة مهمة وكبيرة جداً في القارة ولابد من تحسين علاقتها معه وقالها موسفيني حقيقة وقال كلام طيب جداً عن السودان حتى أثناء المفاوضات مع سلفا كير قال له إن هذا الملف يملكه هو نفسه وزجره وطلب منه تنفيذ التعليمات بمنح الطيران الأذونات للهبوط والطيران. والحركة ليست لها قضايا غير أن السودان الآن قدم يداً بيضاء لها بأن تعالوا للسلام وأوقفوا إطلاق النار وهذا برأيي دليل على حسن النوايا لإغلاق هذا الملف الشائك. عملية إطلاق الأسرى هل هي مؤشر إيجابي لتحقيق تسوية سياسية؟.
هذا ما قاله موسفيني شخصياً بعد أن انتهى من ملف الأسرى قال يجب أن نحل الأزمة كلياً والحكومة غير رافضة لمثل هذه الجهود وما دعيت لمنبر إلا وأقدمت عليه لكننا كنا غير مفوضين لنتحدث باسم الحكومة فنحن ذهبنا لأجل ملف محدد وقمنا بإنجازه. لكن وفقاً لحديثهم الذي قالوه فيعتبر هذه بداية لعلاقات تشمل حلحلة المشاكل بصورة نهائية. والمتمردون ليس أمامهم طريق ثالث غير إنهم يقبلوا وما عندهم أية مكاسب حققوها، بل إنهم دمويين جداً وما فعلوه مع الأسرى يحكي عن نفسه. ماذا فعلوا مع الأسرى؟.
تعذيب وانتهاك لحقوق الأسرى وغيره. حكى لي بعضهم إنهم كانوا يجوعونهم اليوم واليومين ولا يعطونهم الطعام إلا بمقدار كباية شاي وطعامهم كان عبارة عن بليلة. وهناك من القضايا التي لن نسكت عنها إطلاقاً مثل حرقهم البلاستيك و(تنقطيه) على رؤوس الأسرى حتى إنه سبب أذى جسيم لهم هذا غير الحرق في الأرجل والضرب بالسياط وغيره من المآسي، بل أن بعضهم الآن جاء وهو يمشي متكئاً على عصي خشبية. وهذا الملف بالنسبة لنا لم يقفل بعد وسيكون لنا حديث فيه عن خروقات الشعبية. هل تبقى هناك أسرى من المجاهدين والقوات المسلحة في سجون الشعبية؟.
نؤكد أن السجون الآن خالية لا يوجد فيها ولا أسير إلا أولئك الذين ارتضوا أن يمكثوا بمحض إرادتهم على النحو الذي بيناه سابقاً. هل سنشهد انتقال ملف المفاوضات مع قطاع الشمال أن ينتقل لأيدي موسفيني؟.
لم يقل هو ذلك لكنه أبدى رغبة في حلحلة المشاكل السودانية ونحن لم نشر له بذلك لأننا لم نملك تفويضاً من الحكومة. والموضوع يرتبط ببعضه زارنا هنا في الدفاع الشعبي السفير الأوغندي وتحدث معنا حديثاً طيباً وطلب إخوتنا أن يحضر الوفد الأوغندي الذي كان يمسك بهذا الملف للسودان في زيارة ويتم تكريمهم لما بذلوه من جهد ونعرفهم بقيمنا وأصلنا. ونتوقع في الأيام القادمة أن يأتي إلينا كل الذين كانوا ماسكين بالملف هناك من قائد القوات الخاصة اليوغندي ومدير المخابرات والرجل المهم كينث وقائد الحرس الرئاسي جيمس مدني. كلمة أخيرة؟.
أهنئ الشعب السوداني بهذه الفرحة الكبيرة والشعب السوداني الذي صبر كثيراً على فقد أبنائه أسرى وما شاهدناه في مطار الخرطوم كان هياجاً عاطفياً غير مسبوق ونقول هانت، والسودان موعود بتجاوز كل المرارات وكان ملف الأسرى أكبر ملف عامل صداع للحكومة وللشعب السوداني.حوار: عبدالله عبدالرحيم الانتباهة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.